الغنى غنى النفس
قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَضِ، وَلَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ» (متفق عليه).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَضِ، وَلَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ» (متفق عليه).
العرض المقصود كالعقارات والأسهم والسيارات والمجوهرات والملابس ونحو ذلك من ممتلكات.
والحديث الشريف يعيد تعريف الغنى فيوجه النظر إلى أن الغنى الحقيقي هو غِنى المبادئ والمعنويات ..
وهذا عماده غالباً مبدأ الاستغناء والاكتفاء.. كما قال القائل: " إنما يكونُ المرءُ غنياً بعدد الأشياء التي يُمكنه الاستغناء عنها ".
وقد تواردت كلمات العارفين والسالكين على أن كثرة الممتلكات الدنيوية والتعلق بها كوسائل الرفاهية والمقتنيات الفاخرة ونحو ذلك تصبح مع مضي الوقت عقبة كؤود أمام سمو الروح ونمو البصيرة الأخلاقية والمناعة النفسية.
فإذا كان الأمر كذلك يمسي الغِنى الحقيقي هو غِنى النفس لا امتلاك المقتنيات والأشياء.
ولذا قال أهل العلم: ليس الزهد ألا تملك شيئاً.. بل الزهد ألا يملكك شيء.
فمن خرجت الدنيا من قلبه إلى يده، وامتلأ بغِنى نفسه.. رُزق الراحة والرضا والصفا، وكان أغنى الناس.
خالد بن منصور الدريس
أستاذ مشارك قسم الحديث في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك سعود بالرياض. ومدير موقع تعليم التفكير من منظور إسلامي
- التصنيف:
- المصدر: