التجديد مسئولية جماعية
اللهم نفير إلى التخصصات الضرورية على هدي ونور من الكتاب والسنة، نفير بالعلم والحكمة!
مع طول الأمد وقسوة القلوب تتغير المفاهيم وتنحرف الأفكار وتبتدع المعتقدات، فيحتاج الجيل إلى مصلح يضعهم على الجادة التي كانوا عليها، فيرسل الله إليهم رسله لهذا الغرض وهذه مهمتهم.
بيد أن رسالة نبينا هي الخاتمة ليس بعدها شيء إلا أن الله قد أودع في بنياتها خصائص ومقومات التجديد الذاتي، كما يبعث لها من أبنائها من يتصدون لهذه المهمة فيعملون على اكتشاف هذه الخصائص من أجل التجديد وإعادة البناء.
وهذه العملية التي كان يقوم بها الأنبياء من قبل هي في أمتنا مسئولية جماعية، تسئل عنها الأمة جميعها، من خلال منظومة فروض الكفايات التي أمر بالنفير المتخصص إليها كما النفير للجهاد، ومن هذا المنطلق تطالب الأمة جميعها بتوفير احتياجاتها الصحية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والسياسة..، ولا يحق لهم أبدا أن يقفوا متفرجين منتظرين المخلص، وإلا دفعت الأمة كلها ثمن هذا التقصير تخلف ومهانة في الدنيا وإثما في الآخرة.
فالبحث عن الثغور لسدها والنفير للتخصصات المطلوبة لكفايتها مطلب وجودي لابد أن يستكمل، وهذا ما حدث ويحدث لهذه الأمة على امتداد تاريخها الطويل، فكلما أوشكت الأمة أن تنحرف في مجال بعث الله من أبنائها من يجددوه وما يلبث هذا التجديد أن يتوج على يد أحد أبنائها، فعمر بن عبد العزيز أصلح الله به المجال السياسي في جيله، وابن حنبل أصلح الله بن المعتقد، والغزالي أصلح الله به المجال التربوي، ... وهكذا.
اللهم نفير إلى التخصصات الضرورية على هدي ونور من الكتاب والسنة، نفير بالعلم والحكمة!
- التصنيف: