العلمانية المستوردة....
فهذه العلمانية المستوردة لا تتوافق مع عقيدتنا، ولا ثوابتنا، ولا شريعتنا. وإذا كانت الظروف قد تهيأت لها في الغرب، فإن الحال مغايرة في الشرق. فهي عندنا سلعة مستوردة!
إذا كان للعلمانية مبررات لظهورها في الغرب، فإن مبررات استيرادها لم ولن توجد في العالم الإسلامي.
فالعقيدة التي يعتنقها الغرب، تقول بأن ما لقيصر لقيصر، وما لله لله، فهي تقتصر على العبادة والأخلاق، دون التشريع. أمّا الإسلام، فهو الرسالة الخاتمة الشاملة للعقيدة والشريعة، والعبادة والمعاملة، والدنيا والآخرة، والدين والدولة.
كذلك، فإنّ التاريخ الطويل الذي سُفكت فيه الدماء، وشُنت الحروب، وقامت الثورات، للصراع المعروف بين عقيدة الغرب والعلوم والاكتشافات، لا يعرفه الإسلام الذي لا يعرف الخلاف بين الدين والعلم؛ بل يؤكد كل منهما الآخر في المنظور الإسلامي.
وإذا كانت عقيدة الغرب تقف دائما مع الجهل ضد العلم، ومع الخرافة ضد الفكر، ومع العبودية ضد الحرية، ومع الملوك ضد الشعوب، فإن الإسلام لا يصح إلا أن يكون حاكما ومشرعا، ولا يصح أن يكون تابعا لمذهب بشري، وهو الرسالة الإلهية الخاتمة الكاملة، وهو كلمة الله التي لا تخضع لحكم إنسان، مهما كان.
وهذه العلمانية المستوردة قهرا وقسرا، لا تتوافق مع المجتمعات الإسلامية. فتركيا التي فُرضت عليها العلمانية بالحديد والنار، وغُيرت فيها الحروف العربية إلى اللاتينية، ومُنع فيها الأذان والحج والحجاب، ومُنعت فيها الشريعة، لم تتخل عن إسلامها. وبلاد المغرب العربي التي أجبرت على العلمانية جبرا وقتلا وقهرا، وأجبرت على استبدال اللغة الفرنسية بلغتها العربية، لم تتخل عن إسلامها. وسائر بلاد الإسلام التي فُرضت عليها العلمانية فرضا، وساد فيها التغريب، لم تتخل عن إسلامها.
فهذه العلمانية المستوردة لا تتوافق مع عقيدتنا، ولا ثوابتنا، ولا شريعتنا. وإذا كانت الظروف قد تهيأت لها في الغرب، فإن الحال مغايرة في الشرق. فهي عندنا سلعة مستوردة!
- التصنيف: