ذكرى الهجرة النبوية

منذ 2020-08-19

إن الهجرة أحد المواقف العظيمة في السيرة المباركة وإن لها لخبرا وإن فيها لعبرا، والمقام ليس مقام استيعاب في السرد ولا هو بالوقوف عند كل عبرة،

يستذكر المسلمون في العالم الهجرة النبوية الشريفة، وقد تحدث فضيلة الشيخ صالح بن حميد إمام المسجد الحرام، والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عن الهجرة النبوية فقال:

إن الهجرة أحد المواقف العظيمة في السيرة المباركة وإن لها لخبرا وإن فيها لعبرا، والمقام ليس مقام استيعاب في السرد ولا هو بالوقوف عند كل عبرة، غير أن ما يؤكده درس الهجرة أن الدين هو السياج الحامي لكل حق في الانفس والأموال والأرض والحرية والكرامة، إذا حفظ ا لدين حفظت النفس وحفظ ا لمال وبصدق العقيدة تحفظ الأرض ويحفظ الأهل. وتهجر الأوطان ويضحى بالنفوس والمهج والثروات؛ من أجل الحفاظ على الإيمان إن درس الهجرة ليؤكد بكل وضوح وجلاء إن التفريط في العقيدة مآله هلاك النفوس وخراب الديار إذا فقد الدين فلن يغني من بعده وطن ولا مال ولا أرض.


إن من سنن الله الثابتة القوى المعنوية هي الحافظة للقوى المادية، العقيدة والأخلاق والتربية القويمة هي الوسائل الصحيحة للحصول على المكاسب العليا والحفاظ عليها.


إن العبرة في الهجرة تقرر إن الأمة الصحيحة في عقيدتها الطاهرة في أخلاقها المستقيمة في تربيتها يغدو سلطانها أكثر تماسكا وأقوى منعة واطول بقاء، وإن كانت مضطربة في عقيدتها فقيرة في أخلاقها منحرفة في نظمها ومبادئها فإنها في طريق الاضمحلال، تسير ومكتسباتها نحو ا لزوال تنحدر.

إن الهجرة ليست هروبا من واقع ولا نكوصا عن مسئولية، إنها في ذاتها مشقة وأذى، ماذا بعد مفارقة الأهل والأوطان؟، الإخراج من الديار هو قرين القتل في كتاب الله «ولو إنا كتبنا عليهم أن اقتلوا انفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم»  [النساء66]، والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول وهو يخرج من مكة، والله أنك لاحب البقاع إلى الله ولو لا إني أخرجت منك ما خرجت.

  • 2
  • 0
  • 937

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً