أصحاب السَبتين! اللُمعة فيمن تنكب عن هدي الجُمعة
منذ 2022-01-06
فلم يدَعوا أصلاً من أصول الإيمان إلا استهدفوه بنبال زندقتهم، ولا تركوا سنةً من سنن الهدى إلا سعوا إلى إخمادها – خسئوا – بدخان بدعتهم وزندقتهم
أصحاب السَبتين!
اللُمعة فيمن تنكب عن هدي الجُمعة
قال الله تعالى:" {ألم تَرَ إلى الذين بدّلوا نعمة الله كفراً وأَحلُّوا قومهم دار البَوار. جهنم يصلَونها وبئس القرار"} ، عن ابن عباس رضي الله عنهما :هم كفار أهل مكة، وسئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: مَن الذين بدّلوا نعمة الله كفراً وأحلّوا قومهم دار البوار؟ فقال: مشركو قريش؛ أتتهم نعمة الله: الإيمان، فبدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار . ولقد صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال: «"أضلَّ اللهُ عن الجمعة مَن كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبعٌ لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق» " ، وصح أنه قال صلى الله عليه وسلم:" «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب مِن قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله فالناس لنا فيه تَبَع، اليهود غداً والنصارى بعد غد» " ، ولقد ذكر الطبري وابن كثير رحمهما الله هذا الحديث في تفسير قول الله تعالى:"فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه" ، وذكرا عن أهل التفسير جملةً من المسائل التي اختلف فيها المسلمون وأهل الكتاب من اليهود والنصارى منها الاختلاف في يوم الجمعة، ومنها الاختلاف في الصلاة، وفي القِبلة، وفي الصيام، وفي إبراهيم عليه السلام، وفي عيسى عليه السلام، فهدى الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم للحق من ذلك كله ، وهذا يدل دلالة واضحة على تعلق هذه المسائل بالهدى والضلال في الدين. ولا شك أن الله تعالى قد ختم شرائعه السماوية بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن هداية أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي أتم هداية، وشريعته هي أكمل شريعة، ونعمته به وبها على الخلق أعظم النعم وأمنّها، فمن رد هذه النعمة وبطر هذه المنحة العظيمة فقد بدل نعمة الله كفراً؛ فلئن كان الكفر كفر النعمة فهو من أسوأ الأدب مع الله تعالى، ولئن كان الكفر كفر الملة – وهو الأليق بسياق الآية – فهو صراط المغضوب عليهم والضالين المفضي إلى دار الجحيم، وبئست الدار تلك عياذاً بالله من ذلك.
ولئن كان سياق الآية الكريمة هو المرجح لمعنى الكفر المخرج من الملة، بدليل قوله تعالى:" وأحلّوا قومهم دار البوار" وهي جهنم "يصلونها وبئس القرار" أي بئس المستقر، فإن السياق العام الذي يجري فيه قبول أو رد هدي محمد صلى الله عليه وسلم في تعيين سبيل الهدى وفي تحليل الحلال الذي أحله الله ورسوله وتحريم الحرام الذي حرم الله ورسوله، وفي الإتساء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل واجب ومندوب ومسنون أو الإعراض عن هذا الهدي إن السياق الذي تجري فيه هذه التصرفات هو الذي يفضي مثل هذا المعنى – أعني كفر الملة - على الإعراض عن مفارقة صراط أهل الجحيم، والتميز عمن ضل مِن أهل الكتاب في تعيين هذا اليوم من الأسبوع أعني يوم الجمعة، والنكوص على الأعقاب في متابعة هذا الهدي الإلهي بعد أن هدى الله تعالى هذه الأمة على يد نبيها محمد صلى الله عليه وسلم إلى فضيلة وتعيين يوم الجمعة الذي ضل عنه من كان قبلنا من أهل الكتاب في زمانهم – وقد كان فيهم من كان على الإيمان والإسلام في زمان أنبيائهم وقبل بعثة خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم - فما بالك بهم اليوم وهم على الكفر المحض بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فهل للمتابعة لهم في حال الكفر المحض فيما قد ضلوا فيه من تعيين يوم الجمعة وهم على حالٍ سابقة من الإيمان من دلالة سوى الدلالة على تبديل نعمة الله كفراً والتسبب في إحلال القوم دار الهلاك بتعمد الضلال والإضلال، وتعمد الاقتداء بسبل أهل الضلال، وترك نعمة الاهتداء بهدي خاتم الأنبياء والاستنارة بسراج الملة الخاتمة والشريعة الكاملة، وهل مِن ضلال بعد الهداية أشد من هذا النكوص، وهل مِن صدٍّ عن سبيل الله ومخالفة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد من هذا الصد والمخالفة في زمان اشتدت فيه حَميّة أهل الكفر على الإسلام وأهله، واشتدت فيه حملة الزندقة تستهدف كل شعلة من مشاعل الهدي النبوي الكريم، وجعل فيه الآبقون عن أمر الله الحمية حمية الجاهلية على كل أصلٍ مِن أصول هذا الدين العظيم طعناً وتشكيكياً وتبديلاً وتحريفاً، فلم يدَعوا أصلاً من أصول الإيمان إلا استهدفوه بنبال زندقتهم، ولا تركوا سنةً من سنن الهدى إلا سعوا إلى إخمادها – خسئوا – بدخان بدعتهم وزندقتهم، بل إن إصرارهم على مخالفة الصراط المستقيم إلى صراط أهل الجحيم قد دفع بهم إلى تعدد الاقتداء بسبل أهل الضلال في المسألة الواحدة، فلم يختاروا لأنفسهم ولأقوامهم متابعة سبيل واحد من سبل الضلال فيها بل جمعوا ضلالتين اثنتين معاً فجمعوا ما ضل به اليهود من تعظيم يوم السبت وما ضل به النصارى من تعظيم يوم الأحد فجعلوا منهما ضلالة ثالثة وهي تعظيم اليومين معاً، وما ذلك – والعلم عند الله - إلا تأويل قول الله تعالى: "ضرب الله مثلاً رجُلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سَلَماً لرجلٍ هل يستويان مثلاً الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون" ، فقد تبين الحال إذاً، وتحرر المناط، وانجلى الأمر فيما يقترفه أمثال هؤلاء من مفارقة صراط الوحي الإلهي، ومخالفة معالم الهدى النبوي، والإتساء بأعداء الرسل والأنبياء المخالفين لأمر رب السماء حيث قال الله تعالى آمراً ومعلِّماً مَن استجاب لدعوة الحق من المؤمنين:"اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين"
إن دلالات الأقوال والأفعال لَتستمد قوتها من السياق، وإن سياق الحكومة المتمكنة وهي تلهث وراء أعداء الله ورسله تقليداً وانقياداً لوحي شياطينهم يختلف مثلاً عن سياق الأفراد المستضعَفين الذين لا يملكون حيلةً ولا يهتدون سبيلاً، وإن سياق من يلهث وراء هدي المغضوب عليهم والضالين فرحاً مباهياً مسروراً يختلف عن سياق من يُحمل على الفعل أو القول كارهاً مغلوباً وقلبه مطمئنٌ بالإيمان راغبٌ في متابعة فروضه وسننه واقتراف مباحاته والوقوف عند حرمه، وبين هذا وذاك سياق الأفراد المنكِرِين الذين لديهم نوعُ قوة يُنكرون بها على هذا الطاغوت أو ذاك ويغيّرون به من هذا المنكر ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً وما اهتدوا إلى ذلك حيلةً، يحركهم في ذلك غضبٌ لله، ويحدُوهم حبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُنبههم من غفلتهم هول العاقبة عاقبة السوء، عياذاً بالله من ذلك. فلا ينظرن أحدٌ اليوم إلى حجم القول أو الفعل في ذاته فيهون من شأن الانحراف الحاصل بقولٍ أو فعلٍ ما دون أن يلتفت إلى السياق الحاكم على هذا القول أوالفعل، فإن القول والفعل يعظم أو يصغر بذلك. ولا شك أن الدول الإسلامية اليوم تقف على مفترق طرق من الفسطاط الموالي للرحمن والفسطاط الموالي للشيطان، وإن أولياء الرحمن اليوم ليتمايزون عن أولياء الشيطان بإصرارهم وعزيمتهم على التمسك بكل شيء من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والسعي نحو ذلك قدر وسعهم، هديهم في ذلك قول الله تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" ، وإن أولياء الشيطان اليوم ليتمايزون عن أولياء الرحمن بإصرارهم وعزيمتهم على مخالفة ونقض كل شيء من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، هديهم في ذلك ما حكاه الله تعالى عن أسلافهم:" واتلُ عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطانُ فكان من الغاوين. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثَله كمَثَل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثَل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون" ، وشتان ما بين الفريقين، قال تعالى:" قل أَمَرَ ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادْعُوه مخلِصين له الدين كما بدأكم تعودون. فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسَبون أنهم مهتدون" .
وإن المعركة الوجودية اليوم بين فسطاط أهل الإيمان وفسطاط أهل الطغيان تدور في مراحلها الحالية حول تمايز الصفوف وتباين الخبيث من الطيب، وإنها مرحلةٌ تتميز بشدة الحركة والغليان إلى أن يطفو الزبد الغثاء فيذهب جفاءً، ويرسو الخير الثابت في الأرض لينبت زرع الإيمان شجرةً وارفةً يستظل بها المستضعفون الذين لا يجدون لإظهار دينهم أرضاً آمنة، ولا يجدون لحرمات دينهم مكمناً آمناً، وإن المعوَّلَ - بعد الله تعالى- في هذه المرحلة على تلك الفئة التي أعطاها الله تعالى نوع قوة، أي قوة ، يستطيعون بها إنكار ما يمكن، وتغيير ما يمكن، وبناء ما يمكن، وتمكين ما يمكن، مهما كان هذا الممكن قليلاً، فكما أن محقرات الذنوب والصغائر تجتمع على الرجل وعلى الأمة حتى تهلكهم، فإن القليل من الخير والمجاهدة يتكاثر ويتعاضد بمثله حتى يثمر، وإن أقل ثمار هذا الخير القليل - وما هو بقليل - الإعذار إلى الله تعالى، وكفى به من خير نلقى به ربنا ونعتذر به إليه سبحانه.
ولعلك تجد من الدول المسلمة اليوم من هو على حالٍ من المخالفة للهدي النبوي الكريم يسعى إلى إزالتها، ولعلك تجد من هذه الدول من هو على حال من الموافقة للهدي النبوي الكريم يعمل جاهداً على طمسها وإزالتها، وإن الموفق مَن سعى إلى الموافقة التامة للهدي النبوي الكريم مجاهداً حال المخالفة، وإن المخذول من سعى إلى المخالفة التامة للهدي النبوي الكريم معانداً ومعادياً حال الموافقة، وما عليك إلا أن تجول بناظريك في أرجاء الأمة الإسلامية لترى مِن هؤلاء ومِن هؤلاء، فاحتر لنفسك سبيلاً يرضي الله عنك حين تلقاه أيها المسلم المؤمن بوعد ربه، المحب لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والمقيم على نهج سلفه الصالح :"إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل"، ولا يخفى أن الأثر هنا هو السنة الصحيحة عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمهما استطعت أن تنكر في بلد المخالفة فاثبت، ومهما وجدت الأسلم لنفسك ودينك أن تبني ولو قليلاً في بلد الموافقة فشد إليها الرحال، فالمهم أن تكون متحركاً في مرحلة الغليان هذه لتجتمع إلى أمثالك من أولياء الرحمن، وتهجر أضدادك من أولياء الشيطان، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
بقيت كلمة إلى الجموع الساكتة الراضية عن حالة التحول الشيطاني التي أخذت تستشري في بلاد المسلمين، هي كلمة الله تعالى محذراً عاقبة السوء التي أصابت مَن سبق مِن الراضين المُمَكّنين فرعونَ مِن أنفسهم ودينهم، فرعون الذي تكبر عن هدي الرسالة، وعادى نبي الرحمة المرسل إليه، قال تعالى:"ونادى فرعون في قومه قال يا قومِ أليس لي مُلك مصرَ وهذه الأنهار تجري مِن تحتي أفلا تبصرون. أم أنا خيرٌ مِن هذا الذي هو مَهينٌ ولا يكاد يُبين. فلولا أُلقي عليه أَسوِرَةٌ مِن ذهبٍ أو جاء معه الملائكة مقتَرنين. فاستخفَّ قومَه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين. فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين. فجعلناهم سَلَفاً ومَثَلاً للآخرين" ، فلم يُغنِ عن فرعون مُلكُه، ولم يُغنِ عن قومه طاعةُ ولي أمرهم، بل ذهب الجميع كأن لم يكونوا، لسان حالهم قول الله تعالى:"وإذ يتحاجُّون في النار فيقول الضعفاءُ للذين استكبروا إنّا كنّا لكم تَبَعَاً فهل أنتم مُغْنُون عنّا نصيباً من النار. قال الذين استكبروا إنّا كلٌ فيها إن الله قد حكم بين العباد" ، فأنكِروا أيها المسلمون ولو بقلوبكم، ولا تكونوا موتى في الدنيا هلكى في الآخرة، فإن العمر قصير والمآل خطير...
إن قيام حكومات بعض الدول المسلمة بتغيير عطلتها الأسبوعية من يوم الجمعة إلى السبت والأحد قد لا يكون بالأمر العظيم بادي الرأي، ولكن سياق هذا الفعل وما يواكبه من أقوال وأفعال ينبئ عن غير ذلك، ولو لم يكن كذلك لما تذرعت أقلامهم المأجورة بالدفاع عن هذا الفعل أو تبريره، فقد كان يكفيهم حكمة ولي الأمر ولزوم اتباع أمره كما يزعمون على الدوام، ولكن الأمر جَلَل، ودلالته على مخالفة الهدي الرحماني وموافقة الهدي الشيطان واضحة، لذلك احتيج إلى الذرائع والمبررات يضحكون بها على من يستخفون عقولهم، فتارة يقولون إن دين الإسلام دين عمل وليس في الشرع ما يدل على تعطيل العمل يوم الجمعة باستثاء ساعة صلاة الجمعة، وتارة يقولون إن الاقتصاد العالمي يستلزم موافقة الناس في أيام عطلهم وعملهم حتى لا تتأخر عجلة النمو الاقتصادي وحتى نماشي مؤشرات الأداء العالمية، وتارة يقولون إن هذه الخطوة ضرورية لمواكبة العالمية، وتارة وتارة وتارة، ولقد كنا نصدق القوم لو رأينا منهم موافقة الشرع ومخالفة الضلال في سائر الأقوال والأفعال فنعتذر لهم في هذه المسألة بالاجتهاد المفضول، أما والحال على خلاف ذلك مِن تحريم الحلال وتحليل الحرام وتعطيل الحدود وإقامة اقتصاد الربا واقتصاد الزنا والبغي والعدوان على الناس بغير الحق ومظاهرة أهل الكفر على المسلمين وخذلان أهل الإسلام في مواجهة بطش طواغيت الأرض أجمعين، فالأمر ليس كذلك البتة، بل إن حال هؤلاء في أفضل أحوالهم - وإنه لحال سيء- ما حكاه الله تعالى عن أسلافهم:"وقالوا إن نتّبع الهدى معك نُتخطف مِن أرضنا أوَلَم نمكِّن لهم حَرَماً آمناً يُجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنّا ولكن أكثرهم لا يعلمون. وكم أهلكنا من قريةٍ بطِرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تُسكَن مِن بعدهم إلا قليلاً وكنا نحن الوارثين " .
وعلى كل حال، فليقولوا ما يريدون، وليوالوا من يشاؤون، وليؤخروا الصلاة كما يحبون، فإننا مع هؤلاء على بينة من ربنا، أما نحن فلنا قوله تعالى:"وقال موسى يا قومِ إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكّلوا إن كنتم مسلمين. فقالوا على الله توكلنا ربّنا لا تجعلنا فتنةٌ للقوم الظالمين. ونَجِّنا برحمتك مِن القوم الكافرين" ، وأما هم فنسأل الله تعالى لهم الهداية والإنابة إلى الله تعالى، وإلا فإن الموعد لمن عاند اللهَ ورسلَه وحارب جندَه وأولياءَه قوله تعالى:"وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون ومَلَأَه زينةً وأموالاً في الحياة الدنيا ربنا لِيُضلوا عن سبيلك ربنا اطمِسْ على أموالهم واشدُد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم" .
وكتب / وسيم فتح الله
في يوم الجمعة السادس عشر من جمادى الأولى 1443 للهجرة النبوية المباركة
اللُمعة فيمن تنكب عن هدي الجُمعة
قال الله تعالى:" {ألم تَرَ إلى الذين بدّلوا نعمة الله كفراً وأَحلُّوا قومهم دار البَوار. جهنم يصلَونها وبئس القرار"} ، عن ابن عباس رضي الله عنهما :هم كفار أهل مكة، وسئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: مَن الذين بدّلوا نعمة الله كفراً وأحلّوا قومهم دار البوار؟ فقال: مشركو قريش؛ أتتهم نعمة الله: الإيمان، فبدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار . ولقد صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال: «"أضلَّ اللهُ عن الجمعة مَن كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبعٌ لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق» " ، وصح أنه قال صلى الله عليه وسلم:" «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب مِن قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله فالناس لنا فيه تَبَع، اليهود غداً والنصارى بعد غد» " ، ولقد ذكر الطبري وابن كثير رحمهما الله هذا الحديث في تفسير قول الله تعالى:"فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه" ، وذكرا عن أهل التفسير جملةً من المسائل التي اختلف فيها المسلمون وأهل الكتاب من اليهود والنصارى منها الاختلاف في يوم الجمعة، ومنها الاختلاف في الصلاة، وفي القِبلة، وفي الصيام، وفي إبراهيم عليه السلام، وفي عيسى عليه السلام، فهدى الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم للحق من ذلك كله ، وهذا يدل دلالة واضحة على تعلق هذه المسائل بالهدى والضلال في الدين. ولا شك أن الله تعالى قد ختم شرائعه السماوية بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن هداية أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي أتم هداية، وشريعته هي أكمل شريعة، ونعمته به وبها على الخلق أعظم النعم وأمنّها، فمن رد هذه النعمة وبطر هذه المنحة العظيمة فقد بدل نعمة الله كفراً؛ فلئن كان الكفر كفر النعمة فهو من أسوأ الأدب مع الله تعالى، ولئن كان الكفر كفر الملة – وهو الأليق بسياق الآية – فهو صراط المغضوب عليهم والضالين المفضي إلى دار الجحيم، وبئست الدار تلك عياذاً بالله من ذلك.
ولئن كان سياق الآية الكريمة هو المرجح لمعنى الكفر المخرج من الملة، بدليل قوله تعالى:" وأحلّوا قومهم دار البوار" وهي جهنم "يصلونها وبئس القرار" أي بئس المستقر، فإن السياق العام الذي يجري فيه قبول أو رد هدي محمد صلى الله عليه وسلم في تعيين سبيل الهدى وفي تحليل الحلال الذي أحله الله ورسوله وتحريم الحرام الذي حرم الله ورسوله، وفي الإتساء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل واجب ومندوب ومسنون أو الإعراض عن هذا الهدي إن السياق الذي تجري فيه هذه التصرفات هو الذي يفضي مثل هذا المعنى – أعني كفر الملة - على الإعراض عن مفارقة صراط أهل الجحيم، والتميز عمن ضل مِن أهل الكتاب في تعيين هذا اليوم من الأسبوع أعني يوم الجمعة، والنكوص على الأعقاب في متابعة هذا الهدي الإلهي بعد أن هدى الله تعالى هذه الأمة على يد نبيها محمد صلى الله عليه وسلم إلى فضيلة وتعيين يوم الجمعة الذي ضل عنه من كان قبلنا من أهل الكتاب في زمانهم – وقد كان فيهم من كان على الإيمان والإسلام في زمان أنبيائهم وقبل بعثة خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم - فما بالك بهم اليوم وهم على الكفر المحض بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فهل للمتابعة لهم في حال الكفر المحض فيما قد ضلوا فيه من تعيين يوم الجمعة وهم على حالٍ سابقة من الإيمان من دلالة سوى الدلالة على تبديل نعمة الله كفراً والتسبب في إحلال القوم دار الهلاك بتعمد الضلال والإضلال، وتعمد الاقتداء بسبل أهل الضلال، وترك نعمة الاهتداء بهدي خاتم الأنبياء والاستنارة بسراج الملة الخاتمة والشريعة الكاملة، وهل مِن ضلال بعد الهداية أشد من هذا النكوص، وهل مِن صدٍّ عن سبيل الله ومخالفة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد من هذا الصد والمخالفة في زمان اشتدت فيه حَميّة أهل الكفر على الإسلام وأهله، واشتدت فيه حملة الزندقة تستهدف كل شعلة من مشاعل الهدي النبوي الكريم، وجعل فيه الآبقون عن أمر الله الحمية حمية الجاهلية على كل أصلٍ مِن أصول هذا الدين العظيم طعناً وتشكيكياً وتبديلاً وتحريفاً، فلم يدَعوا أصلاً من أصول الإيمان إلا استهدفوه بنبال زندقتهم، ولا تركوا سنةً من سنن الهدى إلا سعوا إلى إخمادها – خسئوا – بدخان بدعتهم وزندقتهم، بل إن إصرارهم على مخالفة الصراط المستقيم إلى صراط أهل الجحيم قد دفع بهم إلى تعدد الاقتداء بسبل أهل الضلال في المسألة الواحدة، فلم يختاروا لأنفسهم ولأقوامهم متابعة سبيل واحد من سبل الضلال فيها بل جمعوا ضلالتين اثنتين معاً فجمعوا ما ضل به اليهود من تعظيم يوم السبت وما ضل به النصارى من تعظيم يوم الأحد فجعلوا منهما ضلالة ثالثة وهي تعظيم اليومين معاً، وما ذلك – والعلم عند الله - إلا تأويل قول الله تعالى: "ضرب الله مثلاً رجُلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سَلَماً لرجلٍ هل يستويان مثلاً الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون" ، فقد تبين الحال إذاً، وتحرر المناط، وانجلى الأمر فيما يقترفه أمثال هؤلاء من مفارقة صراط الوحي الإلهي، ومخالفة معالم الهدى النبوي، والإتساء بأعداء الرسل والأنبياء المخالفين لأمر رب السماء حيث قال الله تعالى آمراً ومعلِّماً مَن استجاب لدعوة الحق من المؤمنين:"اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين"
إن دلالات الأقوال والأفعال لَتستمد قوتها من السياق، وإن سياق الحكومة المتمكنة وهي تلهث وراء أعداء الله ورسله تقليداً وانقياداً لوحي شياطينهم يختلف مثلاً عن سياق الأفراد المستضعَفين الذين لا يملكون حيلةً ولا يهتدون سبيلاً، وإن سياق من يلهث وراء هدي المغضوب عليهم والضالين فرحاً مباهياً مسروراً يختلف عن سياق من يُحمل على الفعل أو القول كارهاً مغلوباً وقلبه مطمئنٌ بالإيمان راغبٌ في متابعة فروضه وسننه واقتراف مباحاته والوقوف عند حرمه، وبين هذا وذاك سياق الأفراد المنكِرِين الذين لديهم نوعُ قوة يُنكرون بها على هذا الطاغوت أو ذاك ويغيّرون به من هذا المنكر ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً وما اهتدوا إلى ذلك حيلةً، يحركهم في ذلك غضبٌ لله، ويحدُوهم حبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُنبههم من غفلتهم هول العاقبة عاقبة السوء، عياذاً بالله من ذلك. فلا ينظرن أحدٌ اليوم إلى حجم القول أو الفعل في ذاته فيهون من شأن الانحراف الحاصل بقولٍ أو فعلٍ ما دون أن يلتفت إلى السياق الحاكم على هذا القول أوالفعل، فإن القول والفعل يعظم أو يصغر بذلك. ولا شك أن الدول الإسلامية اليوم تقف على مفترق طرق من الفسطاط الموالي للرحمن والفسطاط الموالي للشيطان، وإن أولياء الرحمن اليوم ليتمايزون عن أولياء الشيطان بإصرارهم وعزيمتهم على التمسك بكل شيء من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والسعي نحو ذلك قدر وسعهم، هديهم في ذلك قول الله تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" ، وإن أولياء الشيطان اليوم ليتمايزون عن أولياء الرحمن بإصرارهم وعزيمتهم على مخالفة ونقض كل شيء من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، هديهم في ذلك ما حكاه الله تعالى عن أسلافهم:" واتلُ عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطانُ فكان من الغاوين. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثَله كمَثَل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثَل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون" ، وشتان ما بين الفريقين، قال تعالى:" قل أَمَرَ ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادْعُوه مخلِصين له الدين كما بدأكم تعودون. فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسَبون أنهم مهتدون" .
وإن المعركة الوجودية اليوم بين فسطاط أهل الإيمان وفسطاط أهل الطغيان تدور في مراحلها الحالية حول تمايز الصفوف وتباين الخبيث من الطيب، وإنها مرحلةٌ تتميز بشدة الحركة والغليان إلى أن يطفو الزبد الغثاء فيذهب جفاءً، ويرسو الخير الثابت في الأرض لينبت زرع الإيمان شجرةً وارفةً يستظل بها المستضعفون الذين لا يجدون لإظهار دينهم أرضاً آمنة، ولا يجدون لحرمات دينهم مكمناً آمناً، وإن المعوَّلَ - بعد الله تعالى- في هذه المرحلة على تلك الفئة التي أعطاها الله تعالى نوع قوة، أي قوة ، يستطيعون بها إنكار ما يمكن، وتغيير ما يمكن، وبناء ما يمكن، وتمكين ما يمكن، مهما كان هذا الممكن قليلاً، فكما أن محقرات الذنوب والصغائر تجتمع على الرجل وعلى الأمة حتى تهلكهم، فإن القليل من الخير والمجاهدة يتكاثر ويتعاضد بمثله حتى يثمر، وإن أقل ثمار هذا الخير القليل - وما هو بقليل - الإعذار إلى الله تعالى، وكفى به من خير نلقى به ربنا ونعتذر به إليه سبحانه.
ولعلك تجد من الدول المسلمة اليوم من هو على حالٍ من المخالفة للهدي النبوي الكريم يسعى إلى إزالتها، ولعلك تجد من هذه الدول من هو على حال من الموافقة للهدي النبوي الكريم يعمل جاهداً على طمسها وإزالتها، وإن الموفق مَن سعى إلى الموافقة التامة للهدي النبوي الكريم مجاهداً حال المخالفة، وإن المخذول من سعى إلى المخالفة التامة للهدي النبوي الكريم معانداً ومعادياً حال الموافقة، وما عليك إلا أن تجول بناظريك في أرجاء الأمة الإسلامية لترى مِن هؤلاء ومِن هؤلاء، فاحتر لنفسك سبيلاً يرضي الله عنك حين تلقاه أيها المسلم المؤمن بوعد ربه، المحب لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والمقيم على نهج سلفه الصالح :"إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل"، ولا يخفى أن الأثر هنا هو السنة الصحيحة عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمهما استطعت أن تنكر في بلد المخالفة فاثبت، ومهما وجدت الأسلم لنفسك ودينك أن تبني ولو قليلاً في بلد الموافقة فشد إليها الرحال، فالمهم أن تكون متحركاً في مرحلة الغليان هذه لتجتمع إلى أمثالك من أولياء الرحمن، وتهجر أضدادك من أولياء الشيطان، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
بقيت كلمة إلى الجموع الساكتة الراضية عن حالة التحول الشيطاني التي أخذت تستشري في بلاد المسلمين، هي كلمة الله تعالى محذراً عاقبة السوء التي أصابت مَن سبق مِن الراضين المُمَكّنين فرعونَ مِن أنفسهم ودينهم، فرعون الذي تكبر عن هدي الرسالة، وعادى نبي الرحمة المرسل إليه، قال تعالى:"ونادى فرعون في قومه قال يا قومِ أليس لي مُلك مصرَ وهذه الأنهار تجري مِن تحتي أفلا تبصرون. أم أنا خيرٌ مِن هذا الذي هو مَهينٌ ولا يكاد يُبين. فلولا أُلقي عليه أَسوِرَةٌ مِن ذهبٍ أو جاء معه الملائكة مقتَرنين. فاستخفَّ قومَه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين. فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين. فجعلناهم سَلَفاً ومَثَلاً للآخرين" ، فلم يُغنِ عن فرعون مُلكُه، ولم يُغنِ عن قومه طاعةُ ولي أمرهم، بل ذهب الجميع كأن لم يكونوا، لسان حالهم قول الله تعالى:"وإذ يتحاجُّون في النار فيقول الضعفاءُ للذين استكبروا إنّا كنّا لكم تَبَعَاً فهل أنتم مُغْنُون عنّا نصيباً من النار. قال الذين استكبروا إنّا كلٌ فيها إن الله قد حكم بين العباد" ، فأنكِروا أيها المسلمون ولو بقلوبكم، ولا تكونوا موتى في الدنيا هلكى في الآخرة، فإن العمر قصير والمآل خطير...
إن قيام حكومات بعض الدول المسلمة بتغيير عطلتها الأسبوعية من يوم الجمعة إلى السبت والأحد قد لا يكون بالأمر العظيم بادي الرأي، ولكن سياق هذا الفعل وما يواكبه من أقوال وأفعال ينبئ عن غير ذلك، ولو لم يكن كذلك لما تذرعت أقلامهم المأجورة بالدفاع عن هذا الفعل أو تبريره، فقد كان يكفيهم حكمة ولي الأمر ولزوم اتباع أمره كما يزعمون على الدوام، ولكن الأمر جَلَل، ودلالته على مخالفة الهدي الرحماني وموافقة الهدي الشيطان واضحة، لذلك احتيج إلى الذرائع والمبررات يضحكون بها على من يستخفون عقولهم، فتارة يقولون إن دين الإسلام دين عمل وليس في الشرع ما يدل على تعطيل العمل يوم الجمعة باستثاء ساعة صلاة الجمعة، وتارة يقولون إن الاقتصاد العالمي يستلزم موافقة الناس في أيام عطلهم وعملهم حتى لا تتأخر عجلة النمو الاقتصادي وحتى نماشي مؤشرات الأداء العالمية، وتارة يقولون إن هذه الخطوة ضرورية لمواكبة العالمية، وتارة وتارة وتارة، ولقد كنا نصدق القوم لو رأينا منهم موافقة الشرع ومخالفة الضلال في سائر الأقوال والأفعال فنعتذر لهم في هذه المسألة بالاجتهاد المفضول، أما والحال على خلاف ذلك مِن تحريم الحلال وتحليل الحرام وتعطيل الحدود وإقامة اقتصاد الربا واقتصاد الزنا والبغي والعدوان على الناس بغير الحق ومظاهرة أهل الكفر على المسلمين وخذلان أهل الإسلام في مواجهة بطش طواغيت الأرض أجمعين، فالأمر ليس كذلك البتة، بل إن حال هؤلاء في أفضل أحوالهم - وإنه لحال سيء- ما حكاه الله تعالى عن أسلافهم:"وقالوا إن نتّبع الهدى معك نُتخطف مِن أرضنا أوَلَم نمكِّن لهم حَرَماً آمناً يُجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنّا ولكن أكثرهم لا يعلمون. وكم أهلكنا من قريةٍ بطِرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تُسكَن مِن بعدهم إلا قليلاً وكنا نحن الوارثين " .
وعلى كل حال، فليقولوا ما يريدون، وليوالوا من يشاؤون، وليؤخروا الصلاة كما يحبون، فإننا مع هؤلاء على بينة من ربنا، أما نحن فلنا قوله تعالى:"وقال موسى يا قومِ إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكّلوا إن كنتم مسلمين. فقالوا على الله توكلنا ربّنا لا تجعلنا فتنةٌ للقوم الظالمين. ونَجِّنا برحمتك مِن القوم الكافرين" ، وأما هم فنسأل الله تعالى لهم الهداية والإنابة إلى الله تعالى، وإلا فإن الموعد لمن عاند اللهَ ورسلَه وحارب جندَه وأولياءَه قوله تعالى:"وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون ومَلَأَه زينةً وأموالاً في الحياة الدنيا ربنا لِيُضلوا عن سبيلك ربنا اطمِسْ على أموالهم واشدُد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم" .
وكتب / وسيم فتح الله
في يوم الجمعة السادس عشر من جمادى الأولى 1443 للهجرة النبوية المباركة
- التصنيف: