المشورة النافعة

منذ 2021-06-04

ثم ينتظر مشاركات مئات الناس ، وفيهم الفاهم والجاهل ، والمتزن والمريض النفسي ( والذي يهبد بكل ثقة دون أن يرمش له جفن )

أول الطريق للمشورة النافعة أن تختار من هو أهل للاستشارة ، بأن يكون جامعا بين العلم ، والحكمة ، والاتزان النفسي ، والخبرة الواسعة بموضوع الاستشارة .

ومن الظواهر السيئة جدا : أن يذهب رجل أو امرأة إلى صفحة عامة على مواقع التواصل الاجتماعي ، ليعرض مشكلة أسرية أو اجتماعية أو صحية أو وظيفية أو دراسية ، أو سؤالا شرعيا ، ثم ينتظر مشاركات مئات الناس ، وفيهم الفاهم والجاهل ، والمتزن والمريض النفسي ( والذي يهبد بكل ثقة دون أن يرمش له جفن )ليعرض كل واحد خبرته المزعومة ، ويفيد صاحب المشكلة .

ومن المعروف أن كل إناء بما فيه ينضح ، والمرء أسير لتجاربه ، ويصعب أن يتحرر منها تماما ، وتخيل مثلا : أن شخصا مر بتجربة زواج ، أو عمل ، أو سفر ، أو دراسة ، وقد فشل فيها فشلا ذريعا ، وامتلأت نفسه ضيقا ونكدا وسوادا ، فماذا يكون رد فعله لو سأله سائل عن الزواج أو العمل أو الدراسة !!

من المؤكد أن المشورة ستكون ( هبابا في هباب ) وستثير مشاعر الخوف والقلق في قلب صاحب المشكلة ، ولن تفيده بشيء وربما منعته من خير كبير.

وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» " ولا شك أن توسيد المشورة لمن ليس أهلا لها فساد عظيم ، ووبال على المشير والمستشار معا ، والله المستعان .

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 1
  • 0
  • 734

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً