فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي - الجزء السادس
* ومن لوازم محبة الله, معرفته تعالى, والإكثار من ذكره, فإن المحبة بدون معرفة بالله ناقصة جداً, بل غير موجودة, وإن وجدت دعواها, ومن أحب الله أكثر من ذكره.
{بسم الله الرحمن الرحيم }
سورة النساء:
* الشكر هو: خضوع القلب, واعتراف بنعمة الله, وثناء اللسان على المشكور, وعمل الجوارح بطاعته, وأن لا يستعين بنعمه على معاصيه.
* ( { أو تعفو عن سوء } ) أي: عمن أساء إليكم في أبدانكم, وأموالكم, وأعراضكم, فتسمحوا عنه, فإن الجزاء من جنس العمل, فمن عفا لله عفا الله عنه, ومن أحسن, أحسن الله إليه.
* كل ثواب عاجل وآجل, فمن ثمرات الإيمان, فالنصر, والهدى, والعلم, والعمل الصالح, والسرور, والأفراح, والجنة وما اشتملت عليه من النعيم, كل ذلك سبب عن الإيمان.
* القرآن العظيم...اشتمل...الأمر بكل عدل وإحسان وخير, والنهي عن كل ظلم وشر فالناس في ظلمة إن لم يستضيئوا بأنواره, وفي شقاء عظيم إن لم يقتبسوا من خيره
سورة المائدة:
* العبد عليه أن يلتزم أمر الله, ويسلك طريق العدل, ولو جُني عليه, أو ظُلِمَ, واُعتدي عليه, فلا يحلُّ له أن يكذب على من كذب عليه, أو يخون من خانه.
* ( { وجعلنا قلوبهم قاسية } ) أي: غليظة لا تجدي فيها المواعظ, ولا تنفعها الآيات والنذر, فلا يرغبهم تشويق, ولا يزعجهم تخويف, وهذا من أعظم العقوبات على العبد, أن يكون قلبه بهذه الصفة التي لا يفيد معها الهدى والخير إلا شراً.
* كل من لم يقم بما أمر الله به, وأخذ به عليه الالتزام, كان له نصيب من اللعنة وقسوة القلب, والابتلاء بتحريف الكلم, وأنه لا يوفق للصواب, ونسيان حظ مما ذكر به, وأنه لا بد أن يبتلى بالخيانة, نسأل الله العافية.
* القوي من أعانه الله بقوة من عنده, فلا حول ولا قوة إلا بالله.
* العقوبة على الذنب قد تكون بزوال نعمة موجودة.
* ( { فأصبح من النادمين} ) وهكذا عاقبة المعاصي, الندامة والخسارة.
* الفلاح هو: الفوز والظفر بكل مطلوب مرغوب, والنجاة من كل مرهوب, فحقيقته السعادة الأبدية, والنعيم المقيم.
* الإيمان إذا خلطت بشاشته القلوب لم يعدل به صاحبه غيره, ولم يبغ به بدلا.
* طهارة القلب سبب لكل خير, وهو أكبر داع إلى كل قول رشيد, وعمل سديد.
* من الربانيين؟ أي العلماء العاملين المعلمين, الذين يربون الناس بأحسن تربية, ويسلكون معهم مسلك الأنبياء المشفقين.
* للذنوب عقوبات عاجلة وآجلة, ومن أعظم العقوبات: أن يبتلى العبد ويُزين له ترك اتباع الرسول, وذلك لفسقه.
* محبة الله للعبد, هي أجل نعمة أنعم بها عليه, وأفضل فضيلة, تفضل الله بها عليه, وإذا أحب الله عبداً يسر له الأسباب, وهون عليه كل عسير, ووفقه لفعل الخيرات, وترك المنكرات, وأقبل بقلوب عباده إليه, بالمحبة والوداد.
* من لوازم محبة العبد لربه, أنه لا بد أن يتصف بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً, في أقواله وأعماله, وجميع أحواله, كما قال تعالى: ( {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} )
* من لوازم محبة الله للعبد أن يكثر العبد من التقرب إلى الله بالفرائض والنوافل.
* ومن لوازم محبة الله, معرفته تعالى, والإكثار من ذكره, فإن المحبة بدون معرفة بالله ناقصة جداً, بل غير موجودة, وإن وجدت دعواها, ومن أحب الله أكثر من ذكره.
* إذا أحبّ الله عبده قبل منه اليسير من العمل, وغفر له الكثير من الزلل.
* ( { وإن جندنا لهم الغالبون} ) وهذه بشارة عظيمة, لمن قام بأمر الله وصار من حزبه وجنده, أن له الغلبة, وإن أديل عليه في بعض الأحيان, لحكمة يريدها الله تعالى, فآخر أمره الغلبة والانتصار, ومن أصدق من الله قيلاً.
* من أعظم العقوبات على العبد, أن يكون الذكر الذي أنزله الله على رسوله, الذي فيه حياة القلب والروح, وسعادة الدنيا والآخرة, وفلاح الدارين,...أن تكون لمثل هذا زيادة غي إلى غيه, وطغيان إلى طغيانه, وكفر إلى كفره, بسبب إعراضه عنها, ورده لها, ومعاندته إياها, ومعارضته لها بالشبه الباطلة.
* إنما كان السكوت عن المنكر مع القدرة موجباً للعقوبة, لما فيه من المفاسد العظيمة منها: أن مجرد السكوت فعل معصية وإن لم يباشرها الساكت, فإنه كما يجب اجتناب المعصية, فإنه يجب الإنكار على من فعل المعصية.
* المعصية مع تكررها وصدورها من كثير من الأشخاص, وعدم إنكار أهل الدين والعلم لها, يظن أنها ليست بمعصية, وربما ظن الجاهل أنها عبادة مستحسنة, وأي مفسدة أعظم من اعتقاد ما حرم الله حلالاً ؟ وانقلاب الحقائق على النفوس ورؤية الباطل حقاً ؟ !!
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: