زواج موسى عليه السلام

منذ 2022-05-12

ومن اللافت أن القصة لم تتطرق لوصف الفتاة إلا بصفة واحدة: تمشي على استحياء! فكأن الحياء هو أولى صفات المرأة، وأولى أسباب رغبة الرجال الصادقين ذوي المروءة في الزواج منها!

يجد المتأمّل في هذه القصة القرآنية أنها قد سُبقت بالدعاء. فهو -عليه السلام- قد دعا ربه عندما خرج من مدينته خائفا يترقب. فكل من لا يستطيع الزواج، فعليه مع السعي بالدعاء.

ومع أنه -عليه السلام- كان في شدة التعب والخوف، وفي أمس الحاجة إلى طعام ومأوى، إلا أنه لم يسأل الفتاتين شيئا، لكنه توجه إلى ربه وحده داعيا: إني لما أنزلت إليّ من خير فقير. وكما أغاث عليه السلام الفتاتين، فقد أغاثه ربه، عندما وجد الزوجة والبيت والعمل، بعد أن كان فقيرا غريبا لا يملك شيئا.

وفي عفة الفتاة التي تزوجها موسى عليه السلام بشارة لكل فتاة تستعف عن التجاوز والمزاح مع الرجال، بأنه تعالى سوف يرزقها من يستحقها من ذوي الرجولة والمروءة. فمع حاجتها إلى مساعدته -عليه السلام- في سقي الماء، إلا أنها لم تسترسل معه أو تمازحه، بل كانت مثالا لعفة المرأة في معاملتها مع الرجال.

ومن اللافت أن القصة لم تتطرق لوصف الفتاة إلا بصفة واحدة: تمشي على استحياء! فكأن الحياء هو أولى صفات المرأة، وأولى أسباب رغبة الرجال الصادقين ذوي المروءة في الزواج منها!

ثم ما هذه الألفة السريعة التي تلامس قلوب الصادقين؟ وما هذه الطمأنينة التي شعر بها موسى عليه السلام في هذا البيت؟ لقد أخبر الرجل الصالح بقصته، ولم يخف أن يسلمه لعدوه. ثم ما هذا السمو الأخلاقي الذي يجعل الرجل الصالح يطلب تزويج موسى عليه السلام لإحدى ابنتيه؟

ومع أن الرجل الصالح هو الذي طلب تزويج ابنته، إلا أن ذلك لم يعن أن يكون مهر الفتاة غير مستحق لها، بل كان مهرا كبيرا، استغرق سداده عشر سنين! فهل رأيت دينا أو حضارة أو قانونا، يحفظ كرامة المرأة مثل الإسلام؟

هاني مراد

كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.

  • 5
  • 0
  • 1,453

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً