محور التنمية الشاملة

منذ 2020-12-07

وقد بدأ التراجع الحضاري للمسلمين مع تدهور التنمية الاجتماعية وتراجعها.

لا تقوم أي تنمية في أي مجال من المجالات الاقتصادية أو السياسية إلا على التنمية الاجتماعية، والتي تبدأ عملها بتهذيب الأفراد ثم بتنظيم العلاقة بين الأفراد بعضهم البعض، ثم بتنمية العلاقة بين الأفراد وبين القيادة المجتمعية، ثم بضبط العلاقة بين المجتمع والمجتمعات الأخرى.

لأن التنمية الشاملة لا تينع ثمرتها وتؤتي أكلها إلا بالتنمية الاجتماعية التي هي أساس النهوض الحضاري ومحور العمران البشري، ومن يرنو إحداث تنمية في أي مجال بدون الاعتماد على التنمية الاجتماعية، كمن يبني بيتا على أعواد الحطب. والقاريء الجيد للسيرة النبوية يجد أن ذلك ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فقد بدأ بالأفراد فظل يغرس فيهم الإيمان ويربيهم على مكارم الأخلاق ويهذبهم من مساويء الأخلاق وذميم العادات، حتى هاجر إلى المدينة فآخى بينهم ثم شرع الوحي في ضبط العلاقة بينهم، وبعد أن أقام المجتمع المسلم ووضع أسس العلاقة بين أفراده بعضهم البعض وبين قياداته، شرع في إقامة ضوابط العلاقة مع المجتمعات المجاورة من إبرام للعهود والمواثيق ومن تحديد نوع العلاقة مع المجتمعات المسالمة والمحاربة.

وبعد هذه التنمية الاجتماعية التي اعتمدت على الشرع الحنيف، بدأت تثمر تنمية شاملة في مختلف المجالات.

وقد بدأ التراجع الحضاري للمسلمين مع تدهور التنمية الاجتماعية وتراجعها.

محمد سلامة الغنيمي

باحث بالأزهر الشريف

  • 2
  • 1
  • 1,409

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً