أمور تدعو إلى التعجب (2)

منذ 2021-07-13

قال الشيخ رحمه الله: والعجيب أن بعض الناس يقول: الكذب ينقسم إلى قسمين: أبيض وأسود،

 

من يقسم الكذب إلى قسمين: كذب أبيض وكذب أسود

قال الشيخ رحمه الله: والعجيب أن بعض الناس يقول: الكذب ينقسم إلى قسمين: أبيض وأسود،

ونحن نقول: الكذب ينقسم إلى قسمٍ واحدٍ، وهُو الأسود، لا يوجد كذب أبيض إطلاقًا، هذا الذي قسمه إلى قسمين، قال: الأبيضُ هو الذي ليس به أكلُ مال لأحدٍ، ولا اعتداء على أحدٍ، كذب من أجل أن يضحك الناس، فعند هذا الرجل أنه أبيض، أمَّا إذا كذب ليأكل أموال الناس بالباطل، مثل رجل عنده حق لفلان، وطلبه صاحب الحق؛ لكن قال: ليس لك عندي شيء، يقول: هذا هو الكذب المحرم، أما الكذب الذي من أجل أن يضحك الناس فهذا ليس بمُحرَّم؛ لأنه أبيض.

سبحان الله أين البياض؟! والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: (( «ويل لمن حدَّث فكذب لِيُضحك به القوم، ويل له، ثُم ويل له» ))؛ ولهذا نجد أولئك القوم الذين يأتون بالتمثيليات وغيرها من الأشياء الكذب واقعين في هذا، وهم لا يعلمون.

امرأة تريد أن يطول شعرها

قال الشيخ رحمه الله: العجبُ أن هذه السائلة - وفقها الله - تُريدُ أن يطول شعرها، وكثير من النساء اليوم - مع الأسف - يُردن أن يخفَّ الشَّعرُ، فتجد كثيرًا من النساء يقصصن شعرهن، حتى يكون كرأس الرجل تمامًا، وإذا قصت المرأة شعرها حتى يكون كرأس الرجل، فهي ملعونة على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهات من النساء بالرجال في أي شيء.

امرأة من رآها ظن أنها رجل

قال الشيخ رحمه الله في دروسه في المسجد الحرام بمكة: والعجب أنني شاهدت فجر اليوم امرأة حسبتها رجلًا، عليها ثوب أبيض قميص بأكمام، وعليها غُترة بيضاء، وتمشي بين الرجال، من رآها ظنَّ أنها رجل.

والعجب أيضًا أن بعض النساء تظُنُّ أن المرأة يُسنُّ لها لُبس الثياب البيض في الإحرام كالرجال، وهذا غلط، فالمرأة لا تلبس الأبيض في الإحرام، وليس ذلك من السنة؛ بل المرأة تلبس ثيابها التي كانت تعتاد لُبسها، إلا أنها لا تتبرَّج بالزينة؛ لقوله تعالى: ﴿ { وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}  ﴾ [الأحزاب: 33].

امرأة تسألُ: إن ضفيرتها تخرج من الخمار، فهل هذا جائز؟ وهي كاشفة الوجه

قال الشيخ رحمه الله: لقد عجبت كثيرًا من امرأة تسألُ، تقول: إن ضفيرتها تخرج من الخمار، فهل هذا جائز؟ تسأل وهي كاشفة الوجه، الله المستعانُ! تسألُ عن شعرةٍ من رأس خرجت من تحت الخمار، وتدع هذا الوجه المليح الجميل.

مآتم كأنها محافل زواج

قال الشيخ رحمه الله: والعجب أننا رأينا مآتم كأنها محافل زواج، فيها أنوار، وكراسي، وهذا داخل، وهذا خارج، ثم يأتون بقارئ يقرأُ لغير الله، بالأجرة، هذا الذي يقرأُ بالأجرة هو آثم وليس بمأجور، ولا أجر لمن قرأ له، وما يأخذه من الأجرة سُحْتٌ، وقال رحمه الله: وأنا أعجب من عمل هؤلاء الناس مثل هذا العمل مع أنهم لا يزدادون خيرًا، ولا ينتفع بذلك الميت.

وقال رحمه الله: والعجيب أن هذا الذي قرأ القرآن بأجرة يأثم على أخذ أجرةٍ على كتاب الله، والميت لا ينتفع به؛ لأن هذه القراءة استعاض عنها القارئ ثمنًا من الدنيا، ومن عمل عملًا للدنيا حَبِطَ عملهُ؛ قال الله تعالى: ﴿  {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }  [هود: 15، 16]، فإذا كان عمل هذا القارئ حابطًا، فأين الأجرُ؟

إذن هناك خسارة مالية بدون فائدة، وخسارة دينية على هذا القارئ، وإذا كان هذا العوض من مال المتوفَّى، وفيهم قصار صار هذا من باب أكل مال اليتيم، وقد قال الله تعالى: ﴿  {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا } ﴾ [النساء: 10]؛ ولذلك فهذه نصيحة لله عز وجل ولإخواني المسلمين أن يدعوا هذه الأمور، وأن الإنسان إذا أُصيب بمصيبةٍ يقولُ ما قال الصابرون: ﴿ { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } ﴾ [البقرة: 156]، يسترجع ويقول: ((اللهُمَّ أجرني في مُصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها))، فإذا قال ذلك بإيمانٍ آجره الله على مصيبته، وأخلف له خيرًا منها.

من يستنكر إذا سلمت عليه

قال الشيخ رحمه الله: العجب أنك تسلم على بعض الناس خارجًا من المسجد أو داخلًا فيه وهو يستنكر، فيلتفت إليك بوجهه وكأنه لم يُشرع السلام بين المسلمين، فإذا سلمت استنكروا، وكأن الذي سلَّم ليس في بلاد المسلمين، مع أن السلام له فضائل عظيمة، منها: أنه سبب لدخول الجنة، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( «والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» ))، وقال: من المضحك المبكي أن من الناس اليوم، وفي هذا المسجد الحرام، وفي هذا البلد الأمين، من إذا سلمت عليه استغرب، ولا يدري ماذا يقول، وهذا يدُلُّ على الجفاء، ويدل على الجهل بآداب الإسلام، وكان الصحابة رضي الله عنه إذا حالت بينهم شجرة أو نحوها، سلَّم بعضهم على بعضٍ، يعني: إذا كانوا يمشون معًا، فحالت بينهم شجرة أو نحوها، ثم تلاقوا سلَّم بعضُهُم على بعضٍ، والمسلمون اليوم تجد كثيرًا منهم يُلاقي الآخرين يضرب كتف أحدهم بكتف أخيه، ولا يُسلِّمُ عليه.

أين الآداب الإسلامية التي حثَّ عليها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ أين الخلق الإسلاميُّ؟ أين شعار المسلمين الذي هو التحية: السلام عليك؟! إن فقده بين المسلمين سبب للعداوة، والضغائن، والأحقاد، ونقص الإيمان.

فالله الله عباد الله في إفشاء السلام، أفشوا السلام بينكم، أظهروه، أعلنوه، ألم تعلموا أن الإنسان إذا سلَّم على أخيه، فقال: السلام عليك، كانت له عشر حسناتٍ باقياتٍ يجدها يوم القيامة يثقُلُ بها ميزانُهُ، وترتفعُ بها درجته عند الله، ويأمن بها من عذاب النار.

مصافحة الرؤوس

قال الشيخ رحمه الله: هناك مصافحة جديدة غريبة، ألا وهي مُصافحة الرؤوس، فإذا لقيك الإنسان أمسك رأسك، وكأن المصافحة باليد منسوخة! فأولًا صافح باليد، ثم أمسك الرأس وقبله، أو اليد وقبلها، فلا بأس بهذا، أما أن يأتي مباشرة للرأس ولا يُسلِّمُ باليد: حياك الله، حياك الله، وينصرف، فهذا خلاف السنة.

صعود بعض الناس إلى جبل الرماة في أحد

قال الشيخ رحمه الله: من أعجب ما رأينا أن الجبل الذي يُدعى أنه جبل الرماة في أُحد، يذهب أناس إليه ويصعدون، وربما يدعون هناك وما أشبه ذلك، وهذا من الغرائب، فمكان وقعت فيه معصية من الصحابة رضي الله عنهم جدير بأن يتخذ مكان قربة؟! أبدًا بالعكس، فالإنسان ربما يكره أن يراه خوفًا من أن يقع في قلبه شيء بالنسبة للصحابة رضي الله عنهم الذين وقعت منهم المعصية في ذلك المكان، لكن الجهل داء قاتل، نسأل الله العافية!

 من يغتابون العلماء وهم أسوأُ حالًا من العلماء

قال الشيخ رحمه الله: غيبة العلماء أعظمُ إثمًا وأكبر جُرمًا، وأشدُّ قبحًا من غيبة العوام، لما يترتب على ذلك من الاستخفاف بالشريعة التي يحملها العلماء، والعجبُ أن أولئك الذين يغتابون العلماء هم أسوأُ حالًا من العلماء:

أولًا: لأنهم لا يساوونهم في العلم والإدراك.

وثانيًا: أن عندهم من العنف والكبرياء، والإعجاب بالنفس، وتكفير غيرهم ما هو معروف

من يؤكدون وعدهم بقولهم: وعد إنجليزي

قال الشيخ رحمه الله: من العجب أن بعض الذين اندهشوا وانبهروا بالغربيين إذا أراد أن يؤكد الوعد يقول: وعد إنجليزي، يذهب إلى وعد إنجليزي، وينسى وعد المؤمن! سبحان الله!

فعليك يا أخي بالصدق والوفاء بالوعد، وإذا أردت أن تُؤكده فلا تقل لصاحبك: وعد إنجليزي، بل قل: وعد مؤمن، والمؤمن - والله - يفي بوعده امتثالًا لأمر الله: ﴿ { وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}  ﴾ [الإسراء: 34]، وتقرُّبًا إلى الله وتخلُّقًا بالأخلاق الإسلامية.

  • 2
  • 1
  • 1,090

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً