ومن أراد لحاقًا بهم فليهاجر مثلهم

منذ 2021-08-10

الهجرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتأسي والاقتداء، وبهما تتحقق سعادة الدنيا والآخرة. وفي هذا ألف ابن القيم كتابه العظيم : ( طريق الهجرتين ومفتاح السعادتين)..

الهجرة العظمى من مكة إلى المدينة..ذهبت لأهلها ؛ بمنزلتها ومراتبها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ««لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا»» . متفق عليه.. فلا هجرة إلى المدينة من مكة التي ستظل عامرة بالمسلمين، ولن يهاجروا منها بعد فتحها إلى يوم الدين ..

★.. لكن الهجرة تظل بعد جيل الصحابة عبادةً باقية، و شعبةً من شُعب الإيمان العالية، حيث قال الله عز وجل : ( {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} ) (النساء/ ١٠٠).. هذا في الهجرة بالنفس والمال في سبيل الله، فرارا ونجاة بالدين..أو نصرة له على منهاج الحق المبين.

★.. ويدل على بقاء التعبد بالهجرة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - {( لا تنقطعُ الهجرةُ حتى تنقطعَ التوبةُ ، ولا تنقطعُ التوبةُ حتى تطلعَ الشمسُ من مغربِها )} . رواه ابو داود، وصححه الألباني برقم(٢٤٧٩) وكذا قوله : ( لا تنقطعُ الهجرةُ ما قوتِلَ العدُوُّ ) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد برقم (٥/٢٥٤) وقال : رجاله رجال الصحيح.

★.. وتبقى الهجرة بالقلب، واجبةً في كل وقت على كل مؤمن ومؤمنة، وهي على قسمين :

الأول: الهجرة إلى الله بالعبودية والتوكل والإنابة والتسليم والخوف والرجاء.

والثاني: الهجرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتأسي والاقتداء، وبهما تتحقق سعادة الدنيا والآخرة. وفي هذا ألف ابن القيم كتابه العظيم : ( طريق الهجرتين ومفتاح السعادتين)..

ومن أعظم الدلائل هلى صدق تلك الهجرة القلبية .. هجر السوء وأهله ؛ كما في الحديث : «( المهاجرُ من هجر ما نهى اللهُ عنه)» [متفق عليه] .

★.. وتذكر أنك بإمكانك أن تكون يوم الحشر في عداد المهاجرين، بإقبالك على الاستقامة والتعبد لرب العالمين، وبخاصة في عصر الإفساد والظلم والإلحاد الذي نعيشه، والذي وإن كنا نشكو فيه من ويلات الجاهلية العالمية؛ إلا أنه له خصوصية، تتعلق بهجرة خاصة تعبدية، حيث وصف النبي صلى الله عليه وسلم - مثل تلك الأزمنة بالهرْج - بفتح الهاء وتسكين الراء - يعني الظلم وكثرة القتل، وقال : « ( الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ ) » [رواه مسلم / ٢٩٤٨ ]

فاظفر بتلك الهجرة مع العابدين الطائعين؛ لنوال أجر المهاجرين الأولين، لدار هجرة سيد الأولين والآخرين..عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم .

  • 3
  • 0
  • 2,280

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً