اجتهاد حملة العلم في الطاعة والعبادة
قيام الليل صفة ملازمة لحملة العلم، فتقرأ في سِيَرِهم: كان يلازم قيام الثلث الأخير من الليل، كان يحرص على قيام الليل، يصلي ويقرأ ويبكي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...أما بعد: فالمبادرة إلى فعل الخيرات، والمسارعة إلى نيل القُرُبات من صفات المؤمنين المتقين؛ قال الله عز وجل: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]، وقال سبحانه وتعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21]، وهؤلاء هم السابقون يوم القيامة؛ قال الله جل جلاله: { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ } [الواقعة: 10 - 12]؛ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: فإن المراد بالسابقين هم المبادرون إلى فعل الخيرات ... فمن سابَقَ في هذه الدنيا وسَبَقَ إلى الخير، كان في الآخرة من السابقين إلى الكرامة؛ فإن الجزاء من جِنْس العمل، وكما تَدين تُدان.
الاجتهاد في الطاعة والعبادة من سمات حَمَلَة العِلْم، وهذه نماذج تُمثِّل صورًا مُشرِقةً لهم في ذلك، لعلَّ في معرفتها والاطِّلاع عليها ما يَشحذ الهِمَم على سلوك طريقهم، والاقتداء بهم، ومحاولة اللحاق بهم، والتشبُّه بهم.
فتشبَّهُوا إنْ لم تكُونُوا مِثْلَهمْ *** إنَّ التَّشبُّه بالكِرامِ فـَلاحُ
لقد بلغ الاجتهاد ببعضهم أنه لو قيل له: إنك ستموت غدًا، ما كان عنده مزيد من الاجتهاد في العبادة، وقد حفلت كتبُ التراجم بذكر أخبارهم في ذلك؛ فالإمام محمد بن عبدالرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب رحمه الله، كان يجتهد في العبادة، فلو قيل له: إن القيامة تقوم غدًا، ما كان فيه مزيد من الاجتهاد، والإمام منصور بن زاذان الثقفي رحمه الله لو قيل له: إن مَلَك الموت على الباب، ما كان عنده زيادة في العمل، والإمام صفوان بن سليم رحمه الله لو قيل له: غدًا القيامة، ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة، والإمام حماد بن سلمة رحمه الله لو قيل له: إنك تموت غدًا، ما قدر أن يزيد في العمل شيئًا.
وكان الوليد بن مسلم رحمه الله يقول: ما رأيتُ أكثر اجتهادًا في العبادة من الأوزاعي، وزكريا بن يحيى الناقد رحمه الله لو قيل له: غدًا تموت ما ازْدَادَ في عمله، هذا وقد كان لحَمَلَة العلم اجتهاد في العبادة تَمثَّل ذلك في صور متعددة؛ منها:
الخشوع في الصلاة:
الخشوع في الصلاة من صفات المؤمنين؛ قال الله عز وجل: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2]، وحَمَلَة العلم كانوا حريصين على الخشوع في الصلاة، وعدم الالتفات إلى أي أمرٍ يقطع عليهم خشوعَهم؛ فالإمام البخاري صاحب الصحيح رحمه الله كان يُصلِّي، فلسَعَهُ الزُّنْبُور سبعَ عشرةَ مرة، فلم يقطَع صلاته، فلما قضى صلاته، قال: انظروا ما هذا الذي آذاني في صلاتي؟
وقال ابن الأخرم: الإمام محمد بن نصر المرزوي رحمه الله كان يقع الذُّباب على أُذُنه في صلاته، ويسيل الدم فلا يذبُّه، لقد كنا نتعجَّب من حُسْن صلاته وخشوعه.
والإمام عبدالقاهر بن عبدالرحمن الجرجاني النحوي البلاغي، دخل عليه لِصٌّ وهو في الصلاة فأخَذ جميع ما وجد، والجرجاني ينظر إليه، ولم يقطَع صلاته.
والموفق ابن قدامة المقدسي رحمه الله جاءه الملك ابن العادل يَزوره، فصادفه يُصلي، فجلس بالقُرْب منه إلى أن فرَغ من صلاته، ثم اجتمَع به، ولم يتجوَّز في صلاته.
والإمام يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي رحمه الله سُرِقَ رِداؤه عن كتفه وهو في الصلاة، ولم يشعُر، ورُدَّ إليه ولم يشعُر؛ لشُغله بالصلاة.
والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله، دخل منزله لأداء السنة الراتبة للمغرب، ولَمَّا كبَّر ودخل في الصلاة، جاء أحد المرافقين لسماحته وفتح النور، فانفجَرت إحدى الثُّريَّات، وصدَر منها صوتٌ شديد، وتطايَر منها شَرَرٌ، فلم يتحرَّك، وبعد فراغه من الصلاة وإتيانه ببعض الأدعية والأذكار، قال: ما هذا الصوت؟ ولم يَزِدْ على ذلك.
الحرص على تكبيرة الإحرام مع الإمام:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو يعلَمُ الناسُ ما في النِّداء والصَّفِّ الأوَّل، ثم لم يجِدُوا إلَّا أن يَسْتَهِمُوا عليه لاستَهَمُوا» ؛ [متفق عليه] .
ملازمة الصف الأول في المسجد، مع الحرص على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام، من صفات حَمَلَة العلم؛ قال سعيد بن المسيب رحمه الله: ما أذَّن المؤذِّن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد.
والإمام ربيعة بن يزيد الإيادي رحمه الله يقول: ما أذَّن المؤذِّن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة، إلا وأنا في المسجد.
والإمام الأعمش رحمه الله بقي قريبًا من سبعين سنة لم تَفُتْه التكبيرةُ الأولى، والإمام يحيى بن سعيد القطان رحمه الله ما رُؤِي يطلب جماعة، والقاضي محمد بن سماعة بن عبيدالله بن هلال بن وكيع رحمه الله قال: مكثت أربعين سنةً لم تَفُتْني التكبيرةُ الأولى في جماعة إلا يومًا واحدًا ماتت فيه أمي.
صيام النافلة:
وردت النصوص بالثواب العظيم والأجر الجزيل لمن يُكثِر من صيام النافلة، فمن خُتِم له بصيام يوم كان جزاء ذلك الجنة؛ فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ خُتِمَ له بصيامِ يومٍ دخَل الجنَّة»؛ أخرجه البزار.
وقد كان حَمَلَة العلم يُكثِرون من صيام النافلة، فمنهم من كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ومنهم من كان يصوم الاثنين والخميس، ومنهم من كان يصوم يومًا ويُفطِر يومًا، وهو أفضل الصيام، فصيام النفل صفة غالبةٌ عليهم، وإن كانوا يتفاوتون في عدد الأيام التي يصومونها من كل شهر، ولكثرتهم يَصعُب ذكرُهم.
تلاوة القرآن الكريم في كل وقت:
كتاب الله الكريم: القرآن الكريم كان أنيس حَمَلَة العلم؛ ولذا كانوا ملازمين لتلاوته؛ قال ابن وهب رحمه الله: قيل لأخت مالك: ما كان شُغْل مالِك في بيته؟ قالت: المصحف والتلاوة.
والشيخ صالح بن علي الغصون رحمه الله يقرأ القرآن في أي وقت تَسنح فيه القراءةُ، ولو كان قصيرًا كما بين نزوله من السيارة إلى المنزل، وكان يُردِّد رحمه الله: إنني أريدُ أن يكون القرآن أنيسًا لي في القبر.
والشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله كان إذا ركب السيارة، وأمسك مِقْوَدَها، يبدأ في قراءة القرآن، ويراجع حِفْظَه، والشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله خصَّص الوقت من البيت إلى المسجد لمراجعة حِفْظَه من القرآن الكريم، والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن غديان رحمه الله سافر من مدينة الرياض إلى الطائف بالسيارة، فلما خرج من البنيان بدأ بقراءة الفاتحة، وعند دخول الطائف كان في آخر الخَتْمَة قرابة سبع أو ثماني ساعات وهو يقرأ.
وبعض أهل العلم كان يختم القرآن كُلَّ ثلاث ليالٍ، وبعضهم كل سبع ليال، وبعضهم كان يختم كل يوم، وإن كان الأَوْلى خَتْمُه كل ثلاث أيام؛ فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَفْقَهُ مَنْ قَرأَهُ في أقَلِّ من ثَلاثٍ» ؛ أخرجه أبو داود والترمذي، قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: الأفضل ألَّا يختم في أقل من ثلاث، وظاهر السنة أنه لا فرق بين رمضان وغيره.
قيام الليل وطول التهجُّد:
لقيام الليل فضائل كثيرة، وأجور عظيمة، وردَت النصوص بها، ومما يُعْرَفُ به حَمَلَة العلم قيامُ الليل؛ فعن إبراهيم بن شماس رحمه الله قال: كنتُ أعرفُ أحمد بن حنبل وهو غلام يُحيي الليل، ومن علم عنه خلاف ذلك أُنكِر عليه، فعن أبي عصمة بن عصام البيهقي قال: بتُّ ليلةً عند الإمام أحمد بن حنبل، فجاء بالماء فوضعه، فلما أصبَح نظر إليه، فإذا هو كما كان، فقال: سبحان الله رجل يطلب العلم، لا يكون له وِرْدٌ بالليل!
قيام الليل صفة ملازمة لحملة العلم، فتقرأ في سِيَرِهم: كان يلازم قيام الثلث الأخير من الليل، كان يحرص على قيام الليل، يصلي ويقرأ ويبكي.
قال الحاكم عن الحافظ حسنينك: صحِبتُه حَضَرًا وسفرًا، فما رأيتُه ترك قيام الليل من نحو ثلاثين سنة، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله، من حرصه على قيام الليل، أنه - في أحد الأيام - دُعِي لحضور مناسبة بمدينة جُدَّة، وكان يقيم في مكة، فذهب إليها بعد صلاة العشاء، وحضر المناسبة وحفل العشاء، ثم عاد من ليلته لمكة، ووصل لمنزله في مكة الساعة الثانية ليلًا، وكان من عادته أنه يقوم لصلاة الليل الساعة الثالثة، فظنَّ مَنْ كان معه أنه لا يقوم للجَهْد والتَّعَب الذي نال منه، لكنه رحمه الله قام وأيقظَهُم لصلاة الليل.
والشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، سافر يومًا للدعوة إلى الله، ورجع من يومه، قال من رافقه: إنهم ناموا حوالي الساعة الواحدة ليلًا، وإنه عندما استيقظ لقضاء الحاجة في الساعة الثالثة ليلًا، إذا الشيخ قائمٌ يصلي.
كثرة الصدقة:
الحُنوُّ على الفقراء ومواساتهم وكثرة الصدقة, كانت سجيةً لحَمَلة العلم, مع أن بعضهم كان في فَقْرٍ وحاجةٍ, وقِلَّةِ ذات يدٍ, ومع ذلك كانوا يَتَصَدَّقُون مستبشرين فرحين يقول زين العابدين رحمه الله إذا جاءه الفقراء: مرحبًا بمن يحمِل زادنا إلى الآخرة
قال الشيخ عبدالعزيز الشثري أبو حبيب رحمه الله: الذي أُنفِقُ أحبُّ إليَّ من الذي أُبْقي.
والشيخ أحمد بن عبدالرحمن بن محمد الصقر رحمه الله، كانت تأتيه الصلات المتوالية والأعطيات المترادفة، فلا يَبيت وعنده منها شيءٌ، ولا يقتني منها درهمًا، بل يَصرِفها على المحتاجين من معارفه وأهله، والضعفاء والمساكين من غيرهم.
والحافظ عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي رحمه الله كان جوَادًا يُنفق ما تصل إليه يده سرًّا وعلانيةً، كان يخرج في بعض الليل بالدقيق إلى بيوت المحتاجين، فيدقُّ عليهم الباب، فإذا علِم أنهم يفتحون الباب ترَك ما معه ومضى؛ لئلا يَعرِفه أحدٌ.
والشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر رحمه الله كان يأتيه المال الكثير، فلا تغرُب شمسُ يومه ذلك إلا وقد فرَّقه بين تلاميذه ومستحقِّيه، لا يدَّخِر لنفسه شيئًا، وكان ربما يأتيه الفقير يسأله فلا يجد ما يعطيه، فيعطيه أحدَ ثيابه إذا كان عليه ثوبان.
والشيخ صالح بن محمد التويجري رحمه الله قال عنه الشيخ عبدالله بن منيع: أبو الفقراء والمساكين وخادم المحتاجين، لو خُيِّر بين وجبة طعامه المعتادة وبين مساعدة مُحتاج، لاختار الأخيرة.
ملازمة المسجد:
من السبعة الذين يَظِلُّهم الله يوم القيامة في ظِلِّه، رجل قلبه مُعلَّق بالمساجد؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعةٌ يظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظِلَّ إلا ظِله ... ورجل قلبُهُ معلَّق بالمساجد»؛ [متفق عليه] .
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: خمسة كان عليها الصحابة والتابعون: لزوم الجماعة، واتِّباع السُّنَّة، وعمارة المساجد، والتلاوة، والجهاد.
وكثير من حَمَلَة العلم إذا صلَّى أحدهم صلاة الفجر، جلس في المسجد يقرأ وِرْدَه، ثم يشرع في تلاوة القرآن، إلى أن ترتفع الشمس، ثم يصلي ما شاء الله له.
قال الوليد بن مسلم رحمه الله: رأيتُ الأوزاعي يَثبُتُ في مُصَلَّاه يذكر الله حتى تطلُع الشمس، ويُخبرنا عن السلف أن ذلك كان هَدْيَهم، فإذا طلعت الشمس قام بعضُهم إلى بعض، فأفاضوا في ذكر الله والتفقُّه في دينه.
والشيخ صالح بن عبدالله الزغيبي رحمه الله كان لا يخرج من المسجد بعد صلاة الفجر حتى تطْلُع الشمس، ويبقى في المسجد من بعد صلاة العصر إلى صلاة العشاء.
والشيخ عثمان بن عبدالجبار بن حمد بن شبانة رحمه الله، كان لا يخرج من المسجد بين العشاءين يشتغل بالصلاة وقراءة القرآن.
والشيخ فهد بن حمين الفهد رحمه الله، كان يذهب إلى المسجد كلَّ يوم، ويجلس فيه من بعد صلاة العصر حتى يصلِّي العشاء، ومكَث على هذا الحال لأكثر من عشرين سنة.
عدم تخلُّفهم عن صلاة الجماعة:
من سمات حَمَلَة العلم الحرص على صلاة الجماعة، ومِن حرصهم أن أحدَهم لو فاتَتْه الصلاةُ في جماعة بكى؛ فالإمام سعيد بن عبدالعزيز التنوخي رحمه الله كان إذا فاتتْه الصلاة في جماعة بكى، والشيخ إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز الحصين رحمه الله، تقول زوجته أم عبدالله: كان الشيخ إبراهيم منذ شبابه حريصًا على صلاة الجماعة، فإذا فاتَتْه الصلاةُ مع الجماعة يبكي ويقول: ما فاتتني إلا لذنبٍ فعلتُه.
كثرة ذكر الله:
كثرة ذكر الله جل جلاله زاد لكل مسلمٍ، فمنه يستمدُّ قوَّته بعد عون الله وتوفيقه في القيام بشؤون دينه ودنياه؛ قال العلامة ابن القيم عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله: وحضرتُ شيخ الإسلام ابن تيمية مرةً صلَّى الفجر، ثم جلس يذكر الله تعالى، إلى قرب من انتصاف النهار، ثم التفَتَ إليَّ وقال: هذه غَدوتي، ولو لم أَتَغَذَّ سقَطت قوتي أو كلامًا قريبًا من هذا، وقال لي مرة: لا أترك الذكر إلا بنيَّة إجمام نفسي وراحتها؛ لأَستعدَّ بتلك الراحة لذِكْرٍ آخَرَ، أو كلامًا هذا معناه.
أسأل الله الكريم أن يُوفِّق ويُعين الجميع على الاجتهاد في الطاعة والعبادة.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: