التكوين الحضاري ثمرة العمل الجماعي Yahoo / Inbox
ووضع إطاراً للتعامل بين الأفراد فيما بينهم يراعي الفروق الفردية ويقر بالطبيعة البشرية التي لا تطلب العصمة.
لا يستطيع الإنسان أن يعيش معزولا عن الآخرين، بل حاجته للآخرين ضرورة من ضرورات الحياة، حيث أن الصفة الاجتماعية هي مرتكز أداء أمانة التكليف، فقد خلق الله حواء من آدم لهذا الغرض وجعل البشر شعوبا وقبائل متنوعين ليتعارفوا ويتكاملوا.
ورغم أن الاختلاف الذي بين الناس هو مدعاة للتكامل والتآزر، بيد أن البعض قد يتخذه سببا للصراع، وهذا الصراع يبدأ فرديا ثم يكون جماعيا لفرض الذات وإشباع الحاجة إلى الأمن والسيطرة.
ولا شك أن الحضارة ثمرة من ثمار التعاون الجماعي، والتعاون يتحقق بالاعتراف بالتنوع وقبول الاختلاف، والأخير يثمر السلام والأمن والتسامح بين أفراد المجتمع.
ولهذا حرص الإسلام على العمل الجماعي وشدد على طاعة عقل الجماعة (السلطة) وإقرار العدل بين أفرادها، فهو يفضل العمل الجماعي على العمل الفردي على كل حال.
ووضع إطاراً للتعامل بين الأفراد فيما بينهم يراعي الفروق الفردية ويقر بالطبيعة البشرية التي لا تطلب العصمة.
يقول ابن تيمية: "والسعادة في معاملة الخلق: أن تعاملهم لله فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافأتهم، وتكف عن ظلمهم خوفا من الله لا منهم". مجموع الفتاوى جـ١صـ٥١
فالعلاقات الاجتماعية الناجحة داخل المجتمع بين أفراده وبين المجتمع وغيره من المجتمعات شرط لبقاء الإنسان إنسانا مكلفا يعمر الأرض وينقيها من الفساد، وإذا ساءت العلاقات الاجتماعية انتفت صفة الإنسانية عن الإنسان وصار كما الحيوان همجيا مفترسا يفسد العامر ويسفك الدماء.
- التصنيف: