وليس الذكر كالأنثى -2
الإعجاز العلمي في قوله تعالى : وليس الذكر كالأنثى
اختلافات فى التكوين الجسدى للجنسين:
لقد وجد العلماء ([1]) فروقا علمية دقيقة بين الرجل والمرأة وهذه الفروق نوجزها فيما يلى: من الثابت علميًّا أن الأنثى البالغة من بنات حواء بصفة عامة أصغر حجمًا من نظيرها الذكر؛ فهي أقصر في الطول، وأقل في الوزن بنحو (10 : 15 %) في المتوسط، وهما كذلك يختلفان في منابت الشعر، وأحجام كل من الرأس والعنق والذقن والصدر، وطول كل من الأطراف والأصابع والجذع الأعلى، وفي قوة الاحتمال بصفة عامة([2]). هذا بالإضافة إلى أن جسم المرأة له قابلية أكثر لتخزين الشحم؛ إذ إن كل جسمها قابل لتجميع الدهون على صورة شحم، في حين أنه يتجمع في مناطق معينة عند الرجل في البطن والأرداف، وتبلغ نسبة الشحم عند الرجل (18%) من وزنه وعند المرأة (28%). ويمكننا أن نلاحظ العلاقة بين النسيج العضلي والنسيج الدهني؛ فعضلات المرأة تقلُّ في القوة عن عضلات الرجل بمقدار (25%) ، كما أن الرجل بمقدوره زيادة قوة عضلاته بممارسة الألعاب الرياضية بنسبة (8%)، في حين أن المرأة لا يمكنها ذلك إلا بمقدار (4%) فقط([3])
الاختلافات في الصفات التشريحية:
توجد فروق فى التركيب التشريحى بين كل من الذكر والأنثى البالغين([4]) خصوصا فى الجهاز البولي التناسلي وهذا معروف بين الناس ، فالأنثى البالغة تعتريها الدورة الشهرية ، والحمل ، والوضع ، والنفاس ، والإرضاع ، وغير ذلك من مسئوليات الأمومة بينما هذا مفقود بالنسبة للذكر. ويختلف الجنسان كذلك في حجم كل من المعدة والكليتين ، والزائدة الدودية ، وكلها أكبر حجمًا في الأنثى البالغة عنها في نظيرها الذكر البالغ ، بينما يتفوَّق هو في حجم كل من الرئتين ، والقلب ، والكبد ، والعضلات ؛ فالقلب في الأنثى البالغة أصغر حجمًا عن نظيرها الذكر بنحو 25%، وعدد ضرباته أسرع بنحو 10%، وضغطه أقل بنحو 10مم زئبق.
إنّ العلماء ولا سيما علماء نفس الطفولة والمراهقة يقرّرون أنّ هيكل المرأة العظميّ أخفّ من هيكل الرجل العظميّ ، واتساع عظام الحوض عندها عن الرجل لقدرتها على الحمل والولادة ، وعضلاتها أضعف من عضلات الرجل بمقدار الثلث مما يجعل قدرتها على الحركة وممارسة الأعمال الشاقة أقل من الرجل ، ولكنها تفضله بنسيجها الخلويّ الذي يحتوي على كثير من الأوعية الدموية , والأعصاب الحساسة , ونسيجها الخلويّ يسمح لها باختزان طبقة دهنية , وبفضل هذه الطبقة الدهنية تكون استدارة الشكل ، وتنفسها أسرع من تنفّسه ([5]) .ورئتا الأنثى البالغة أقل حجمًا من رئتي نظيرها الذكر بنحو 25: 30%، وحجم كبدها أصغر بنحو 20%، وكتلة عضلاتها تبلغ نصف كتلة عضلات نظيرها الذكر([6]).
اختلافات فى عدد خلايا الدم ونسبة الهيموجلوبين
فلقد أثبتت الفحوصات المخبرية أن عدد كُريَّات الدم الحمراء تقل بنسبة 20% في الإناث عن نظائرها من الذكور ، وأن التركيز العددي للخلايا الدموية الحمراء عند الرجال (4,5- 6 مليون/مم3)، بينما عند النساء (3,9 ـ 5,6 مليون/مم3)، كما أن التركيز العددي للخلايا الدموية البيضاء عند الرجال (4000- 8000 كُرية/ مم3)، وعند النساء (4000- 7000 كرية/مم3)، أما نسبة الهيموجلوبين عند الرجال (13,5- 18 جم/سم3)، وعند النساء (11,5- 16,5 جم/سم3)، والكسر الحجمي عند الرجال (40- 54%)، وعند النساء (36- 47%)، وغير ذلك من الفحوص المختبرية التي تظهر التفرقة بين الذكور والإناث في كل ورقة فحص مختبري([7])
اختلافات في معدلات النمو والبلوغ والشيخوخة
حيث يتباين الجنسان الذكر والأنثى تباينًا واضحًا في معدلات النمو والبلوغ. فالذكور أسرع في النمو في مرحلة الطفولة المبكرة من الإناث بصفة عامة, ويبدأ الذكور في البلوغ من سن (10- 14) سنة, بينما تبدأ الإناث في البلوغ من سن (11- 15) سنة, والرجل يصل إلى الشيخوخة بين (55-65), وتبدأ المرأة طور الشيخوخة بين (45-55) سنة بصفة عامة.
اختلافات فى تحمل الألم والضغوط النفسية
وثمة فروقا أخرى بين الجنسين في النواحي النفسية حيث يختلف التكوين النفسي لكل من الذكر والأنثى اختلافًا كبيرًا؛ ففي الوقت الذي يتميز فيه الذكور ـ بصفة عامة ـ بشيء من الخشونة, وبسيادة العقل للعاطفة, وبالواقعية في التفكير بعيدًا عن الخيال, وبالفاعلية في الأعمال بعيدًا عن السلبية, فإننا نجد الإناث ـ بصفة عامة ـ يتميَّزن بالحساسية المفرطة ورقة المشاعر, وبسيادة العاطفة للعقل, وهيمنة المشاعر الشخصية، واتساع الخيال على الأمور الواقعية والمنطقية، وبروز ملكة الحدس والبداهة الفطرية, والتميز بالغيرة الشديدة , وحب التملُّك , والوهم , والخوف , والتشاؤم , واختيار الأشياء بغير موضوعية وبغير منطق في أغلب الأحيان , وعدم القدرة على الانسلاخ من الذاتية الشخصية ، وعن التقاليد الموروثة ، والتنشئة في مراحل الطفولة.ولقد اتضح من بعض التجارب المختبرية والدراسات أن هناك تفاوتًا بين الأولاد والبنات في تحمل الألم والضغوط النفسية ، سواءً كان هذا الألم نتيجة صدمة كهربائية ، أو تعرض للهيب الحرارة ، أو أي مصدر آخر, وهذا ما قد يفسِّر ميل الأولاد إلى المخاطرة أكثر من البنات ؛ مما دفع كثيرًا من العلماء في السنوات الأخيرة إلى محاولة تطوير عقاقير مختلفة لمعالجة الآلام في كل من الجنسين([8]) ، كما أن تجارب وكالة الفضاء الأمريكية تؤكد على أن أغلب النساء عندما يعُدن من رحلة فضائية يشعرن بدَوَخان وانخفاض في ضغط الدم لعدة أيام بعد الهبوط على الأرض ، ولم تُشاهد هذه الآثار على الرجال إلا في حالات نادرة([9]).
الإختلاف فى المهارات ومجالات العمل:
ووجدت الباحثة كيميورا([10]) Kimura وهي رائدة منذ عدة سنين في البحث عن الاختلافات البِنيوية والوظيفية بين الجنسين أن الإناث يتفوقن على الذكور في الإنجاز في المجالات الآتية: الأعمال الدقيقة والتنسيق الحركي الدقيق، الطلاقة التصوُّرية، نشاط البحث عن أشياء، الاستعانة بعلامات دالَّة على مواقع مطلوبة وفي استعمال الخرائط. وعلى هذا الأساس تتفوق الإناث على الذكور في أداء الأعمال الآتية: أعمال التجميع ، أشغال الإبرة بخاصةٍ التطريز، حِرَف يدوية تتطلب غاية الدقة والإتقان ، الإنتاج المجهري ، أشغال شبكات الاتصال ، الخياطة ، التمريض، الصيدلة ، الفنون الجميلة. أما الذكور، فوجدت كيميورا أنهم يتفوقون على الإناث في المجالات الآتية: مهارات بدنية هادفة ، والتي تتطلب التركيز، كما في ألعاب الرياضة البدنية، مثل الرماية بالسهام، وكرة القدم ، ولعبة المضرب (Cricket) ، ولعبة السهام المَرِيشة (Darts) ، ونحوها، نشاطات ترتبط بمكان ومسافة ، التركيز على أجسام دوَّارة ، أشكال ومخططات متداخلة ، المحاجَّة والاستنتاج في الرياضيات، أشغال جسمانية ثقيلة. وعلى هذا الأساس تبيَّن أن الذكور يتفوقون على الإناث في أداء الأعمال الآتية: النشاطات الحركية المُجهدة ، والميكانيكا ، والمحاسبة ، والهندسة ، والرياضيات ، والبناء والإنشاء ، والنحت.
بالإضافة إلى أن الرجال يفوقون النساء في السعي لممارسة نشاطات محفوفة بالإثارة والمخاطر، مثل ألعاب الرياضة الخطرة ، والهبوط بالباراشوت ، والنساء أقلُّ تأثُّرًا بالسَّأَم من الرجال من جرَّاء ممارسة أعمال رتيبة. وتبين بعض الإحصاءات التي قدمتها آن موير في نسبة الرجال والنساء لبعض المهن في بريطانيا، والتي تعزِّز النتائج التي توصَّل إليها البحث العلمي في هذا الخصوص، أضف إلى ذلك آخر إحصاءات الأمم المتحدة عن منظمة العمل الدولية التابعة لها؛ حيث تبين النسبة الضئيلة جدًّا للنساء اللاتي يشغلن مناصب الإدارة العليا للشركات في أوربا ودول أخرى؛ ففي مجالس إدارة الشركات في أوربا نسبتهن فقط (5%)، وفي المناصب العليا لإدارة الشركات: أستراليا (3‚1%)، فرنسا (2%)، إنجلترا (6‚3%).
ويختلف الجنسان على مستوى الخلية :
ففي حالة الذكر تحتوي كل خلية جسدية على (44) صبغيًّا جسديًّا + (صبغيين) تناسليين هما (X) الذي يحمل صفات مؤنثة, (Y) الذي يحمل صفات الذكورة, وذلك فيما عدا الحيوانات المنوية التي يحمل كل منها: (22) صبغيًّا + (X) أو (22) صبغيًّا + (y). وفي المقابل تحمل كل خلية جسدية في الأنثى (44) صبغيًّا + صبغيين تناسليين (X) و(X)، بينما تحمل البييضة نصف هذا العدد (22) صبغيًّا + (X). والحيوان المنوى الذي يحمل شارة التذكير (Y) يختلف في شكله ومميزاته عن ذلك الذي يحمل شارة التأنيث (X) ؛ فالأول أكثر لمعانًا ووميضًا، وإن كان أصغر حجمًا، وهو مُدبَّب الرأس , والثاني أكبر حجمًا, وأقل ضخامة في الرأس. والحيوان المنوي الذي يحمل شارة الذكورة أسرع حركة ، وأقوى شكيمة في الغالب من الحيوان المنوي الذي يحمل شارة الأنوثة، فالحيوان المنوي المذكر يسير حثيثًا حتى يصل إلى موضع البويضة في 6 ساعات تقريبًا. وأما الحيوان المنوي الذي يحمل شارة الأنوثة فيسير بطيئًا في الغالب ، ولا يصل إلى موضع البويضة إلا بعد أكثر من اثنتي عشرة ساعة ، وربما وصل في أربع وعشرين ساعة ، وهذا الاختلاف بين الحيوانات المنوية التي تحمل شارة الذكورة Y، والأخرى التي تحمل شارة الأنوثة X هو ما يفسِّر اختلاف جسدي كل من الذكر والأنثى من الوجهة الشكلية والتشريحية والوظيفية ، على مستوى كل من الخلية والنسيج والعضو والجهاز والجسد كله , كما يفسِّر التباين في القدرات العقلية والعاطفية والسلوكية وغير ذلك([11])
تقلُّب نشاط ومزاج المرأة خلال دورة الطمث:
أثبتت عدة بحوث تخص التأثير الهرموني على دماغ المرأة خلال 28 يومًا لدورة طمثها، منها بحوث فريق الباحثة كيميورا وإليزابث هامبسون؛ فتبين أن المرأة تختلف عن الرجل تمامًا في تحديد نشاطها بتأثيرات هرمونية سببها دورة الطمث؛ حيث أثبتت تلك البحوث أن المرأة أكثر نشاطًا وحيوية خلال الأربعة عشر يومًا الأولى من دورة الطمث، أو النصف الأول من الدورة؛ ذلك لتواجد هرمون استروجين (Estrogen) بمفرده، فهو هرمون مثير للدورة النزوية، ويرفع من نشاط خلايا الدماغ فيزيد من يقظته ويقظة الحواس معًا، فبتدفُّق هذا الهرمون إلى دماغ المرأة في فترة الطمث الأولى، يشعرها بالابتهاج، الإثارة الجنسية، الحماس، الغرور؛ على عكس النصف الثاني لفترة الطمث.
فلما كان سلوك المرأة في النصف الأول من دورة الطمث يتصف بالنشاط والإيجابية، ففي النصف الثاني من دورة الطمث يتصف بالركود والسلبية، ويُعزى هذا الانعكاس في سلوك المرأة إلى إفراز هرمون آخر هو بروجسترون (Progesterone) علاوة على هرمون استروجين، والوظيفة الأساسية لهرمون بروجسترون هى تهيئة الرحم لقبول البويضة المُلقَّحة، ويعمل على خفض تدفق الدم إلى الدماغ، واستهلاك الأكسجين والجلوكوز؛ مما يسبِّب سلوكًا راكدًا غير متحفزٍ عند المرأة مما يؤدى إلى الإحساس بوضعية سكون وهدوء واستسلام، بعد وضعية الشعور بالحماس والغرور والسعادة في النصف الأول من الطمث.
وفي الأيام الخمسة الأخيرة قبل بدء الحمل، ينخفض مستويا الهرمونين فيقلُّ تأثيرهما على سلوك المرأة، وصار مصطلح "الأعراض المتزامنة قبل الطمث" ((Pre –menstrual Syndrome اليوم متعارفًا عليه في دوائر الطب والصيدلة، والبحوث جارية للتوصُّل إلى علاج يخفِّف من الأعراض السلبية التي تعاني المرأة منها في النصف الثاني من دورة الطمث، ونتيجة لهذه الحقيقة التي أقرَّها وقضاها الله سبحانه وتعالى للأنثى، تجد مزاجية المرأة غالبًا متأرجحة متقلبة من حالة إلى أخرى: من نشاط إلى ركود، من حماس إلى انسحاب، من تعاون إلى عدوانية، من ابتهاج إلى كآبة، من غرور إلى استسلام، ونحو ذلك([12])
الاختلافات في تركيب الدماغ والجهاز العصبي:
وبشكل عام يحتوي الدماغ عند الرجل على مادة رمادية اكثر بخمسة ونصف بالمئة عما لدى النساء ، وبالمقابل يحتوي دماغ المرأة على مادة بيضاء أكثر بعشرة مرات مما عند الرجل. والمادة الرمادية تكون بشكل رئيسي مركز الدماغ لمعالجة المعلومات ، في حين المادة البيضاء تمثل بشكل رئيسي شبكة الاتصالات بين الخلايا والفصوص الدماغية. وهذا يوضح قدرة الرجل على معالجة قضايا تتطلب نشاطا في مراكز خاصة ، مثل الرياضيات، في حين قدرة المرأة افضل في جمع المعلومات من المراكز الخاصة واعادة تقييمها وربطها ، مثلا اللغات([13]).
وقد درس العالم جولدشتين وأخرون (Goldstein et al)(([14] حجم الدماغ فى كلا الجنسين وتبين لهم أن الاختلاف فى دماغ الرجل اكبر10 % من دماغ المرأة، حيث يزن دماغ الأنثى في المتوسط (2‚1245جرام)، بينما يزن دماغ الذكر في المتوسط (7‚1386 جرام) ويملك حوالي 4 مليار خلية دماغية اكثر مما في دماغ المرأة ، ووزن دماغ الرجل بالمتوسط: 1400 جرام بينما وزن دماغ المرأة بالمتوسط: 1250 جرام ، طول الخطوط العصبية:عند الرجل: 176000 كيلومتر وعند المرأة: 149000 كيلومتر ويتألف اغلبيته عند الرجل: من المادة الرمادية وعند المرأة :من المادة البيضاء، وثمة فرق رئيسى عند الرجل بكبر hypothalamus وعند المرأة بكبر: hippocampus ([15]). وبين الدكتورLarry Cahill أن دماغ الرجل يعالج المعلومات بطريقة مختلفة جداً عن دماغ المرأة، حتى في حالة الراحة ، واستخدم الباحث تقنية انبعاث 36 البوزيترون (Positron Emission Tomography) فى تجربة تشمل رجلاً و 36 امرأة، وذلك لدراسة نشاط الدماغ أثناء الراحة دون التفكير بشيء، وأظهرت الصور أن المناطق التي تنشط في دماغ المرأة تختلف عن المناطق التي تنشط في دماغ الرجل! العجيب أن تصميم دماغ الرجل ودماغ المرأة جاء كل منهما متناغماً مع العمل الذي سيقوم به([16]). وتبين الدراسة أن دماغ الأنثى يختلف عن دماغ الرجل في تخزين المعلومات بالنسبة للذاكرة الطويلة ، أي أن الرجل يستعمل مناطق من دماغه تختلف عن المرأة في تخزين المعلومات لفترة طويلة. ومع تقدم العمر تتأثر المعلومات التي اختزنها الرجل في دماغه بطريقة مختلفة عن المرأة ، فمثلاً المواد المخدرة الطبيعية التي يفرزها الدماغ ليعالج بها الآلام تؤثر على الذاكرة الطويلة لدى النساء بنسبة أكبر من الرجال. وتبين الأبحاث الجديدة أن عاطفة المرأة تؤثر على ذاكرتها بطريقة أكبر من الرجل، وأن المرأة تتعرض لانخفاض في ذاكرتها أثناء فترة الحمل وبعده بعام، وأن ذاكرة المرأة تتأثر بالأحداث والظروف أكثر من ذاكرة الرجل، من أجل هذه الأسباب: نعلم لماذا شهادة المرأة تعدل نصف شهادة الرجل أمام القضاء! يقول تعالى: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى(282). سورة البقرة
شكل(1) اختلاف حجم المخ (1) فى الذكر (يمين) والأنثى (شمال)، وصورة (2) نشاط دماغ رجل (يمين) وإمرأة (يسار) فى حالة الراحة ،والصورة (3) اختلاف تفاعلات المخ فى كل من الذكر والأنثى عند التوجيه لعمل متماثل
ومن الفروق بين الرجل والمرأة أن المرأة لديها فرصة مضاعفة للإصابة بالكآبة أكثر من الرجل، وهي تحزن أكثر 8 مرات من الرجل، ويقول العلماء إن المرأة أفضل من الرجل في الذاكرة القصيرة أي أنها تتذكر الأشياء التي حدثت قبل قليل بسرعة أكبر من الرجل، ولكن الذاكرة الطويلة فإن الرجل يتفوق عليها كثيراً. فتفضيل الرجل على المرأة ليس لأن الله يحب الرجل أكثر أو لأن الله "يميز" بينهما كما يقول بعض المشككين، لا، بل ليمكِّن الرجل من القيام بأعباء الحياة، وبالمقابل أعطى للمرأة ميزات لا يتمتع بها الرجل، فمثلاً زوَّدها في دماغها بخلايا مختصة بتحمل الألم والضغوط والإجهادات أكثر من الرجل، فسبحان الله! ([17]).
بين عالم الدماغ الامريكي ريتشارد هايير من جامعة كاليفورنيا ان 84% من المادة الرمادية لدماغ المرأة لها علاقة بالقدرة على التفكير، وأن 86% من المادة البيضاء المرتبطة بعملية التفكير، توجد في جبهة المرأة. بينما فى الرجل أن 45% من المادة الرمادية هى التى لها قدرة على التفكير ولا تتركز فى الجبهة بل هى منتشرة في كل المنطقة المركزية لدماغه. الأمر الذي يشير إلى أن الاصابات بالجبهة اخطر على المرأة منها على الرجل. ويجد العلماء أن فروقا كثيرة بين تركيب ووظيفة المخ فى كلا الجنسين منها: أن مخّها أقل ثنيات, وتلافيفها أقل نظاما ، والقسم السنجابيّ ( القسم الادراكي في المخ) فهو أقل مساحة, لكنّ مراكز الاحساس, والاثارة, والتهيّج أشد فاعلية بكثير من مراكز الرجل, وتبين الأبحاث الجديدة أن عاطفة المرأة تؤثر على ذاكرتها بطريقة أكبر من الرجل، ولذلك فإن نسبة الإبداع عند الرجل تكون أكبر من المرأة، وهكذا نجد أن المبدعين عبر التاريخ كان معظمهم من الرجال! وفي دراسة جديدة تبين أن المرأة تتعرض لانخفاض في ذاكرتها أثناء فترة الحمل وبعده بعام، وأن ذاكرة المرأة تتأثر بالأحداث والظروف أكثر من ذاكرة الرجل، من أجل هذه الأسباب أصبحت شهادة المرأة تعدل نصف شهادة الرجل أمام القضاء. ويؤكد العلماء على وجود اختلافات واضحة بين دماغ الذكر ودماغ الأنثى وتظهر جلية في المنطقة المسماة hypothalamus والمنطقة قبل البصرية حيث تحوي هذه المنطقة عند الرجال ضعف عدد الخلايا عند النساء. كذلك هناك اختلاف واضح في استجابة الدماغ والإبداع والسلوك ما بين الرجال والنساء. وتتجلى هذه الاختلافات في الإدراك والذاكرة حيث تختلف ذاكرة المرأة عن ذاكرة الرجل. وحتى نسبة موت الخلايا في الدماغ تختلف من الرجل إلى المرأة، وطريقة عمل هذه الخلايا تختلف، فقد وجد الباحثون أن نسبة انكماش الدماغ (تنكس الخلايا) عند الرجل أكبر منه وأكثر وضوحاً من المرأة مع تقدم العمر.
إذاً هناك ميزات فضَّل الله فيها الرجل على المرأة وذلك لمصلحة الرجل والمرأة ولكي تستقيم الحياة ويعيشان بسعادة، ولذلك يقول تعالى فى سورة النساء: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ(34). ولكي يقوم الرجل على المرأة يرعاها ويوفر لها الحماية والأمان والمعيشة الكريمة لابد أن يتمتع ببعض الميزات ليتمكن من القيام بذلك ، وهكذا يجب أن نفهم التفضيل هنا. فتفضيل الرجل على المرأة ليس لأن الله يحب الرجل أكثر أو لأن الله "يميز" بينهما كما يقول بعض المشككين، لا، بل ليمكِّن الرجل من القيام بأعباء الحياة مما يجعل المرأة تتقبل قوامته عليها لأن هذا فى صالحها ، وبالمقابل أعطى للمرأة ميزات لا يتمتع بها الرجل ، فمثلاً زوَّدها في دماغها بخلايا مختصة بتحمل الألم والضغوط والإجهادات أكثر من الرجل. ولقد وجد العالم نيشيزاوا وأخرون Nishizawa,S.et al.أيضا اختلاف فى تعامل المخ فى كلا الجنسين مع افراز هرمون السيروتونين([18]) كما هو بالشكل (2) ففى تجربة أجراها العلماء عى افراز هرمون السيروتونين من خلال تقنية البوزيترون PET قبل وبعد اختزال التريبتوفان من البلازما أن هرمون السيروتونين يفرز بنسبة أعلى 52 % فى الرجال عن النساء
شكل (2) زيادة افراز هرمون السيروتونين فى الذكور عن الإناث
إن السر فى هذا الاختلاف والتباين يكمن في هذا الهرمون المُسمَّى "هرمون الذكورة التستسترون" (Testosterone) ، فهو المسبب الرئيس للاختلافات البيولوجية بين الجنسين؛ فخَلْق الرجل يحمل هرمون التستسترون عشرة أضعاف الذي تحمله المرأة. ومن هذا التباين الجوهري في الدماغ، وعمليات الهرمونات لكل من الجنسين، تبدأ الفوارق بين الذكر والأنثى في رحم الأم، وتظهر للعالم منذ الولادة ، تقول الباحثة "آن موير(Anne Moir)([19]) "إنها إحدى القصص الآسرة للحياة والخلق؛ قصة مطوَّية على نطاق واسع؛ ولكن الآن وأخيرًا بدأت تتجلَّى في كُليتها، نحن نعرف أن الجينات تحمل مخططًا مرموزًا لخصائصنا في الحمض النووي (D.N.A)، التي تجعل منا ذكرًا أو أنثى؛ فأي خلية مجهرية من جسم رجل تختلف عن أي خلية مجهرية من جسم امرأة؛ لأن كل خلية من كياننا لها مجموعة مختلفة من الصبغيات/الكروموزومات من داخلها، متوقفًا على كوننا ذكرًا أم أُنثى". إن الهرمون الذكري التَّستسترونTestosterone أو هرمون منشط الذكورة هو المؤثِّر الأكبر على الدماغ وبقية الجهاز العصبي المركزي، فيقوم بدور تحديد جنس الدماغ ابتداء من طور الجنين في رحم أمه وحتى تدفق هرمونات الحُلُم في سن البلوغ ؛ حيث تتحدَّد مستويات الجنس لدماغ الجنين نسبة إلى كمية هذا الهرمون في الرحم، والذي تفرزه الخصية أصلًا، ومن ثم تتحدد الاختلافات في السمات العقلية بين الجنسين؛ كنمط الإدراك، والقابلية والاستعداد، والاهتمام، ونحو ذلك.
وقد قام عالما الوراثة "موير"Moir و"جيسيل" Jessel بإجراء 65 دراسة حول الدور الذي يقوم به هرمون التَّستسترون في تحديد الجنس؛ إذ أعطت تلك الدراسات برهانًا حاسمًا على أن هذا الهرمون هو المفتاح في تطوُّر جنس الدماغ إلى ذكري أو أنثوي ؛ ففي الأسبوع السادس الذي يلي الحمل، يتحدد نهائيًّا نوع الجنس بكمية الهرمون الذكري التستسترون في الرحم، فإذا كانت المُضغة أنثى (XX)ولا تتعرض لكمية كبيرة من هذا الهرمون في الرحم، فسيكون الجنين أنثى من حيث المظهر والدماغ معًا، أما إذا تعرضت المضغة الأنثوية إلى كمية قليلة من هذا الهرمون، فستكون النتيجة بدن أنثوي بدماغ ذكري، على حين يؤدي تعرض المضغة إلى كمية كبيرة من الهرمون الذكري إلى أن يكون بدن الجنين ذكراً ودماغه ذكرًا أيضًا، حتى لو كانت الكروموسومات أصلًا أنثوية (XX)، ذلك بإطلاق هذا الهرمون تعليمات إلى بدن الجنين بعدم تطوير جهاز تناسلي أُنثوي. فهرمون التستسترون المفتاح في تطوُّر دماغ أيٍّ من الجنسين إلى دماغ ذكري أو دماغ أنثوي أو ما بين الجنسين؛ فنجد نساء ذوات دماغ ذكري؛ لارتفاع هذا الهرمون عندهن عن المستوى المعتدل.
وأظهر البحث العلمي الحديث التفاوت في تطوُّر الدماغ بين الجنسين خلال السنين الأولى من عمر الطفل (من الأشهر الأولى وحتى سن الخامسة)، فتبيَّن في تجربة أُجريت على 200 طفل أن دماغ البنين يتطور أسرع من دماغ البنات في التخصص، وفي القدرة على إنجاز أعمال ذات طابع مكاني، وأظهرت التجربة فيما يتعلق باللغة أن البنات تتفوق على البنين في تعلُّمها، كما تتعلم البنات اللغة أبكر من البنين، وعلى وجه العموم، البنين أبطأ من البنات في فهم اللغة واستعمالها. وأظهرت دراسة أخرى أن البنات أقل استعدادًا من البنين في تعلم الرياضيات واستيعابها في مستويات عليا من الدراسة؛ لذلك وُجد المعدل 13 ذكورًا إلى 1 إناث في صفوف الدراسات العليا للرياضيات الأمريكية.
وثبت لعدة باحثين نفسانيين أن الرجال يفوقون النساء في القابلية المكانية؛ أي: المكان جزء مهم من أداء الأعمال، فتبين لهم أيضًا أن هذه القابلية عند النساء يسيطر عليها جانبا الدماغ معًا؛ مما يزيد درجة التشتت ويقلِّل من درجة التركيز، ويزيد من درجة النسيان، لذا تجد مثلًا مهندسات معماريات أقل من الرجال.
فالخلاصة إذًا أن دماغ الرجل يعطيه قابلية متميزة عن المرأة في التركيز على الشيء المراد إنجازه، بينما دماغ المرأة لا يساعدها كثيرًا على التركيز بل التشتت في الأفكار([20])
اختلاف تنظيم الدماغ عند كل من الرجل والمرأة:
إن الأبحاث العلمية خلال العشرين سنة الماضية تشير إلى أن الجانب الأيسر من دماغ الرجل مخصَّص للغة والمخاطبة، بينما الجزء الأيمن من هذا الدماغ متخصص في التخيُّل والتأمل، ونتيجة لهذه التجزئة فإن حصول جلطة في الجانب الأيسر من دماغ الرجل يشلُّ في الغالب قدرته على التحدث، أو القدرة على المخاطبة، بينما حصول هذه الجلطة في الجانب الأيمن من دماغه لا يعطِّل قدرة المخاطبة، وهذا يؤكد أن الجانب الأيسر من دماغ الرجل مهم جدًّا للمخاطبة والتحدث، بينما الجانب الأيمن ليس بهذه الأهمية للتحدُّث، ولكن هل ينطبق هذا التصنيف الدماغي على المرأة؟. إن تنظيم دماغ المرأة مختلفٌ عن الرجل؛ وذلك لأن التجزئة المشاهَدة في دماغ الرجل ـ والتي ذكرناها سابقًا ـ غير موجودة عند المرأة التي تتصف وظائف الدماغ عندها بالانتشار في كل الدماغ وعدم التركيز، ونتيجة لذلك فقد لُوحظ أن حدوث جلطة في الجزء الأيمن من دماغ المرأة يقلِّل من قدرتها على التخاطب بنسبة قليلة جدًّا، وكذلك الحال لو حصلت الجلطة في الطرف الأيسر من دماغها، وهذا سببه أن المرأة تستخدم جانبي الدماغ في المخاطبة وليس جانبًا واحدًا كما هو الحال في الرجل ([21])
وثمة فرق بنيوي أساسي آخر اكتُشف بعد اختبارات على 14 امرأة أجراها علماء أعصاب، يتعلق بالجسم الجاسئ Corpus Callosum، وهو كتلة ألياف عصبية موصلة تربط شطري الدماغ نصف الكرويين (شكل 3)، فتبيَّن اختلاف واضح في هذا الجسم الموصل عند دماغي الجنسين؛ ففي الإناث (الصورة العليا) هو أسمك، وأكثر انتفاخًا ووزنًا، وبصلي الشكل منه في الذكور (الصورة السفلية)، حيث يعمل على نقل معلومات وتبادلها مروريًّا بين نصفي الدماغ بكميات أكبر في الإناث مما في الذكور (شكل 3).
شكل (3) يبين الجسم الجاسىء corpus collasum الملون باللون الأصفر (صورة 1) فى منتصف المخ ، اختلاف فى حجم الجسم الجاسىء فهو سميك فى الأنثى (أعلى الصورة 2) ورفيع فى الذكر (أسفلها)
فيجعل هذا الفارق الأساسي المرأة أكثر طلاقة ووضوحًا من الرجل في التعبير الملفوظ ، يساعدها في أعمال تتطلب التقريب بين يديها والتنسيق بينها كما في الحياكة والتطريز والأعمال المنزلية ، على حين ينقصها القدرة على التركيز في الأداء، الذي يُعزَى إلى الانتشار والتشتت في أفكارها، كما يعزِّز ازدياد سمك الجسم الجاسئ ووزنه قابلية المرأة على الربط الذهني بين الأشياء والأفكار، وعلى التواصل بصورة ملفوظة ممزوجة بانفعالات ومشاعر؛ هذا الفرق ربما يدلُّنا على مفتاح سر غامض للمرأة هو تفوقها على الرجل في الحدس أو البديهة ([22]).
تباين أجهزة الحواس بين الذكور والإناث:
يؤكِّد الباحثون أن حواس الإناث والذكور تعمل أحيانًا بأشكال متباينة، وهذا يعود إلى أن المرأة قد ترى في المشهد نفسه أو اللوحة ألوانًا لا يراها الرجل، وتسمع في الأغنية نفسها ألحانًا تختلف أصداؤها وإيقاعاتها عن تلك التي تصل إلى أذنيه، وقد تستمتع بروائح لا تصل إلى أنفه ، ومن ثم تكوِّن معلومات تختلف عن المعلومات التي يتلقاها دماغه، ومن هنا ندرك سبب انجذاب الأطفال الذكور إلى الدُّمَى المتحركة أكثر من الأطفال الإناث ، واللواتي يجدن متعة في اقتناء الدمى الملونة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن اضطراب الحركة الزائدة المرتبط بنقص التركيز عند صغار الذكور ـ وخصوصًا خلال سنوات الدراسة الأولى ـ تنجم عمومًا عن ضعف حاسة السمع، والتي تقوى تدريجيًّا مع تطوُّر النمو. ويشير "ساكس" إلى أن الطرق التربوية القديمة التي كانت تقضي بفصل الذكور عن الإناث في المدارس، وخصوصًا في المراحل الابتدائية، كانت تراعي بالفطرة المعطيات العلمية لهندسة أدمغة الجنسين وأجهزة حواسهم([23]) وإليك موجز للفوارق بين الذكر والأنثى من هذا الجانب:
السمع: تتفوَّق الإناث على الذكور في حاسة السمع ، بما يعادل الضِّعف تقريبًا؛ ولذلك تجد الأطفال الإناث يتعلمن النطق قبل الذكور، كما تتعلم الإناث اللغات أســرع من الذكور بسبب تفوقهن في الســمع، وفي الذاكـرة اللفظية Verbal memory؛ ومن ثم فثلاثة أرباع طلاب اللغات الأجنبية في جامعات أمريكا هم من الإناث.
الإبصار: يتفوق الذكور على الإناث في الإبصار لمسافات بعيدة، وفي الإدراك البصري العميق، كما أن إبصار الذكور في النهار أفضل من الليل، وإبصار الإناث في الليل أفضل من النهار، وتتفوق الإناث في "الإبصار الحولي أو المحيطي" (Peripheral vision)؛ أي الإبصار حول الشيء المرئي، الذي يعينهاعلى تقدير المسافات بدقة، ومن ذلك يمكن القول أن هذا التفوق في الإبصار الليلي والحولي يعين الأم على رعاية أطفالها ليلًا، وتتفوق الإناث على الذكور في الذاكرة الصورية، لذلك هن أعلى قابلية في التعرف على وجوه وأسماء الآخرين.
اللمـس: اللمس اليدوي عند الإناث أكثر حساسية وانتشارًا عنه في الذكور، ويظهر ذلك منذ الولادة ، لذلك يتفوقن على الذكور حِذقًا وبراعة في إنجاز أعمال يدوية دقيقة ، ويشعرن بالألم أسرع من الذكور؛ ويتحملنه لمدة أطول منهم.
الشم والذوق: للنساء حاسة شم أقوى من الرجال، وهن أكثر حساسية للرائحة والعبير ولأي تغيُّر رقيق فيهما؛ إذًا يظهر من هذه الفوارق الحسِّيَّة أن الذكور في عالم، والإناث في عالم آخر، والله سبحانه وتعالى خلق المرأة وزوَّدها بحواس أقوى نسبيًّا من حواس الرجل، لتمكِّنها من أداء وظائف الأمومة، وأخرى منزلية رقيقة دقيقة([24])
أوجه الإعجاز العلمي :
هذه البحوث المتطورة الحديثة العهد في العقود الثلاثة الأخيرة ؛ والتى ظهرت من خلال علماء فى الطب ، والاجتماع وعلم النفس ، عملوا على تقديم مجموعة نتائج كوَّنت معًا صورة لافتة النظر عن اللاتماثل بين الجنسين من حيث بنية الدماغ ؛ إذ أفرزت بحوثهم أدلة قوية على الاختلاف الحاصل بين بنية دماغ المرأة وبنية دماغ الرجل من ناحية ، وبين عمليات تفاعل الهرمونات مع دماغ المرأة وعمليات تفاعل الهرمونات مع دماغ الرجل من ناحية أخرى ؛ حيث يأخذ هذا الاختلاف مأخذه منذ بداية حياة الإنسان ، وهو في رحم أمه جنينًا. وقد تبيَّن لهم أن دماغ الرجل مُصمَّم للتعامل مع معلومات بصرية ومكانية ؛ وللتعليل في الرياضيات أي في التحليل والتنظير، ويتميز بالتركيز في وقت ما على أمر واحد ، أما دماغ المرأة فمصمم للتعامل مع مهارات متضمنة تفاصيل ، كالطلاقة الشفهية فى الكلام ، ونشاطات تعاقبية متوالية، ونشاطات اجتماعية أُلفية، ويتميز بالتفكير في وقت ما على عدة أمور؛ أي التشتت في التفكير.
هذه الآية المعجزة اشتملت الحقيقة الخالدة الدائمة عبر العصور كلها وهي أن المساواة المطلقة الكاملة بين الرجال والنساء غير ممكنة وأنها أكذوبة بيولوجية ، لكنّ المساواة النسبية بين الجنسين هي التي يمكن تحقيقها على أرض الواقع. لقد أخطأ كثير من العرب والغرب حينما تصوروا أنّ الفروق بين الرجال والنساء، ما هي إلاّ فروق تشريحية وفسيولوجية، تتمحور حول حجم الأعضاء فقط، ولكن الفروق الدقيقة بين الرجل والمرأة بالعلم الحديث من حيث القلب والتنفس ومراكز الاحساس والدماغ والهيكل العظميّ والقامة جعلتهم يستزيدون من مثل هذه الأبحاث لكى تتبين لهم حقائق وأسرار وكنوز هذا القرآن العظيم فيؤمن به أقوام ويزيد المعاندون عنادا وكبرا وكفرا وخسارانا
إن الأبحاث الحديثة التى بينت تباين أجهزة ومراكز الحواس فى كلا الجنسين ، وكذلك الأبحاث التى بينت اختلاف عمل الدماغ فى كلا الجنسين فى وقت العمل أو الراحة لأدلة صدق على رسالته ﷺ وأنه لا ينطق عن الهوى إنهو إلا وحى من العليم الخبير
كما أن الاختلاف فى تركيب الخلايا الجنسية وبعض الخلايا الجسدية كخلايا الرحم وخلايا الثديين وخلايا الجهاز التناسلى لدى المرأة ، واختلاف خلايا الدم ونسبة الهيوجلوبين بين الجنسين ، واختلاف القدرة على العمل الشاق ومجالات العمل ، ودورة الطمث عند المرأة دون الرجل واختلاف النمو والشيخوخة فى كلا الجنسين كلها أدلة صدق على الحقيقة الخالة (وليس الذكر كالأنثى)
إن العلماء يعجبون إذ كيف لنبى أمى لم يتطرق هو ولا من كان فى زمانه من علماء لأكبر حضارتين فى ذلك الوقت وهما الفرس والروم لمثل هذه الدراسات بل وبيان هذه الإختلافات فى أقصر عبارة (وليس الذكر كالأتثى) ، وكل هذه الحقائق تزيدنا إيماناً وخشوعاً وتسليماً للخالق تبارك وتعالى القائل: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) سورة الملك
وهذا يدلنا على أن القرآن الكريم هو وحى من رب العالمين نزل بع الروح الأمين على قلب الصادق الأمين ، وأن القرآن الكريم كتاب علم وهداية للناس أجمعين.
والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
المراجع العربية
- ابن سيد الناس : (المخصص)
- الفخر الرازى: تفسير (وليس الذكر كالأنثى) : مفاتيح الغيب
- الإمام القرطبى الجامع لأحكام القرآن تفسير الآية 112 من سورة الأنعام
- الزمخشرى : الكشاف تفسير (وليس الذكر كالأنثى)
- صحيح البخارى 10/336 ، وحديث : 4890
- صحيح مسلم 2548،
- الإمام الخطابي في معالم السنن
- الإمام: الألبانى: السلسلة الصحيحة " 6 / 860 :
- الكسيس كاريل فى كتابه (الإنسان ذلك المجهول)
- المعجم الوسيط. مادتا: أنث وذكر.
- خلق الإنسان بين الطب والقرآن، د. محمد علي البار
- خواطر الإمام محمدمتولى الشعراوى تفسير وليس الذكر كالأنثى
- عبدالله بن إبراهيم الطريقي : الأنوثة في نصوص الوحيين. http://www.islamtoday.net/salman/
- ليس الذكر كالأنثى، قسطاس إبراهيم النعيمي، موقع: جامعة الإيمان www.jameataleman.org
- معجزات القرآن العلمية في الإنسان مقابلة مع التوراة والإنجيل، عبد الوهاب الراوي، ص: 77، 83، 85 ،86
- من آيات الإعجاز العلمي: الإنسان من الميلاد إلى البعث في القرآن الكريم، د. زغلول النجار،ص247
- من الآيات العلمية الأستاذ عبد الرزاق نوفل ...ص56 - 58
- هل الرجل أذكى من المرأة، غريس فرج، مجلة الجيش اللبنانيwww.lebarmy.gov.lb
- وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى (آل عمران: ٣٦)، د. رشيد كهوس أبو اليسر، www.ser8.org
References:
- Allen, J. S. , Damasio, H. , Grabowski, T. J. , Bruss, J. & Zhang, W. Sexual dimorphism and asymmetries in the gray–white composition of the human cerebrum. Neuroimage 18, 880–894 (2003).
- Del Giudice, M., The Distance Between Mars and Venus: Measuring Global Sex Differences in Personality, PLOS ONE, 2012; 7, 1-8.
- Geary, D. C. Male, Female: the Evolution of Human Sex Differences (American Psychological Association, Washington DC, 1998).
- Goldstein, J. M. et al. Normal sexual dimorphism of the adult human brain assessed by in vivo magnetic resonance imaging. Cereb. Cortex 11, 490–497 (2001).
- Grabowski, T. J. , Damasio, H. , Eichhorn, G. R. & Tranel, D. Effects of gender on blood flow correlates of naming concrete entities. Neuroimage 20, 940–954 (2003).
- Jackson, E. D. , Payne, J. D. , Nadel, L. & Jacobs, W. J. Stress differentially modulates fear conditioning in healthy men and women. Biol. Psychiatry 59, 516–522 (2005).
- Kopsida, E. et al., The role of the Y chromosone in brain function, Open Neuroendocrinol J, 2009 ; 2: 20-30. doi:10.2174/1876528900902010020.
- Kimura, D. Sex, sexual orientation and sex hormones influence human cognitive function. Curr. Opin. Neurobiol. 6, 259–263 (1996).
- Larry Cahill1 Why sex matters for neuroscience Nature Reviews Neuroscience 7, 477-484 (June 2006) | doi:10.1038/nrn1909
- Levine, S. Sex differences in the brain. Scientific American 214, 84–90 (1966).
- Maccoby, E. E. & Jacklin, C. N. The Psychology of Sex Differences Vol. 1 (Stanford Univ. Press, Stanford, 1974
- Nishizawa, S. et al. Differences between males and females in rates of serotonin synthesis in human brain. Proc. Natl Acad. Sci. USA 94, 5308–5313 (1997).
- Schenck-Gustafsson, K et al., Handbook of Clinical Gender Medicine, Karger Press, Basel, 2012
- Waber, D. P. Sex differences in mental abilities, hemispheric lateralization, and rate of physical growth in adolescence. Dev. Psychol. 13, 29–38 (1977).
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للسيد الأستاذ
الدكتور/ حنفي محمود مد بولي - الأستاذ بقسم الفيروسات بكلية الطب البيطرى – جامعة بنى سويف
بريد الكتروني : hmmadbouly@ gmail.com
المؤهلات العلمية:
دكتوراة الفلسفة في العلوم الطبية البيطرية (ميكروبيولوجيا أمراض الحيوان) في 25/6/1987
* الحصول على ليسانس أصول الدين قسم التفسير من جامعة الأزهر عام 1999.
الحالة الوظيفية :
* قائم بأعمال رئيس قسم الفيروسات بالكلية منذ 1993 حتى 13/9/1998 ثم رئيسا للقسم حتى 9/1/2016.
* عضو بمجلس الكلية واللجان العلمية المنبثقة منه (لجنة شئون التعليم والطلاب ، لجنة الدراسات العليا ، لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة ) منذ 1994 وحتى الآن ، مدير وحدة ضمان الجودة بالكلية منذ 2007 حتى 2012
مناصب إدارية بالجامعة
* المشرف على إدارة البحوث بجامعة بنى سوبف فى 2009 ، مدير مركز نظم المعلومات الإدارية بجامعة بنى سوبف فى 28 أكتوبر 2009 – 30/9/2010 ، ومدير وحدة إدارة مشروعات التطوير ، والمدير التنفيذي للمعلومات بجامعة بني سويف ، عضو اللجنة القومية لمشروعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات IC صدر القرار للعمل TP ، ومنسق مشروعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالجامعة ICTP صدر القرار للعمل من أول أكتوبر 2010 حتى ديسمبر 2012، عضو اللجنة العليا لإدارة البحوث بالجامعة بقرار رئيس الجامعة رقم 226 بتاريخ 21/6/2009 ، وعضو مجلس إدارة مركز ضمان الجودة بجامعة بنى سويف 2009 ، عضو اللجنة التنفيذية لإعداد وكتابة الخطة الإستراتيجية لجامعة بنى سويف 2009/2014
مهمات علمية للخارج:-
مهمة علمية لدولة اليابان لمدة ثلاثة أشهر فى الفترة من 13/7/2007 حتى 12/10/2007
عدد الرسائل العلمية التى أشرف عليها سيادته: 80 رسالة ماجستير، ودكتوراة، أو التى قام بتحكيمها : ( 50 رسالة ماجستير ودكتوراة بكليات الطب البيطرى بالجامعات المصرية
براءة الإختراع :
- الحصول على براءة اختراع رقم 24131 فى 30/7/2008 بعنوان " طريقة جديدة لتحضير لقاح مثبط ضد فيروس غدة فابريشيوس فى الدجاج من عترة مصرية ومستحلب فى زيت حبة البركة"
- تسجيل براءة اختراع 229/ 2013 بتاريخ 12/2/ 2013لتحضير لقاح ضد فيروس انفلونزا الطيور باستخدام تقنية الهندسة الوراثية (تحضير لقاح د.ن.ا. لفيروس انفلونزا الطيور من الجين ( H5
- تسجيل براءاة اختراع (1912 / 2013 بتاريخ 16/12/2013) لتحضير لقاح DNA F gene )ضد فيروس التهاب الأنف والقصبة الهوائية فى الدجاج والرومى
الجوائز العلمية :
جائزة الدولة التشجيعية في العلوم البيولوجية لعام 2002 ، وجائزة أحسن بحث في المؤتمر العلمي السابع بكلية الطب البيطري بالجيزة-جامعة القاهرة 2002.، وجائزة أحسن بحث في المؤتمر العلمي الثالث بكلية الطب البيطري ببني سويف-جامعة القاهرة 2003.
الدروع العلمية والتكريم :
1- دروع من كل من: جامعة القاهرة 2002 ، فرع الجامعة ببنى سويف 2002 كلية الطب البيطرى عن المؤتمرات العلمية لعام 2003 ، 2005 ، 2007 ، المؤتمر العلمى السابع للاعجاز العلمى فى القرآن والسنة بدبى مارس 2004 ، و النقابة العامة للأطباء البيطريين 2007 ، جامعة بنى سويف 2009 ، مؤسسة خميس للتنمة ، والكلية الحربية السودانية 2010 ، وجامعة جنوب الوادى 2010 ،وجامعة الأزهر 2010 ، وقصر العلوم بالمنستير بتونس مارس 2012 ، وكلية الهندسة بجامعة كررى بالسودان لجهوده فى الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة ، أكثر من 30 شهادة تقدير من الهيئة العالمية للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة للمشاركة بأبحاث علمية فى مؤتمراتها العالمية والدولية والمحلية، ومن مديريات التربية والتعليم بمحافظات مصر ،
عدد الأبحاث المنشورة باللغة الإنجليزية فى مجال التخصص (الفيرولوجيا والبيولوجيا الجزيئية) : 110 بحثا منها أبحاث مؤتمرات دولية ، ومجلات دولية ومحلية متخصصة وفى مجال الإعجاز العلمى: والعديد من الكتب والكتيبات والمقالات وتسجيلات القنوات الفضائية ومحاضرات عن الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة بموقع طريق الإسلام(http://ar.islamway.net/scholar/4209/D8)
وبقناة أ.د./ حنفى مدبولى على التليجرام(ِhttps://t.me/joinchat/AAAAAE)
وعلى قناة اليوتيوب http://www.youtube.com/playlist/?list
[1] ) Geary, D. C. Male, Female: American Psychological Association, Washin.DC, 1998).
[2] ) Waber, D. P. Sex differences in mental abilities… Dev. Psychol. 13, 29–38 (1977).
[3] ) وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى (آل عمران: ٣٦)، د. رشيد كهوس أبو اليسر، مقال منشور بموقع: سر السعادة www.ser8.org
[4] ) Waber, D. P. Sex differences in mental abilities… Dev. Psychol. 13, 29–38 (1977).
[5] ) Schenck-Gustafsson, K et al., Handbook of Clinical Gender Medicine Basel, 2012.
[6] ) من آيات الإعجاز العلمي: الإنسان من الميلاد إلى البعث في القرآن الكريم، د. زغلول النجار، مرجع سابق، ص247 بتصرف.
[7] ) Grabowski, T. J. et.al.(2003) Effects of gender on blood...Neuroimage 20, 940–954
[8] ) Jackson, E. D. et.al.(2005). Stress differentially modulates Biol. Psychiatry 59, 516–
[9] ) ليس الذكر كالأنثى، قسطاس إبراهيم النعيمي، موقع: جامعة الإيمان www.jameataleman
[10] ) Kimura, D. (1996)Sex, sexual orientation and sex Curr. Opin. Neurobiol. 6, 259–263
[11] ) Kopsida, E. et al., The role of the Y chromosone in brain function, (2009).
[12] ) . معجزات القرآن العلمية في الإنسان مقابلة مع التوراة والإنجيل، عبد الوهاب الراوي، مرجع سابق، ص86، 87 بتصرف.
[13] ) Allen, J. S. et.al. Sexual dimorphism…. Neuroimage 18, 880–894 (2003).
[14] ) Goldstein, J. M. et al. Normal sexual dimorphism of the adult human brain ..(2001).
[15] ( Levine, S. (1966): Sex differences in the brain. Scientific American 214, 84–90
[17] ( Goldstein, J. M. et al. (2001) Normal sexual dimorphism of the adult human brain
[18] ) Nishizawa, S. et al. Differences between males and females (1997).
[19] ) (:(Anne Moir حاصلة على بكالوريوس العلوم مع مرتبة الشرف وشهادة الدكتوراه في علم الوراثة من جامعة أكسفورد، ولها كثير من البرامج التليفزيونية والبحوث المتعلقة بالصحة والقضايا الاجتماعية والفوارق بين الجنسين، وأشهر أعمالها كتاب: جنس الدماغ الفارق الحقيقي بين الرجل والمرأة.
[20] ) معجزات القرآن العلمية في الإنسان مقابلة مع التوراة والإنجيل، عبد الوهاب الراوي، مرجع سابق، ص77: 83 بتصرف.
[21] ) ليس الذكر كالأنثى، قسطاس إبراهيم النعيمي، موقع: جامعة الإيمان www.jameataleman.org
[22] ) Kimura, D. Sex, sexual orientation and sex hormones …(1996).
[23] ) هل الرجل أذكى من المرأة، غريس فرج، مجلة الجيش، موقع: الجيش اللبنانيwww.lebarmy.gov.lb
[24] ) معجزات القرآن العلمية في الإنسان مقابلة مع التوراة والإنجيل، عبد الوهاب الراوي، ص85، 86.
- التصنيف: