النور في القرآن الكريم

منذ 2021-01-20

النور في القرآن الكريم وفيه الرحمة والهداية والكفاية..أما الدستور الذى سنه الله تعالي وصاغه بعلمه وحكمته فهو الذى يصلح ويصلح فى كل زمان ومكان..

النور في القرآن الكريم وفيه الرحمة والهداية والكفاية

اما بعد فيقول رب العالمين سبحانه  {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ

وفى صحيح مسلم من حديث ابى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىُّ رضى الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلاَ تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» . قَالَ مُعَاوِيَةُ بَلَغَنِى أَنَّ الْبَطَلَةَ هى السَّحَرَةُ.

ايها الاخوة المؤمنون احباب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الوقت الذى تساق فيه الأمم والشعوب سوقا إلى الدساتير الوضعية والى القوانين البشرية .

حرى بنا ان نذكر أنفسنا ونذكر المسلمين بالدستور الإلهى الذى يحق للامة المسلمة أن تعتز به وان تفاخر به وان تعمل بما فيه وهو ( القرآن الكريم ) ..

دستور وقانون صاغه وسن مواده الحكيم العليم سبحانه وتعالى..

دساتير البشر وقوانين البشر دساتير جامدة وقوانين كلها ثغرات اذا عافى عليها الزمان أصبحت عاجزة عن رعاية مصالح الناس ومن هنا كانت كل قوانين البشر عرضة لأن تبدل وتتغير لتتناسب وحال الناس..

أما الدستور الذى سنه الله تعالي وصاغه بعلمه وحكمته فهو الذى يصلح ويصلح فى كل زمان ومكان..

{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} دستور محفوظ بحفظ الله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

القرآن الكريم:

هو كلام الله تعالى يكلمنا به هو رسالة من الله بعث بها إلينا مع أكرم ملك وخير رسول .. القرآن هو نبع الهداية التى أرادها الله تعالي لخلقه اجمعين..

فيه نبأ من قبلنا وخبر من بعدنا وحكم ما بيننا هو الفصل ليس بالهزل من ترك العمل بالقرآن من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى فى غير القرآن أضله الله, القرآن هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم القرآن هو الذى لا تزيغ به الأهواء ولا تشبع منه العلماء ولا تلتبس به الألسنة ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضى عجائبه هو الذى لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به} من قال بالقرآن صدق ومن حكم بالقرآن عدل ومن عمل بالقرآن أجر ومن دعا إلي القرآن هدى إلى صراط مستقيم... كما دل علي ذلك حديث للنبي عليه الصلاة والسلام .

نزل القرآن أول ما نزل على النبى صلى الله عليه وسلم وهو بمكة بين قوم هم أهل الفصاحة والبلاغة والبيان ..

نزل القرآن بلسانهم ليتحداهم جميعا أن يأتوا بحديث مثله فعجزا أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا ثم تحداهم بما هو ابعد من ذلك فقال

{قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً

وفوق كل هذا استطاع القرآن الكريم

أن يخترق القلوب كلها بلا استثناء ، وجعل يؤثر فيها جميعا حتى قاد أصحابها إلى الهدى والإيمان ..

سمعوا القرآن فاخذوا من هيبته وروعته ،ورأوا أنفسهم أقزاما أمام هذا الكمال العظيم، فرفعوا الراية البيضاء واستسلموا لصدقه ودقته وروعته وبلاغته وإعجازه حتى قال قائلهم (والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه ليعلو ولا يعلى عليه )

ما من مخلوق خلقه الله تعالى من ملك ولا انس ولا جان ولاحجر ولاشجر يسمع آيات القرآن إلا خلصت إلى قلبه وأثرت فى نفسه وصدق الله تعالى..

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ

ما من شئ إلا ويتجاوب مع آيات القران ويتأثر بها {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}

يذكر أصحاب السير وأصل الخبر فى الصحيح :

أن الطفيل بن عمرو الدوسي قدم مكة،ورسول الله بها فمشى اليه ناس من مشركى مكة فقالوا:

إن محمدا فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وإنما له كلاما كالسحر يفرق به بين الابن وأبيه والأخ وأخيه والصاحب وصاحبه وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلمه، ولا تسمع منه شيئا ...

قال الطفيل: فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت امرى أن لا أسمع منه شيئا، ولا أكلمه حتى حشوت في أذني قطنا خوفا أن يبلغني شيء من قوله، وأنا لا أريد أن اسمعه..

قال فلما أصبحت غدوت إلى المسجد، فإذا محمد ( صلى الله على نبينا محمد ) قائم يصلي عند الكعبة قال فقمت قريبا منه قال : فأبى الله إلا أن يسمعنى بعض ما يقول ..

قال فسمعت كلاما حسنا فقلت في نفسي ثكلتك أمك يا طفيل انك رجل عاقل لبيب شاعر، ولا يخفي عليك الحسن من القبيح، فما يمنعك أن تسمع من هذا الرجل ما يقول، فإن كان الذي يقوله حسنا قبلته، وإن كان قبيحا تركته ..

قال فدنوت منه فقلت اقرا على ما عندك فقرا النبي صلى الله عليه وسلم عليه (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) (قلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ)

سمع الطفيل القران غضا طريا مباشرة من فم النبى صلى الله عليه وسلم ولك أن تتخيل حلاوة القرآن وجماله وأنت تسمعه من النبي عليه الصلاة والسلام ..

دخل القران مباشرة الى قلب الطفيل بن عمرو ودخل إلي عقله وخاطب ضميره فقال: (والله ما سمعت قولا قط أحسن منه، ولا أمرا أعدل منه) اشهد أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ثم استأذن الطفيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع الى قومه فيدعوهم الى الله وحده فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

هكذا هو القران أيها المؤمنون يوم نتلوه ونتدبر ما فيه تفتح به أعينا عميا وقلوبا غلفا وآذانا صما وتساق إلينا الرحمة والبركة والهداية فى دنيانا وأخرانا

{وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم}

من بين ما اختص الله به نبينا :

محمدا صلى الله عليه وسلم أنه أرسل إلى الإنس والجن وقد كان النبى من قبله يرسل إلى قومه من الإنس خاصة..

وقد ثبت فى الصحيح أنه كان بين رسول الله وبين الجن لقاءات وكان النبى صلى الله عليه وسلم يدعوهم ويقرأ عليهم القرآن وأنهم كانوا يتجاوبون ويتأثرون لسماع القرآن وأن النبى قرأ عليهم يوما سورة الرحمن ثم تركهم فقرأ سورة الرحمن على أصحابه من بنى آدم وقارن رسول الله بين سماع الإنس للقران وبين سماع الجن فرأى عجبا ..

قال جابر بن عبد الله: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة "الرحمن" من أولها إلى آخرها، فسكتوا فقال مالى أراكم سكوتا؟؟

"لقد قرأتها على الجن ليلة الجن، فكانوا أحسن مردودا منكم، كنت كلما أتيت على قوله {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} ، قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد

أما عن تاثر الملائكة عند سماع الآيات:

فقد ورد فى الصحيحين أن أسيد بن حضير رضي الله عنه كان يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عنده فبينما هو يقرا إذ جالت الفرس فامسك عن القراءة فأمسكت الفرس، فعاد قرأ فجالت الفرس ، فسكت فسكتت ثم قرأ فجالت الفرس وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه الفرس فجره حتى لا تطأه الفرس فرفع رأسه إلى السماء فرأي مثل الظلة فيها أمثال المصابيح ،فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم بما رأى تلك الليلة ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم وتدرى ما ذاك ؟

قال : لا والله يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : «تلك الملائكة دنت لصوتك ولو أنك قرأت حتى أصبحت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى عنهم» 

السؤال الذى يجب أن نسأله لأنفسنا :

وقد سمعنا ما سمعنا ما هو أثر القرآن علينا نحن المسلمين ؟

وما حظنا من الخشوع والتدبر حين يتلى القرآن علينا ؟

وما نصيبنا من العمل بما فى هذا الدستور الذى سنه الله لنا

غاب عنا لأيام أو شهور دستور البشر وقانون البشر فماذا فعلنا؟؟

أصبحنا نستحل لأنفسنا كل شئ استبحنا أكل الحرام عيانا وجهارا استبحنا أذية الناس بقطع الطريق وإرهاب الآمنين وسفك الدماء وهتك الأعراض ناهيك عن الوقاحة والفجور الذى استشرى فى الناس الا من رحم الله ...

وقعنا فيما حرم الله فى كتابه وعلى لسان نبيه لأننا اكتفينا من الإسلام باسمه واكتفينا من القران برسمه..

أما العمل بقال الله وقال رسوله فهذا آخر ما نفكر فيه إلا من رحم الله ..

وإذا استمر الحال على هذا أدخلنا أنفسنا فى نفق مظلم الله وحده يعلم متى يكون الخروج منه ..

نسال الله تعالى أن يصلح أحوالنا وان يلهمنا رشدنا إن ربنا سميع قريب مجيب

الخطبة الثانية

أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون:

أخرج أبى داود وغيره من حديث عبد الله بن عمرو أن إعرابيا أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال..

(أقرئني يا رسول الله ؟

قال أقرأ ثلاثا من ذات (الر) يعنى سورة يونس سورة هود سورة يوسف. ..

فقال الرجل يا رسول الله كبرت سنا واشتد قلبي وغلظ لساني ، قال فاقرأ ثلاثا من ذات (حم) يعنى سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى ..

فقال يا رسول الله كبرت سنا واشتد قلبي وغلظ لساني فقال أقرأ ثلاثا من المسبحات يعنى سورة الحديد سورة الحشر سورة الصف ..

فقال يا رسول الله كبرت سنا واشتد قلبي وغلظ لساني فأقرئني يا رسول الله سورة جامعة( اى أنها تجمع أسباب الخير وما يتوقع من البركة.)

فأقرأه النبى (إذا زلزلت الأرض زلزالها) حتى إذا فرغ منها قال الرجل والذى بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدا

ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح الرويجل، أفلح الرويجل ..

سورة الزلزلة أيها المؤمنون من قصار السور التي وردت فى القران حوت هذه السورة بين آياتها مادة من مواد الدستور الالهى مادة تكفل الأمن والأمان والاستقرار للمجتمع المسلم ولمن يتعايش معه من غير المسلمين وان غابت عنه دساتير البشر..

هذه المادة تقول (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)مادة تقول للناس لا تباغضوا لا تحاسدوا لا تدابروا لا تناجشوا لا تظالموا..

(لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه الى الندم تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم )

(إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفى عليه يغيب )

على القليل والكثير الله سبحانه يسألك و يحاسبك فلا تظلم ولن تظلم ..

إن غاب الرقيب من الناس وغاب الحسيب تذكر أن الله يراك أن الله تعالى يحصى عليك كل صغيرة وكبيرة فاعد للسؤال جوابا واعد للجواب صوابا ..

{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا

محمد سيد حسين عبد الواحد

إمام وخطيب ومدرس أول.

  • 5
  • 0
  • 2,798

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً