حتى يطمئن قلبى

منذ 2021-01-26

تطالعنا كتب السير عن عفة سالم بن عبد الله بن عمر فى زمان  الخليفة هشام بن عبد الملك عرض عليه  الخليفة أن يقضى له حاجته فقال:" ما سألت الدنيا من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها " .

إنه من ينظر إلى الناس الآن يجد أكثرهم مكتئباً بل يائساً أحياناً مما تمر به الأمة  من أوبئة  من ناحية وانتشار للفساد واستعلاء للباطل من ناحية أخرى  محن غيرت كثير من مقاييس التعامل  لدى الناس وانتشرت الإباحية حتى أصبحت يجهر  بها دون حيا ء والانفتاح على التكونولوجيا الحديثة التى أفقدتنا كثيراً من روح الحياة الطيبة التى كنا نعيشها وكانت لها دور فيما وصلنا له نفسياً واجتماعياً.
ألا يستدعى ذلك أن نلجأ إلى الله ونفتح كتابه نتأمل الآيات لنعرف أين نحن ولم غابت عنا هذه الحياة الطيبة التى تحدث عنها القرآن ؟
هل نحن على الطريق ؟
أم حدنا عنه؟؟
أسمع قول يائس:  هذا كله غضب من الله علينا من أعمالنا سلط علينا.
هل وقف هذا القائل مع نفسه ليصلح نفسه  فينجو وينجو بنجاته  المجتمع إذ يقول تعالى : {"ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53)} "   [الأنفال]

هل تأملنا حال الأنبياء فى أوقات  المحن والبلايا ؟كيف حفظهم الله بحفظه حتى قبل أن يُبعثوا.

فها هو يوسف عليه السلام يتآمر عليه إخوته ويلقوه فى غيابات الجب فيأتيه المدد الإلهى فى ساعتها إذ يقول تعالى :"  {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}  "   [يوسف] وهكذا موسى عليه السلام عندما حاصره فرعون من خلفه والبحر من أمامه أتاه  المدد المباشرقال تعالى :"  {فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ  فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} " وفى غزوة بدر والمسلمون الأوائل يحاربون على قلة عددهم وضعف أمدادهم آتاهم المدد الإلهى بالتثبيت وملائكة تحارب معهم  لم يتركهم لحظة حتى تحقق النصر  ما ترك أولياءه لحظه ليكونوا فريسة لليأس والشيطان وأعداء الإسلام  تيقنوا فيه ووثقوا فى وعده لهم فأجابهم وحقق المعجزات على أيديهم ليعلم كل منا أن ما نحن فيه إلا اختبار ليعلم من يتبعه وقد ملأ اليقين قلبه  ممن  يئس من طول الطريق فاتخذ الطريق الأسهل وهو اتباع الأهواء ونسى أن الفتن ما هى إلا اختبار للايمان هل هو حقيقى أم ادعاء.

بل الأصعب من ذلك أننا أصبحنا نرى من يبحث عن دليل على وجود الله  فى أمة مسلمة وهل فى الله شك؟ وهل فى نصره والتمكين للإسلام شك ؟ أم أن الناس استبطأت النصر واستسهلت اليأس والهروب من الواقع فمن يبحث عن الحل يجد ه فى آيات القرآن آيات  الثقة واليقين فى نصر الله وآيات التغيير كلها مرتبطة بك أنت أيها المسلم وليس ما حولك إذا تغير داخلك سينعكس على ما حولك.

وهل نحن على يقين أن الضار والنافع هو الله لا أى فيروس أو إعصار؟؟؟

 ذلك اليقين الذى يتطلب حسن التوكل على الله الذى نستشعره من خلال الآيات إذ يقول تعالى :" { أليس الله بكاف عبده} " فأهل اليقين يعلمون أن الأرزاق بيد الله إذ يقول تعالى :"  {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)}  " [الذاريات ] لذا تجدهم ينفقون  لا يخافون الفقر وتراهم يرون الحق حقا ولا يحيدون عنه.

تطالعنا كتب السير عن عفة سالم بن عبد الله بن عمر فى زمان  الخليفة هشام بن عبد الملك عرض عليه  الخليفة أن يقضى له حاجته فقال:" ما سألت الدنيا من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها " .

أين هذه العفة والتصديق فيما فى يدى الله الآن؟؟؟  فاليقين ما هو إلا تربية سنين من الاختبارات ومدى التعلق بالخالق فقط والرسوخ فى العلم المنجى لصاحبه من الفتن فهلا فتحنا صفحة لليقين فى قلوبنا حتى يطمئن القلب ويلجأ ألى الله حقا ليخرجنا من الظلمات إلى النور ولا نتولى بعيداً عن الشرع فيستبدلنا بأمة تعرفه حقاً وتعمل من أجله بصبر ويقين.

  • 5
  • 0
  • 1,443

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً