الكاملات أربع

منذ 2021-02-27

أما  قصة السيدة مريم ففى ظاهرها معجزة ولكن فى باطنها تحمل الكثير من الألم ابتلاء ومحنة بل أصعب محنة تمر بها فتاه معروفة بين قومها بالعابدة تُرى أين تذهب بعيسى وما هذه الشجاعة التى واجهت بها قومها

الكاملات أربع :

عن ابى موسى الأشعرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" «كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ. » " رواه مسلم

تأملت كثيرا فى حياة الكاملات لكى أعرف السر وراء تخليدهم من الكاملات وإنه  لشعوررائع  الذى يملأ القلب طمأنينة شعور المرأة أنها عند الله وعند رسوله من الكاملات هل وصلت إلى ذلك لأنها حصلت على عمل وزوج وأولاد طائعين وحياة رغدة بها كل متاع الدنيا؟ أم أنهن دفعوا الثمن مقدماً لهذه الكلمة وهذه المكانة بين الناس وعند الله يوم القيامة .......       تُرى ما القاسم المشرك بينهم ؟ .....

عندما تأملت وجدت أنهن إما زوجة نبى أو بنت نبى أو أم نبى أو تربى فى حجرها نبى أى خالطوا أنبياء بشكل من الأشكال  اجتمعوا على شيئ واحد وهو كيف استقبالهن لبشائر النبوة ؟كيف تحركن بيقين نحو هذا الحدث العظيم ؟

لم يدرسن سير الأمم السابقة حتى يتنبأن بالنبوة ولكنه كمال عقل وحكمة  سبق اليقين بالمعجزات والمتأمل أيضا فى قصتهم يجد أن المرأة هى أول من صدق بإمكانيات الرجل واحتوته ولم تسخر من أحلامه وطموحاته وهذا يؤصل دور المرأة فى الأسرة فى احتواءها  للزوج والأولاد فكم من أم احتوت أبناءها وأنفقت عمرها عليهم فجعلت منهم رموزاً فى شتى مجالات المجتمع  ووسيلة لإصلاحه وليس لإفساد فى الأرض فلا تتركن أولادكن  للتكنولوجيا الحديثة  تربيهم فتخرج جيلاً فاقداً الانتماء والهوية الإسلامية

تأملت فى  حياتهن أيضا لأجد أنهن ذقن من البلايا أشدها فها هى السيدة آسيا تبتلى بزوج كافر يُعبد الناس له ما أسوأه من  زوج  يقول "أنا ربكم الأعلى" كما أنها لم تُنجب له ولكن الله خلد اسمها فى قرآن يتلى على عكس تفكير الناس وانبهارهم بالمظاهر الخادعة رأيت فيها عزاء لكل زوجة مبتلاة بزو ج  لا يخاف الله فظ غليظ فهى سائرة على درب آسيا إن هى صبرت وآمنت بالله والغريب  أنها لم تحس يوماً بفخامة القصر الذى تسكن فيه بل كانت تريد الفرار بدينها منه هكذا الإيمان عندما يملأ القلب لا يدع فيه مكاناً لمتاع زائل هل حقا فينا وبيننا من صدقت فى إيمانها هكذا لأصبح زوال الدنيا عندها أهون من زوال الإيمان من قلبها ؟

والناظر للسيدة خديجة يرى الجانب المشرق من حياتها أنها تزوجت نبىاً فى الأربعين من عمرها وأنجبت منه عدداً من الأولاد ولم يشعر بمرارة ما مرت به هذه المرأة من تجارب سابقة من زيجات انتهت بموت الزوج كم هو حجم الألم النفسى الذى مرت به أمنا خديجة وشعور الوحدة وهى من أشراف قريش فآنس الله  وحدتها بصحبة سيد الخلق أجمعين وكانت العزاء لكل امرأة ترملت أو طلقت لكن فى خديجة الأسوة الحسنة

أما  قصة السيدة مريم ففى ظاهرها معجزة ولكن فى باطنها تحمل الكثير من الألم ابتلاء ومحنة بل أصعب محنة تمر بها فتاه معروفة بين قومها بالعابدة تُرى أين تذهب بعيسى وما هذه الشجاعة التى واجهت بها قومها وهى التى لم يمسها بشر واجهت بإيمان عميق وقوة تحمل وهذا لا يأتى إلا من صلة عميقة بالله منذ سنوات وهى تُربى فى بيت المقدس ونحن فى مجتمعنا كم ظُلمت فتاة أو زوجة  بالأحاديث الباطلة والإشاعات من أقرب الناس إليها تحت مسمى أنها مستضعفة ولم يرد عنهم الكيد إلا الله عزوجل

أما عن السيدة فاطمة رضى الله عنها فلم أر لها ذكراً فى كتب الحديث أنها روت شيئا من الحديث إلا القليل النادر ولم يكن لها دور  فى مداواة الجرحى فى الحروب ولم تكن حياتها معقدة غير أنها ابنة نبى وأم سيدا شهداء الجنة وأنها تحملت ضيق العيش مع زوجها وكانت تقوم على أعمال المنزل بنفسها تطحن وتخبز وتنظف البيت حتى أنها جاءت للنبى تشكو له كثرة أعمال البيت عليها وتربى أبناءها الذين حفلت بسيرتهم كتب التاريخ إنها عاشت دور الأم والزوجة بإخلاص اقتنعت أنه دورها الأساسى فأتقنته وفازت بلقب سيدة نساء العالمين  إنه الدور الذى غاب عن كثير من فتياتنا اليوم اللاتى يسعين وراء تحقيق الذات و الكارير والحصول على شهادات عليا أما زاهدة فى الزواج أولو متزوجة تاركة أولادها للخادمات ولا تفسير لذلك إلا أنه قد غرها بالله الغرور فتركت مهمتها الأساسية سعياً وراء لقب أو مركز ألا ترى أن السيدة فاطمة فازت بأعظم لقب لامرأه عند الله وعند الناس سيدة نساء العالمين  أين فتياتنا اللاتى يلهثن وراء لقب ملكة جمال العالم أو سيدة الغناء العربى؟

 يا ليت بناتنا تعى ذلك وتعود لدورها الأساسى مقتنعه  ومكتفية بهذا الدور وتسأل نفسها من سعت وراء المركزوتحقيق الذات خارج البيت هل أتقنت كل الأدوار؟ أم أنها تمزقت بينهم ومزقت شمل الأسرة نتيجة للذهاب بعيدا عن دورها الحقيقى فليكن لنا فى السيدة فاطمة الأسوة الحسنة حتى لا نرى ما نراه الآن من انتشار حالات الطلاق التى وقعت السبب فيها أن  كلا الطرفين لا يفهم طبيعة الدور الذى يؤديه فى الحياة  وفى النهاية إنهم لم  يصلوا لدرجة الكمال إلا لم تتحملوه من محن وإيذاء نفسى دفعوا فيه ثمن هذه المكانة فسلام لكن أيها الكاملات

  • 6
  • 0
  • 1,797

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً