هل ربنا رب قلوب؟

منذ 2022-06-12

ولا يُفهم من ذلك أن كل أعمال القلب أهم من كل أعمال الجوارح. فلا يُتخيل الاعتماد على عمل القلب وترك الصلاة أو الزكاة أو الصوم أو كف الأذى عن الناس!

أعمال القلب أهم ركائز الإيمان، وكثيرا ما تفوق في أهميتها أعمال الجوارح، لأن أعمال الجوارح تابعة لها، ولا تصح دونها!

فالتوكل والخشية والإنابة والرجاء والتواضع والصبر والإخلاص والحياء والشكر واليقين والرضا، تمثل ركائز التوحيد وأعمال القلب التي يرتكز عليها الإيمان، وتبنى عليها أعمال الجوارح.

ولا يؤاخذ المؤمن بخطرات القلب السيئة، التي تمرّ بالقلب مرورا عابرا، دون أن تستقر فيه، لأن  «الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم» 

أما إذا تحولت تلك الخطرات السيئة إلى عمل قلب مستقرّ يعتمل في القلب، حتى يصطبغ به، ولا يحول حائل بينه وبين عمل الجوارح بمقتضى ما في القلب، إلا ما يكون خارج قدرة الإنسان، فإن الإنسان يحاسب عليه، ويكون من أشد الذنوب والكبائر، مثل الحسد والكبر والعجب والحقد والرياء والفخر، كما ورد في قوله تعالى:  {وإِن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} .... {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم

ولا يُفهم من ذلك أن كل أعمال القلب أهم من كل أعمال الجوارح. فلا يُتخيل الاعتماد على عمل القلب وترك الصلاة أو الزكاة أو الصوم أو كف الأذى عن الناس!

وكذلك، فليست كل ذنوب الجوارح أخف من ذنوب القلب. فالذي يشرب الخمر، مرتكب لكبيرة، ولا يقارن ذنبه، بمن طرأ على قلبه إعجاب أو فخر للحظات عابرات!

وبعض ذنوب القلب أخطر من بعض. فالحسد يتضمن الاعتراض على قدر الله، إلى جانب كره المحسود وكره نعمة الله عليه. والكبر، يتضمن رفض الحق، إلى جانب الظلم والتحقير.

كما لا يقارن من يصرّ على المعصية ويرتكبها دون شبهة أو ضعف أو غلبة شهوة، أو من يفتخر بها، بمن يضعف أمامها، أو تكون طارئة عليه، أو يخجل منها.

 

هاني مراد

كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.

  • 2
  • 0
  • 2,574

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً