الصيف أفضل صحيا من الشتاء لعشرة أسباب
قال خبراء في مؤسسة التغذية البريطانية أن الصيف أفضل فصول السنة للصحة لعشرة أسباب أساسية استعرضها الخبراء تحدد أفضلية الصيف وتميّزه على فصول السنة الأخرى فيما يتعلق بصحة الإنسان ونشاطه وحيويته.
قال خبراء في مؤسسة التغذية البريطانية أن الصيف أفضل فصول السنة للصحة لعشرة أسباب أساسية استعرضها الخبراء تحدد أفضلية الصيف وتميّزه على فصول السنة الأخرى فيما يتعلق بصحة الإنسان ونشاطه وحيويته.
ويرى العلماء أن الأجواء المشمسة وارتفاع الحرارة لا تساعد في توفير مناخ معتدل فسحب، بل تقدم الكثير من الفوائد للصحة والحياة البشرية، إذ يساعد ضوء الشمس في تنظيم معظم العمليات الحيوية في الجسم، كما يساهم في تحسين الصحة البدنية والنفسية ونوعية الحياة.
وأول تلك الأسباب العشرة تتمثل في تقليل خطر الإصابة بالأزمات القلبية، فقد أظهرت البحوث العلمية أن معدلات الوفاة من النوبات القلبية تكون أقل في فصل الصيف مقارنة بالشتاء، كما كشف بحث أجري في بريطانيا على 11 ألف شخص ممن أصيبوا بنوبات قلبية على مدى تسع سنوات (1991 - 1999)، أن معدل النجاة زاد بنسبة 19 في المائة إذا حدثت النوبة في فصل الصيف.
وأوضح الأخصائيون أن المستويات العالية من فيتامين (د) الذي يحتاج تصنيعه إلى أشعة الشمس، تلعب دورًا وقائيا عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، مشيرين إلى أن أشعة الشمس فوق البنفسجية مهمة أيضا عند ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، لأنها تحوله إلى فيتامين (د)، لذلك فإن التعرض للشمس يمثل طريقة جيدة لتقليل مستويات الكوليسترول، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية.
وبينت الدراسات أيضا أن ضوء الشمس يلعب دورا حيويا في الوقاية من أنواع مختلفة من الأمراض المزمنة، إذ يزيد نقص فيتامين (د) الضروري لامتصاص الكالسيوم في الجسم، خطر الإصابة بهشاشة وترقق العظام، كما أظهرت عدة بحوث سابقة أن نمو الورم في كل من سرطانات المبيض والثدي والأمعاء يبطؤ عند التعرض للشمس.
أما ثاني الأسباب، فيتمثل في زيادة إقبال الناس خلال الصيف على تناول الخضراوات والفواكه، إذ يساعد الارتفاع في درجات الحرارة وتوافر الفاكهة الصيف ية بأنواعها المختلفة، في الحصول على الكميات الموصى بها التي تتحدد بخمس حصص على الأقل من الثمار الطازجة يوميا.
وقال الخبراء في مؤسسة التغذية البريطانية أن الكثير من الثمار الصيف ية كالتوت والفراولة والكرز، غنية بفيتامين (سي)، وتحتوي على مركبات نباتية ذات خصائص مضادة للأكسدة تعمل على تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة وأهمها السرطان، إضافة إلى دورها في تنشيط جهاز المناعة وتخفيف الوزن لانخفاض محتواها من السعرات الحرارية.
ولفت العلماء إلى أن معدل استهلاك السعرات يكون أقل بشكل عام في فصل الصيف، لأن زيادة درجة حرارة الجسم تضعف شهية الإنسان للأطعمة الدهنية والسكريات، بعكس الشتاء حيث يزداد الإقبال على تناولها طلبا للشعور بالدفء.
أما ثالث الأسباب، فهي علاجية، بمعنى أن التعرض لأشعة الشمس يحقق أثرا علاجيا على الجلد، وخاصة عند من يعانون من حب الشباب والصدفية والالتهابات الجلدية.
ويقول الطبيب إيان وايت استشاري طب الجلدية في مشفى سانت توماس بلندن: إن الكثير من الاضطرابات والأمراض الجلدية تتسبب عن فرط حساسية الجهاز المناعي، وأشعة الشمس تقلل هذه الحساسية، مشيرا إلى أنه من الأفضل المشي تحت الشمس بدلا من الجلوس والتعرض لها مباشرة لما لذلك من آثار سلبية كالحروق والسرطان.
موضحا أن الآثار العلاجية للشمس تظهر قبل أن يتحول لون الجلد إلى الأحمر، ومعظم الأشخاص من ذوي البشرة الفاتحة يتحملون أشعة الشمس المباشرة لمدة 15 دقيقة قبل أن يتحول لون الجلد إلى الوردي أو الأحمر، وبعد ذلك، فمن الضروري استخدام واقيات الشمس.
وقال الباحثون أن الصيف هو أفضل الأوقات للبرامج والسباقات الرياضية، بسبب رقة الثياب الصيف ية وزيادة الحماس للمشاركة في برامج الرشاقة واللياقة البدنية، وهو رابع الأسباب التي تجعله أفضل الفصول.
ونبه العلماء إلى أن الرياضة هي أكثر الطرق فعالية لحرق السعرات الحرارية الزائدة، وتحسين التدفق الحيوي للأكسجين إلى الدماغ، وتقليل مستويات التوتر، وزيادة القدرة على التركيز، لذلك يوصي خبراء اللياقة بعشرين دقيقة من الرياضة الهوائية مثل المشي السريع أو السباحة ثلاثة مرات أسبوعيا.
كما يعتبر الطقس الدافئ مفيدا للمرضى المصابين بالتهاب المفاصل، حيث يشعر الكثير منهم بالحيوية والقدرة على الحركة وانخفاضا ملحوظا في درجات الألم، خلال الصيف.
ويتمثل خامس فوائد الصيف على الصحة، في إقبال الناس على الإكثار من شرب الماء الذي يعتبر مصدر الحياة وأهم المواد للعمليات الحيوية التي تجري في الخلايا، ويساعدها على القيام بوظائفها بصورة صحيحة ومناسبة، وتشمل تحسين عملية الهضم، وتنظيم درجة حرارة الجسم، وتحسين صحة الجلد وحيويته ونضارته، والتخلص من السموم.
وفي أشهر الصيف يزداد التوجه نحو شرب لترين كاملين من الماء، وهي الكمية اليومية الموصى بها التي يحتاجها الإنسان للمحافظة على صحة أفضل.
ويرى الخبراء أن سادس فوائد الصيف يكمن في تقليل خطر الإصابة بالتجلط والانصمام الرئوي، حيث يساعد الجو الدافئ على توسيع الأوعية الدموية، فتسمح للدم بالمرور والدوران بشكل أفضل.
أما السبب السابع فيعتمد على دراسة كندية أظهرت أن الجو الجاف والمشمس والصافي يقلل نوبات الصداع النصفي ويخفف معاناة المرضى المصابين به، بينما تشجع الأجواء الغائمة والرطبة ظهور الأعراض.
ويؤثر فصل الصيف على مرضى السكري أيضا، حيث لاحظ الأطباء أن التغيرات في الطقس تزيد معدلات الإصابة بالسكري المعتمد على الأنسولين، كما أظهرت الإحصاءات أن هذا النوع من المرض أقل شيوعا في البلدان الحارة القريبة من خط الاستواء.
وتوضح إحدى النظريات أن كمية التعرض لضوء الشمس قد تؤثر على عمل الأنسولين أو على مجموعة الهرمونات التي تنظم إنتاجه، وهذا التأثير الفصلي يبدو واضحا عند مرضى السكري الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام إلى خمسة عشرة عاما، ويكون الذكور أكثر حساسية من الإناث لهذا التغير.
ويختلف الناس في عاداتهم الغذائية وميولهم للطعام في الصيف والشتاء، كما تختلف أنواع الأطعمة والسعرات الحرارية المستهلكة ومواعيد الوجبات بتنوع الفصول، حيث يميل معظمهم، ومنهم مرضى السكري، لتناول كميات أكبر من الفواكه والخضراوات الطازجة ، مما يؤثر إيجابيا على مستويات الأنسولين في الجسم.
وأفاد الباحثون في مشفى "بريجهام وومنز" في بوسطن، أن الجرعة الصحية من أشعة الشمس تقي السيدات المسنات من كسور الأوراك، بعد أن أظهرت تجاربهم أن نصف السيدات ممن تتجاوزن سن اليأس أصبن بهذه الكسور نتيجة انخفاض مستويات فيتامين (د) الذي يحتاج إنتاجه إلى أشعة الشمس، الأمر الذي يضيف فائدة أخرى إلى قائمة فوائد الصيف.
وحذر العلماء من أن خطر إصابة السيدات في مرحلة اليأس بكسور الأوراك يعادل خطر إصابتهن بسرطانات الثدي والمبيض والرحم معا، حيث تلقى 24 في المائة من السيدات حتفهن في السنة الأولى بعد إصابتهن بالكسور.
وأشار البحث الذي نشرته مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، إلى أن فيتامين (د) الذي يتوافر في الجبنة والزبدة والكريمة والحليب والسمك والحبوب، من أهم العناصر والمكملات الضرورية للمرضى الذين يعانون من ضعف العظام.
وأخيرا، يقول العلماء أن التعرض للشمس في الصباح الباكر يساعد في تنظيم أنماط النوم عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم والقلق، وذلك لأن ضوء الشمس الطبيعي يساعد في إعادة تشغيل الساعة البيولوجية الداخلية للجسم. إضافة لما تلعبه أشعة الشمس في خلق حالة من التوازن العاطفي، بعد حالة الكآبة المعروفة التي يسببها فصل الشتاء.
لذلك ينصح خبراء النوم بالتعرض لضوء الشمس لمدة ساعة على الأقل في الفترة الصباحية ما بين الساعة السابعة والتاسعة كل يوم للتخلص من مشكلات الأرق وعدم القدرة على النوم أثناء الليل، مشيرين إلى ضرورة النوم في غرفة غير مضاءة لأن الظلام يزيد إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم.
- التصنيف: