الأمة لا تخلو من نماذج فذة في كل ميدان
فاللهم أكثر من هذه القدوات الطيبة ، وأبقها في الأمة مصابيح هداية ، ومنارات للتقى .
مما تتميز به أمة الإسلام أنها في كل عصر ومصر لا تخلو من نماذج فذة في كل ميدان ، وقد تكون هذه النماذج قليلة وربما نادرة ، ويصعب مشابهتها تماما في الباب الذي تميزت فيه ، كما لا يطلب من الناس كلهم أن يكونوا مثلها .
لكن وجودها - في حد ذاته- باب خير ، وسبب للتثبيت ، ورفع للهمم ، وطاقة أمل في إمكان تكرار هذا النموذج ، ولا يصح بحال أن تسلط عليها سهام النقد ، أو يطلب منها أن تكون كغيرها بحجة أن ما تفعله غير واقعي ، فكل ميسر لما خلق له .
- فقد تجد من يطيل القيام ويواصل الصيام عمره كله دون كلل أو ملل.
- أو من مكث عشرات السنين يعلم القرآن احتسابا بلا مقابل .
- أو من يعلم العلم وينشر الكتب ولا يأخذ عليها أجرا قط .
- أو من يخفي عبادته وعلمه في زمن كل ما فيه يدعو للتفاخر والتباهي والنشر .
- أو يجوب البلاد شرقا وغربا داعيا إلى الله .
- أو من ينقطع عشرات السنين لتحقيق تراث الأمة ونشره ، وإتقان علوم الملة المختلفة دون تباه أو إعلان .
- أو من يقوم على أعمال الخير وكفالة أعداد جمة من اليتامى والأرامل والفقراء ولا يعلم به إلا الله .
- أو تلك الزوجة التي أطاعت زوجها وصبرت على أذاه وتنازلت عن قليل أو كثير من حقوقها لوجه الله ، ولم تتبرم ، أو تتمرد ، أو تشكو للقريب والبعيد .
- أو ذلك الزوج الذي صبر على زوجته وأذاها ، وحرص على بقاء بيته ومصلحة أولاده لوجه الله ، متجرعا الغصص ، ومؤثرا مصلحة غيره على راحته .
- أو تلك الفتاة العفيفة الطاهرة ، غضيضة الطرف ، حيية النفس التي ما اختلطت برجل أجنبي أبدا ، ولا تبرجت ، ولا همت بريبة قط .
- أو ذلك الشاب العفيف الذي غض بصره في زمن تطارده الفتن والصور المحرمة في كل مكان يذهب إليه بل في جوف بيته .
- أو ذلك الداعية الذي جهر بالحق وتحمل كل ما يحصل له من أجل إبلاغ دين الله للناس .
فاللهم أكثر من هذه القدوات الطيبة ، وأبقها في الأمة مصابيح هداية ، ومنارات للتقى .
- التصنيف: