أبصر طريقك
قال تعالى: {فمن زُحزِح عن النار، وأُدخِل الجنّة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}، وبقدر يقين العبد بهذه المعاني يُبصر طريقه ويتخفّف من كل ما لا ينفعه.
ومن كان مُسلمًا، و بات آمنًا في سِربِه، مُعافى في جسده، عنده قوتُ يومِه، وبين أهله وولدِه، فأيُّ شيء ينقصُه، وأي شيء يتحسرُ على فواتِه؟!
فكُل نعمةٍ من هذه النعم تستوجب ذكرًا وشُكرا ولا ينقص العبد بعدها من متاع الدنيا شيء.
فكم في الدنيا من كُفّار سيودُون يوم القيامة لو كانوا مسلمين
وكم ممن يعيش في خوف وقلق أو في سجون الظالمين
وكم من مُبتلى في صحته
وكم ممن لا يجد قوتَ يومه إلا بذُلٍ وسؤال الخلق أو لا يجده أصلا..
وكم ممن مُغترب عن أهله يكتوي بنار الغُربة.
فلتحمد الله ولتذكُره ولتذكر آلاءه وفضله ولتشكره بالعمل
وأعظم الشكر أن تعمل بنِعم الله في طاعته..
فإذا كان العبدُ عالمًا بنعمة أنه مُسلمٌ، وقانعا راضيا بالله ربًا نزلتْ على قلبه سكينةٌ واطمأنّ فأبصرَ كل نعمةٍ يعيش فيها، فصار غنيًّا بالله مُستغنيا عن خلقه. ولم يمدّ عينيه إلى ما مُتِّع به أحدُهم. وأحياه الله حياةً طيبةً بما يملك بقدْر رضاه.
- وإذا لم يكن عالما بفضل كونه مُسلمًا، ولم يكن قانعا راضيا بربّه = سخِط على حاله، وعمِي عن كل نعمةٍ يعيش فيها
وبقي فقيرا محتاجا طامعا، لا يشبع، ولو كان أكثر الناس مالا، و مُتعةً، وما يزال يمُد عينيه إلى كل مفقودٍ
ثم هو يبقى يطلب كل سبب يظُن فيه سعادته وهناءه..
ولا يعلمُ داءَه.
وهو يحسب أن السعادة تأتي من خارجٍ
-السعادةُ = الرِّضا و الغِنى، وهي من الداخل، من القلب ثم تسري فيه حتى لا يبقى له ما يفتقرُ إليه، وقد استغنى بالله والباقيات الصالحات، وجعَلَ كل نعمةٍ وُهِبها تُعينُه على بلوغ الفوز العظيم
{فمن زُحزِح عن النار، وأُدخِل الجنّة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}
وبقدر يقين العبد بهذه المعاني يُبصر طريقه ويتخفّف من كل ما لا ينفعه
و بقدْر عماه عنها يبقى يطلب ما لا ينفع، ويحرص عليه ويتحسّر على فواته، ويغفل عما ينفعه، ويُفرّط فيه.
- التصنيف:
- المصدر: