التنويريون الجدد وتشويه الإسلام

منذ 2021-11-10

وفوجئ بإعلان بعض المشاهير إسلامهم، وشهدت أوربا وأمريكا مدا إسلاميا لا يخطئه النظر، لا سيما في ألمانيا وفرنسا!

شهد الغرب في العقود الأخيرة من القرن الماضي موجة انتشار للإسلام في عقر داره، وفوجئ بإعلان بعض المشاهير إسلامهم، وشهدت أوربا وأمريكا مدا إسلاميا لا يخطئه النظر، لا سيما في ألمانيا وفرنسا!

ونتيجة لهذه الموجة، قرر الغرب شنّ حرب تشويه استباقية على ذلك الدين الذي يمثل بديلا حقيقيا عن الرأسمالية الكانزة، وطوق نجاة للشعوب المحتلة. وبدأت هذه الموجة الجديدة من الحرب، بأحداث الحادي عشر من سبتمبر!

واستمرت هذه الحرب، حتى ظهرت في السنوات الأخيرة فئة مضلّة من الدعاة الجدد الذين أعدوا إعدادا؛ فيزعمون أنهم دعاة إسلاميون تنويريون، وما هم إلا مضلّين يخترعون إسلاما جديدا، ليس له هدف سوى خدمة الغرب وتضليل المسلمين وتشويه الإسلام، ونزعه من قلوب أهله وعقولهم!

ويتحدث هؤلاء عن السلام مع اليهود، وأنه لا فرق بين الإسلام وغيره من العقائد، ويخترعون مصطلحات مثل "التنوير"، و"الدين الإبراهيمي"، و"الصلاة الإنسانية"، لتضليل المسلمين عن حقيقة "إنّ الدين عند الله الإسلام... ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين."

بل يبلغ الفجر بهؤلاء المضلّين إنكار الصلوات الخمس، والسنّة النبوية، وتحكيم الشريعة، وإقامة الدولة والحكم في الإسلام، كما ينكرون الخلافة الإسلامية التي استمرت 13 قرنا هي تاريخ الإسلام، حتى لا يطمح المسلمون إلى وحدة تحفظ كيانهم، مثلما فعلت أوربا وروسيا وأمريكا، وحتى ينسى المسلمون دولة الإسلام التي كانت سبب هجرة رسولنا من مكة، وأول ما فعله في المدينة!

كما يستنكر هؤلاء ما يسمونه "الإسلام السياسي" ويقصدون بذلك تشويه الإسلام، ونفي تطرقه إلى السياسة، وإبعاد المسلمين عن عالم السياسة والحكم. كما يعمل هؤلاء على تشويه الجهاد، وخلط الأوراق، فيصفون التكفيريين بأنهم "جهاديون" حتى يطمسوا صورة الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، في أعين المسلمين.

وقد بلغ القبح بأحد هؤلاء، أن يعلن استنكاره لمن يقرأ القرآن الكريم في مكان عمله الخاص!

فلنحذر هؤلاء المشوهين للإسلام، الذين يفرغونه من جوهره، بكل خبث ومكر ودهاء!

هاني مراد

كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.

  • 6
  • 0
  • 1,350

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً