من أقوال السلف في آفات ينبغي لطالب العلم أن يحذرها-2

منذ 2022-09-09

احذر داء الجبابرة: " الكِبرَ ", فإن الكِبرَ والحرص والحسد أولُ ذنب عُصي الله به, فتطاولك على مُعلمك كبرياء, واستنكافك عمن يُفيدك ممن هو دونك كبرياء

** قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك: المراء: الجدال, وأكثر ما يطلق المراء على الجدال بالباطل, إما من جهة القصد, أو من جهة ما يجادل به ويحتج به, من الحجج الباطلة الداحضة, فالاحتجاج بالحجج الباطلة كالاحتجاج والاستدلال بالشبه العقلية, والروايات المكذوبة, أو الجدال على وجه التعصب, لا لقصد إظهار وبيان الحق والوصول إليه, كل هذا من الجدال بالباطل, ومن المراء في الدين, ومن ذلك الجدال أو المراء على وجه المعارضة لما جاءت به النصوص, فكل هذا من المراء في الدين

** قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: المراد بالمراء المجادلة فيما لا فائدة فيه, ولا يُوصلُ إلى تحقيق حكم شرعي, سواء كان في المعتقد أو في غيره. ومنه المناقشات التي تكون لإظهار صفات النفس ولإعلان الإنسان لنفسه على غيره. وقد ورد في النصوص النهي عن المراء,...والمؤمن مطالب بإبراز الحق وإظهاره, وأما المناقشة العقيمة فيه فليست من شأن المؤمن.

والجدال يشمل المراء ويشمل غيره, ومن الجدال ما هو محمود كما قال تعالى: ﴿ { ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ ﴾ } [النحل:125] وكما قال سبحانه: { ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾} [العنكبوت:46]

فالجدال منه ما هو مذموم, ومنه ما هو محمود, والمذموم أنواع, منها:

1-جدال في مقابلة النصوص ومعارضتها, فهذا مذموم.

2-جدال لم يَسِر فيه الإنسان على مقتضى الأدب والخلق الحسن وهذا أيضاً مذموم

الكبر والعجب بالنفس:

** قال مجاهد بن جبر: إن هذا العلم لا يتعلمه مستح ولا مستكبر.

** قال الإمام الغزالي: من آداب المتعلم أن لا يتكبر على العلم ولا يتأمر على معلم

** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: آفة العلم الكِبر.

** قال العلامة السعدي: احذر من الكبر والغرور واحتقار الخلق, وعليك بالتواضع والاهتمام بالخلق, ورؤية فضل ذي الفضل منهم, واللين والبشاشة لكل أحد مع الإخلاص لله, وإرادة إدخال السرور عليهم, ففي ذلك من المصالح والفوائد ما لا يعد ولا يحصى.

** قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد:

& احذر داء الجبابرة: " الكِبرَ ", فإن الكِبرَ والحرص والحسد أولُ ذنب عُصي الله به, فتطاولك على مُعلمك كبرياء, واستنكافك عمن يُفيدك ممن هو دونك كبرياء, وتقصيرك عن العمل بالعلم حمأة كِبرٍ, وعنوان حرمان.

& الزم رحمك الله اللصوق إلى الأرض, والإزراء على نفسك, وهضمها, ومراغمتها عند الاستشراف لكبرياء أو غطرسة, أو حُب ظهور أو عجب...ونحو ذلك من آفات العلم القاتلة له, المذهبة لهيبته, المُطفئة لنوره, وكلما ازددت علماً أو رفعة في ولاية, فالزم ذلك, تُحرز سعادةُ عظمى, ومقاماً يغبطك عليه الناس.

& إياك والخيلاء, فإنه نفاق وكبرياء, وقد بلغ من شدة التوقِّي منه عند السلف مبلغاً

** قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: لا تغتر بعلمك, وتأمن على نفسك من الفتنة, ولكن كن دائماً على حذر من الفتنة, بأن تزل بك القدم, وتغتر بشيء يكون سبباً لهلاكك وضلالك.

  • الفتوى بغير علم:

** قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

& إننا نُحذر إخواننا طلبة العلم والعامة أيضاً أن يفتوا بلا علم, بل عليهم أن يلتزموا الورع, وأن يقولون لما لا يعلمون: لا نعلم, فإن هذا والله هو العلم...فإني أُعيدُ وأكرر: التحذير من الفتوى بغير علم, وأقول للإنسان: أنت في حلٍّ إذا لم يكن عندك علم أن تصوف المستفتي إلى شخص آخر, وكان الإمام أحمد رحمه الله إذا سُئل عن شيء ولا علم له به, يقول: أسأل العلماء.

& من آداب طالب العلم الواجبة ألَّا يتسَرَّع في الإفتاء؛ لأن المفتي مُعبِّر عن شريعة الله ورسوله، فإذا أفتى على وجهٍ لا يجوز له فيه الفتوى كان كاذبًا على الله ورسوله، والعياذ بالله، وما أسرع الذين اتَّخذُوا الإفتاء مهنةً للرِّفْعة، فصاروا يتصدَّرُون للإفتاء بغير علم، وهؤلاء من أشدِّ الناس ضرَرًا بالأُمَّة!

** قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: جُنةُ العالم: " لا أدري "

فائدة: قال الشيخ: في كتب المحاضرات أن رجلاً كان يفتي كل سائل دون توقف, فلحظ أقرانه ذلك منه, فأجمعوا أمرهم لامتحانه, بنحت كلمة ليس لها أصل هي " الخنفشار " فسألوه عنها, فأجاب على البديهة: بأنه نبت طيب الرائحة, ينبت بأطراف اليمن, إذا أكلته الإبل عقد لبنها, قال شاعرهم:

لقد عقدت محبتكم  فؤادي       كما عقد الحليب الخنفشار

وقال داود الأنطاكي في" تذكرته" كذا وقال فلان وفلان...وقال النبي صلى الله عليه وسلم, فاستوقفوه, وقالوا: كذبت على هؤلاء, فلا تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم, وتحقق لديهم أن ذلك المسكين: جراب كذب, وعيبة افتراء في سبيل تعالمه.

حبّ الشهرة وإظهار المعرفة والفضيلة:

** قال عبدالرحمن بن مهدي: كنتُ أجلس يوم الجمعة في مسجد الجامع فيجلس إليَّ الناس, فإذا كانوا كثيراً فرحت, وإذا قلُّوا حزنت, فسألت بشر بن المنصور, فقال: هذا مجلس سوء لا تعد إليه, فما عدت إليه.

** قال الذهبي: كانوا مع حسن القصد وصحة النية غالبًا يخافون من الكلام، وإظهار المعرفة والفضيلة، واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم وسوء القصد، ثم إن الله يفضحهم، ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما علموه، فنسأل الله التوفيق والإخلاص.   

فائدة: قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: حجاج بن أرطاة....كان فقهياً,...وكان يقول: أهلكني حبُّ الشرف,...قرأت بخط الذهبي: كان فيه تيه لا يليق بأهل العلم

                         كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 0
  • 0
  • 1,044

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً