العبرة بالبركة لا بالكثرة

منذ 2021-09-02

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من سقطت منه لقمة ، أن يميط عنها ما أصابها من الأذى ، ثم يأكلها ، وعلل صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله " «فإنه لا يدري في أي طعامه البركة » " [ رواه مسلم]

من تأمل حاله وحال الناس من حوله أدرك يقينا أن العبرة بالبركة لا بالكثرة ، وأن البركة إن حلت في شيء مادي أو معنوي نفع أعظم النفع ، وإن نزعت منه فلا جدوى منه وإن كثر ، وأن المرء عليه ألا يستهين بخير ، أو يستقلل من رزق ، أو يزهد في باب من أبواب النفع ، فإنه لا يدري أين تكون البركة .

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من سقطت منه لقمة ، أن يميط عنها ما أصابها من الأذى ، ثم يأكلها ، وعلل صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله " «فإنه لا يدري في أي طعامه البركة » " [ رواه مسلم]

- وكذلك الحال في كل أمورك :

- فأولادك الكثيرون لا تدري من منهم سيكون فيه البركة والنفع لك في الدنيا والآخرة . قال تعالى  { آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا

- وطعامك وشرابك وساعات نومك وعملك وكل شيء تشتريه أو تبيعه لا تدري في أي منها تكون البركة .

- والتاجر أو الصانع لا يدري في أي مشروع ، أو صفقة أو عمل تكون البركة.

- والأستاذ والمعلم لا يدري في أي واحد من تلامذته الكثيرين تكون البركة .

- والكاتب والمؤلف لا يدري في أي كتاب أو بحث أو مقالة تكون البركة .

- والداعية والواعظ لا يدري في أي كلمة أو خطبة أو عظة أو نصيحة تكون البركة .

- وطالب العلم لا يدري أي كتاب يقرأ فيه أو أي درس أو محاضرة يسمعها تكون فيها البركة .

وهكذا الحال في كل باب من الأبواب ، وكم رأى الناس في حياتهم أشياء يسيرة لم يكونوا يظنون أن تبلغ ما بلغت ، وإذا بها تترتب عليها أمور كبار ، وكذلك العكس صحيح فقد يبذل المرء الجهد في عمل ثم لا يجني من ورائه إلا القليل .

ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " « وبارك لي فيما أعطيت» "

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 7
  • 0
  • 4,527

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً