مختارات من كتاب: حراسة الفضيلة للعلامة بكر بن عبدالله أبو زيد
فمن مصنفات العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد, رحمه الله, كتاب: " حراسة الفضيلة " وقد يسر الله الكريم لي فقرأت الكتاب, واخترت بعضاً مما ذكره الشيخ, أسأل الله أن ينفع بها.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن مصنفات العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد, رحمه الله, كتاب: " حراسة الفضيلة " وقد يسر الله الكريم لي فقرأت الكتاب, واخترت بعضاً مما ذكره الشيخ, أسأل الله أن ينفع بها.
تعريف الحجاب باللباس:
" ستر المرأة جميع بدنها ومن الوجه والكفان والقدمان, وستر زينتها المكتسبة بما يمنع الأجانب عنها رؤية شيء من ذلك, ويكون هذا الحجاب " بالجلباب والخمار " وهما:
الخمار: مفرد جمعه: خُمُر, وهو: ما تغطى به المرأة رأسها ووجهها وعنقها وجيبها.
ويسمى عند العرب: " المقنع ", ويسمى أيضاً " النصيف "
ويسمى: " الغدقة", ويُقال: " المسفع ", ويُسمى عند العامة: " الشيلة "
"الجلباب " جمعه جلابيب, وهو: " كساء كثيف تشتمل به المرأة من رأسها إلى قدميها, ساتر لجميع بدنها ما عليه من ثياب وزينة.
ويقال له: المُلاءة, والملحفة, والرداء, والدثار, والكساء, وهو المسمى " العباءة" التي تلبسها نساء الجزيرة العربية [29_30_31_32]
بداية السفور:
كانت بداية السفور بخلع الخمار عن الوجه....ثم تطور إلى السفور الذي يعني الخلاعة والتجرد من الثياب الساترة لجميع البدن, فإنا لله وإنا إليه راجعون.[34]
كشف الوجه وأذى السفهاء:
من تستر وجهها لا يطمع فيها طامع بالكشف عن باقي بدنها وعورتها, فصار في كشف الحجاب عن الوجه تعريض لها بالأذى من السفهاء...ومعلوم أن المرأة إذا كانت غاية في الستر والانضمام, لم يقدم عليها من في قلبه مرض, وكفّت عنها الأعين الخائنة, بخلاف المتبرجة المنتشرة الباذلة لوجهها, فإنها مطموع فيها...ثبت الله نساء المؤمنين على العفة وأسبابها.[47_48]
فضائل الحجاب:
- حفظ العِرض.
- داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العفة والاحتشام والحياء والغيرة
- علامة على العفيفات
- يقطع الأطماع الفاجرة, ويكف الأعين الخائنة.
- حفظ الحياء.
- يمنع نفوذ التبرج والسفور والاختلاط إلى مجتمعات المسلمين.
- الحجاب حصانة ضد الزنا والإباحية, فلا تكون المرأة إناءً لكل والغ.
- المرأة عورة والحجاب ساتر لها, وهذا من التقوى.
- حفظ الغيرة. 10 - طهارة القلب[ص:70_73]
العفة حجاب يمزقه الاختلاط:
إن العِفّة حجاب يُمزقه الاختلاط, ولهذا صار طريق الإسلام التفريق والمباعدة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها, فالمجتمع الإسلامي كما تقدم مجتمع فردي لا زوجي, فللرجال مجتمعاتهم, وللنساء مجتمعاتهن, ولا تخرج المرأة إلى مجتمع الرجال إلا لضرورة أو حاجة بضوابط الخروج الشرعية.
كل هذا لحفظ الأعراض, والأنساب, وحراسة الفضيلة, والبعد عن الريب والرذائل, وعدم اشغال المرأة عن وظائفها الأساس في بيتها, ولذا حُرّم الاختلاط سواء في التعليم أم العمل والمؤتمرات والندوات والاجتماعات العامة والخاصة وغيرها, لما يترتب عليه من هتك الأعراض ومرض القلوب, وخطرات النفوس, وخنوثة الرجال, واسترجال النساء, وزوال الحياء, وتقلص العفة والحشمة وانعدام الغيرة.[ص:81]
بقدر خروج المرأة من بيتها يحصل الخلل في عالم الرجل الداخلي:
عمل المرأة خارج البيت, مشاركة للرجل في اختصاصه,...وفيه منازعة للرجل في وظيفته, وتعطيل لقيامه على المرأة, وهضم لحقوقه, إذ لا بد للرجل من العيش في عالمين: عالم الطلب والاكتساب للرزق المباح, والجهاد والكفاح في طلب المعاش وبناء الحياة, وهذا خارج البيت, وعالم السكينة والراحة والاطمئنان, وهذا داخل البيت, وبقدر خروج المرأة من بيتها يحصل الخلل في عالم الرجل الداخلي, ويفقد من الراحة والسكون ما يخل بعمله الخارجي, بل يثير من المشاكل بينهما ما ينتج عنه تفكك البيوت, ولهذا جاء في المثل: " الرجل يجني والمرأة تبني "
ومن وراء هذا ما يحصل للمرأة من المؤثرات عليها نتيجة الاختلاط بالآخرين.
إن الإسلام دين الفطرة, وإن المصلحة العامة تلتقي مع الفطرة الإنسانية وسعادتها, إذا فلا يباح للمرأة من الأعمال إلا ما يلتقي مع فطرتها وطبيعتها وأنوثتها, لأنها زوجة تحمل وتلد وتُرضع, وربة بيت, وحاضنة أطفال, ومربية أجيال في مدرستهم الأولى: المنزل.[ص:78]
الواجب على المؤمنين والمؤمنات:
يجب على المؤمنين الذين مسَّ نساءهم طائف من السفور أو الحسور والتكشف أن يتقوا الله, فيحجبوا نساءهم بما أمر الله به بالجلباب _ العباءة _ والخمار, وأن يأخذوا بالأسباب اللازمة لأطرهن وتثبيتهن عليه, لما أوجبه الله على أوليائهن من القيام الذي أساسه: الغيرة الإسلامية والحمية الدينية, ويجب على نساء المؤمنين الاستجابة للحجاب _ العباءة _ والخمار, طواعية لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وتأسياً بأمهات المؤمنين, ونسائه, والله ولي الصالحين من عباده وإمائه.[ص:67]
الاختلاط في رياض الأطفال والصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية:
إذا كان الاختلاط بين الجنسين في رياض الأطفال مرفوضاً, لأنه ليس من عمل المسلمين على مدى تاريخهم الطويل في تعليم أولادهم في الكتاتيب وغيرها, ولأنه ذريعة إلى الاختلاط فيما فوقها من مراحل التعليم, فالدعوة إلى الاختلاط في الصفوف الأولى من الدراسة الابتدائية مرفوضة من باب أولى فاحذروا أن تخدعوا أيها المسلمون.[ص:87]
الحجاب والغيرة:
الغيرة هي السياج المعنوي لحماية الحجاب, ودفع التبرج اوالسفور والاختلاط. والغيرة هي ما ركبه الله في العبد من قوة روحية تحمى المحارم والشرف والعفاف من كل مجرم وغادر, والغيرة في الإسلام خلق محمود, وجهاد مشروع لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يغار, وإن المؤمن يغار, وإن غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله) متفق عليه. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من قتل دون أهله فهو شهيد) رواه الترمذي. وفي لفظ: ( من مات دون عرضه فهو شهيد )
فالحجاب باعث عظيم على تنمية الغيرة على المحارم أن تنتهك, أو يُنال منها, وباعث على توارث هذا الخلق الرفيع في الأسر والذراري: غيرة النساء على أعراضهن وشرفهن, وغيرة أوليائهن عليهن, وغيرة المؤمنين على محارم المؤمنين من أن تنال الحرمات, أو تخدش بما يجرح كرامتها وعفتها وطهارتها ولو بنظر أجنبي إليها[113]
المستغربون والمرأة:
نعم قد كتب أولئك المستغربون في كل شؤون المرأة الحياتية, وخاضوا في كل المجالات العلمية, إلا في أمومتها, وفطرتها, وحراسة فضيلتها.[ص:120]
باسم الحرية والمساوة ارتكبت عظائم:
فباسم الحرية والمساواة:
** أخرجت المرأة من البيت تزاحم الرجل في مجالات حياته.
** خُلع منها الحجاب وما يتبعه من فضائل العفة والحياء والطهر والنقاء.
** وغمسوها بأسفل دركات الخلاعة والمجون, لإشباع رغابتهم الجنسية.
** ورفعوا عنها يد قيام الرجل عليها, لتسويغ التجارة بعرضها دون رقيب عليها.
** ورفعوا حواجز منع الاختلاط والخلوة, لتحطيم فضائلها على صخرة التحرر, والحرية والمساواة.
** وتم القضاء على رسالتها الحياتية, أُمّاً, وزوجة, ومربية أجيال, وسكناً لراحة الأزواج, إلى جعلها سلعة رخيصة مهينة مبتذلة في كفٍّ كل لاقطٍ من خائن وفاجر.
إلى ما آخر ما هنالك من البلاء المتناسل.[ص:146_147]
دعاة تحرير المرأة والوعيد الشديد بالعذاب في الدنيا والآخرة:
قال الله تعالى: ( { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة} ) [النور:18] ومحبة إشاعة الفاحشة تنتظم جميع الوسائل القبيحة إلى هذه الفاحشة, سواء كانت بالقول, أم بالفعل, أم بالإقرار, أم بترويج أسبابها, أم بالسكوت عنها, وهكذا.
وهذا الوعيد الشديد ينطبق على دعاة تحرير المرأة في بلاد الإسلام من الحجاب, والتخلص من الأوامر الشرعية الضابطة لها في عفتها, وحشمتها وحيائها.[ص:96]
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: