مع الصديق رضي الله عنه - رعاية الصديق لآل البيت
الصديق كان يقرب آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم على آل بيته في التوقير والمحبة والإخلاص والحقوق
رعاية الصديق لآل البيت
على عكس ما تدعيه الشيعة تماماً من عداء الصديق لآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم فإن الصديق كان يقرب آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم على آل بيته في التوقير والمحبة والإخلاص والحقوق, وأما ما يشيعه المبطلون ظلماً وبهتاناً من خلاف دب بينه وبين السيدة فاطمة رضي الله عنها وأرضاها فهو محض كذب, والأمر أنها سألته عن ميراثها في أرض فدك وهي قرية صغيرة , وهي لا تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بأن ما تركه من مال لا يورث وهكذا الأنبياء, فلما علمت توقفت عند وصية أبيها الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي قال : « « لا نورث ما تركنا فهو صدقة» »
قال العلامة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم :
رعايته لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
كان رضي الله عنه من أعظم المسلمين رعاية لحق قرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته، فإن كمال محبته للنبي - صلى الله عليه وسلم - أوجب سراية الحب لأهل بيته، إذ كانت رعاية أهل بيته مما أمر الله ورسوله به، وفي الصحيح أنه خطب أصحابه بغدير يدعى خما بين مكة والمدينة فقال: « «اذكركم الله في أهل بيتي» » (مسلم) . وفي السنن أنه قال: « «والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي» » (ابن ماجه) . وكان الصديق رضي الله عنه يقول: ارقبوا محمدًا في أهل بيته» . رواه البخاري وقال: « «والله لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي أن أصل من قرابتي» » (البخاري) . وكذلك عمر رضي الله عنه فإنهما رضي الله عنهما مدة خلافتهما ما زالا مكرمين لعلي وسائر بني هاشم يقدمانهم على سائر الناس.
فدك أزال الخلاف فيها بالنص
روى البخاري عن عروة، عن عائشة: أن فاطمة رضي الله عنها والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من فدك وسهمه من خيبر. فقال أبو بكر: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا نورث ما تركنا صدقة» » (مسلم) . وكون النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يورث ثبت بالسنة المقطوع بها وبإجماع الصحابة، وكل منهما دليل قطعي فلا يعارض ذلك بما يظن أنه عموم، وإن كان عمومًا فهو مخصوص ... ولهذا لم يصر أحد من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - على طلب الميراث، ولا أصر العم على طلب الميراث، بل من طلب من ذلك شيئًا وأخبر بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - رجع عن طلبه، واستمر الأمر على ذلك على عهد الخلفاء الراشدين إلى علي فلم يغير شيئًا من ذلك، ولا قسم له تركة، وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « «لا يقتسم ورثتي دينارًا ولا درهمًا ما تركت بعد مؤنة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة» » (مسلم) . وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « «لا نورث ما تركنا فهو صدقة» » أخرجه البخاري عن جماعة منهم أبو هريرة ، ورواه مسلم عنه وعن غيره فإن الله صان الأنبياء عن أن يورثوا دنيًا؛ لئلا يكون ذلك شبهة لمن يقدح في نبوتهم بأنهم طلبوا الدنيا وورثوها لورثتهم. وأولئك القوم قد أعطاهم أبو بكر، وعمر من مال الله بقدر ما خلفه النبي - صلى الله عليه وسلم - أضعافًا مضاعفة، ولو قدر أنها كانت ميراثًا -مع أن هذا باطل- فإنما أخذ منهم قرية ليست كبيرة ولا قرية عظيمة. والمال الذي خلفه الرسول لم ينتفع أبو بكر ولا عمر منه بشيء؛ بل سلمه عمر إلى علي والعباس رضي الله عنهم يليانه ويفعلان ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله، وهذا مما يوجب انتفاء التهم عنهما؛ فإن أبا بكر وعمر لا تقوم حجة بأنهما تركا واجبًا، أو فعلا محرمًا أصلاً .
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: