زين للذين كفروا الحياة الدنيا
{زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
{زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (212).
ومناسبة هذه الآية لما قبلها في قوله تعالى: {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} أنه لما ذكر أن بني إسرائيل أتتهم آيات واضحة من الله تعالى، وأنهم بدلوا، أخبر أن سبب ذلك التبديل هو الركون إلى الدنيا، والاستبشار بها، وتزيينها لهم، فلبني إسرائيل من هذه الآية أكبر حظ لأنهم كانوا يشترون بآيات الله ثمنًا قليلًا، ويكذبون على كتاب الله، فيكتبون ما شاءوا لينالوا حظًا خسيسًا من حظوظ الدنيا، ويقولون: "هذا من عند الله".
{زُيِّنَ} جَعْلُ الشَّيْءِ زَيْنًا، والزين شدة الحسن، ومعنى تزيين الحياة لهم، إما أن ما خلق زينا في الدنيا قد تمكن من نفوسهم واشتد توغلهم في استحسانه، لأن الأشياء الزينة هي حسنة في أعين جميع الناس فلا يختص الذين كفروا بجعلها لهم زينة كما هو مقتضى قوله: {لِلَّذِينَ كَفَرُوا}؛ فإن اللام تشعر بالاختصاص، وإما ترويج تزيينها في نفوسهم بدعوة شيطانية تحسن ما ليس بالحسن.
والمزين على المعنى الأول هو الله تعالى إلا أنهم أفرطوا في الإقبال على الزينة، والمزين على المعنى الثاني هو الشيطان ودعاته.
قال ابن عثيمين: والمزَيِّن إما أن يكون الله، كما في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ} [النمل:4]؛ وإما أن يكون الشيطان؛ لقوله تعالى: {وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} [النمل: 24]؛ ولا منافاة بين الأمرين؛ فإن الله زين لهم سوء أعمالهم؛ لأنهم أساءوا، كما يفيده قوله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف:5]؛ والتزيين من الله باعتبار التقدير؛ أما الذي باشر التزيين، ووسوس لهم بذلك فهو الشيطان.
{لِلَّذِينَ كَفَرُواْ} ذمهم وحذر من خلقهم، ولهذا لزم حمل التزيين على تزيين يعد ذما، فلزم أن يكون المراد منه تزيينا مشوبا بما يجعل تلك الزينة مذمة، وإلا فإن أصل تزيين الحياة الدنيا المقتضي للرغبة فيما هو زين أمر ليس بمذموم إذا روعي فيه ما أوصى الله برعيه، قال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [لأعراف:32].
قال ابن عاشور رحمه الله: وقد استقريت مواقع التزيين المذموم فحصرتها في ثلاثة أنواع:
* الأول: ما ليس بزين أصلا لا ذاتا ولا صفة، لأن جمعية ذم وأذى، ولكنه زين للناس بأوهام وخواطر شيطانية وتخيلات شعرية كالخمر.
* الثاني ما هو زين حقيقة لكن له عواقب تجعله ضرا وأذى كالزنا.
* الثالث ما هو زين لكنه يحف به ما يصيره ذميما كنجدة الظالم.
وفي الآية انخداع الكافرين بالحياة الدنيا؛ وأنهم عاشقون لها، وأنها هي همهم، وغرضهم؛ لأن ما زين للشخص فلا بد أن يكون الشخص مهتمًا به طالبًا له.
وأن المؤمنين ليست الدنيا في أعينهم شيئًا؛ ولهذا كان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا رأى ما يعجبه في الدنيا يقول: {لَبَّيْكَ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشَ الآخِرَة} (البيهقي) لتوجيه النفس إلى إجابة الله؛ لا إلى إجابة رغبتها، ثم يقنع النفس أيضًا: أني ما صددتك وأجبت الرب عزّ وجلّ إلا لخير؛ لأن العيش عيش الآخرة؛ والعجيب أن من طلب عيش الآخرة طاب له عيش الدنيا؛ ومن طلب عيش الدنيا ضاعت عليه الدنيا والآخرة؛ قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر:15]؛ هذه هي الخسارة: خسروا أنفسهم؛ لأن مآلهم النار -والعياذ بالله-؛ وأهلوهم أيضًا الذين في النار لا يهتم بعضهم ببعض؛ كل -والعياذ بالله- شقيّ فيما هو فيه؛ والحاصل أنا نقول: ينبغي لكل إنسان حين يرى في الدنيا ما يعجبه أن يقول كما قال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
{الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} مأخوذة من الدنو الذي هو ضد العلو؛ ووصفت هذه الحياة بالدنيا لوجهين: الأول: دنوّ مرتبتها ... الثاني: سبقها على الآخرة
فهي أدنى منها لقربها، ودنوّ منزلتها؛ أما قربها وهو سبقها على الآخرة فظاهر معلوم لكل أحد؛ وأما دنوّ مرتبتها فلقول الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها» (أحمد)؛ وموضع السوط مقدار متر تقريبًا.
وتزيينه تعالى إياها لهم بما وضع في طباعهم من المحبة لها، فيصير في نفوسهم ميل ورغبة فيها، أو بالشهوات التي خلقها فيهم، وإليه أشار بقوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ}الآية، وبما أحكمه من مصنوعاته وأتقنه وحسنه، فأعجبهم بهجتها، واستمالت قلوبهم فمالوا إليها كلية، وأعطوها من الرغبة فوق ما تستحقه.
قال أبو بكر الصدّيق -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- حين قدم عليه بالمال، قال: "اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينت لنا".
وفي الآية: حقارة الدنيا؛ لوصفها بالدنيا؛ وهي من الدنوّ زمنًا، ورتبة؛ زمنًا؛ لأنها قبل الآخرة؛ ورتبة؛ لأنها قليل بالنسبة للآخرة؛ ولهذا لا تجد في الدنيا حال سرور إلا مشوبًا بتنغيص قبله، وبعده؛ لكن هذا التنغيص بالنسبة للمؤمن خير؛ لأن له فيه أجرًا، كما أخبر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في قوله: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ -وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ- إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» (مسلم)؛ والمؤمن إذا ابتلي بالبلاء الجسمي، أو النفسي يقول: هذه نعمة من الله يكفِّر الله بها عني سيئاتي؛ فإذا أحس هذا الإحساس صار هذا الألم نعمة؛ لأن الإنسان خطّاء دائمًا؛ وهذه الأشياء لا شك أنها -والحمد لله- تكفير للسيئات؛ فإن صبر واحتسب صارت رفعة للدرجات؛ فالآلام، والبلايا، والهم، والغم، تكفير بكل حال؛ ولكن مع الصبر والاحتساب يكون عملًا صالحًا يثاب عليه، ويؤجر عليه.
{وَيَسْخَرُونَ} يستهزئون {مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ} وذلك لفقرهم، أو لضعفهم وقلة عددهم، أو لاتباعهم لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أو لاتهامهم إياهم أنهم مصدّقون للرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وهذه حالة أعجب من التي قبلها وهي حالة التناهي في الغرور؛ إذ لم يقتصروا على افتتانهم بزهرة الحياة الدنيا حتى سخروا بمن لم ينسج على منوالهم من المؤمنين الذين تركوا كثيرا من زهرة الحياة الدنيا لما هداهم الدين إلى وجوب ترك ذلك في أحوال وأنواع تنطوي على خبائث.
ووجه سخريتهم بالمؤمنين أنهم احتقروا رأيهم في إعراضهم عن اللذات لامتثال أمر الرسول وَأَفْنَوْهُمْ في ذلك وَرَأَوْهُمْ قد أضاعوا حظوظهم وراء أوهام باطلة، لأن الكفار اعتقدوا أن ما مضى من حياتهم في غير نعمة قد ضاع عليهم إذ لا خلود في الدنيا ولا حياة بعدها، فالسخرية ناشئة عن تزيين الحياة عندهم.
ولم يبين هنا كيفية سخرية هؤلاء الكفار من هؤلاء المؤمنين، ولكنه بين في موضع آخر أن منها: الضحك منهم والتغامز، في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ، وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [المطففين:29-30]
وصدرت الأولى بالفعل الماضي {زُيِّنَ} لأنه أمر مفروغ منه، وهو تركيب طباعهم على محبة الدنيا، فليس أمرًا متجدّدًا، فالماضي يدل على التحقق.
وصدرت الثانية بالمضارع {وَيَسْخَرُونَ}، لأنها حالة تتجدّد كل عصر ووقت، فالمضارع يفيد التجدد. والشيء الراسخ في النفس لا تفتر عن تكريره.
{وَالَّذِينَ اتَّقَواْ} المؤمنون الذين سخر منهم الذين كفروا؛ لأن أولئك المؤمنين كانوا متقين، وكان مقتضى الظاهر أن يقال: "وهم فوقهم" لكن عدل عن الإضمار إلى اسم ظاهر لدفع إيهام أن يغتر الكافرون بأن الضمير عائد إليهم ويضموا إليه كذبا وتلفيقا.
وقوله {وَالَّذِينَ اتَّقَواْ} ليظهر أن السعادة الكبرى لا تحصل إلا للمؤمن المتقي، ولتبعث المؤمن على التقوى، وليزول قلق التكرار لو قال: "والذين آمنوا"، لأن قبله: الذين أمنوا.
أيضا قوله {وَالَّذِينَ اتَّقَواْ} لقصد التنبيه على مزية التقوى وكونها سببا عظيما في هذه الفوقية، على عادة القرآن في انتهاز فرص الهدى والإرشاد ليفيد فضل المؤمنين على الذين كفروا، وينبه المؤمنين على وجوب التقوى لتكون سبب تفوقهم على الذين كفروا يوم القيامة، وأما المؤمنون غير المتقين فليس من غرض القرآن أن يعبأ بذكر حالهم ليكونوا دوما بين شدة الخوف وقليل الرجاء، وهذه عادة القرآن في مثل هذا المقام.
والآية تعريض بأن غير المتقين لا تظهر مزيتهم يوم القيامة وإنما تظهر بعد ذلك، لأن يوم القيامة هو مبدأ أيام الجزاء، فغير المتقين لا يظهر لهم التفوق يومئذ، ولا يدركه الكفار بالحس قال تعالى: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة:24] نعم تظهر مزيتهم بعد انقضاء ما قدر لهم من العذاب على الذنوب.
{فَوْقَهُمْ} فوقية تشريف {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} قيدت بيوم القيامة تنصيصا على دوامها، لأن ذلك اليوم هو مبدأ الحياة الأبدية.
ولم يبين هنا طبيعة فوقية هؤلاء المؤمنين على هؤلاء الكفرة، ولكنه بين ذلك في مواضع أخر كقوله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ، عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ} [المطففين:34-35]. وقوله: {أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الأعراف:49] فالقيامة قال الله تعالى فيها: {خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ} [الواقعة:3] لأن المؤمنين في عليين، والكفار في سجين.
{وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} أي بغير نهاية، لأن ما لا يتناهى خارج عن الحساب، أو يكون المعنى: أن بعضها ثواب وبعضها تفضيل محض، فهو بغير حساب.
وقد شاعت هذه الكناية في كلام العرب كما شاع عندهم أن يقولوا: "يعدون بالأصابع ويحيط بها العد" كناية عن القلة، ومنه قولهم: "شيء لا يحصى" ولذلك صح أن ينفى الحساب هنا عن أمر لا يعقل حسابه وهو الفوقية.
وهو تذييل قصد منه تعظيم تشريف المؤمنين يوم القيامة، لأن التذييل لا بد أن يكون مرتبطا بما قبله، فالسامع يعلم من هذا التذييل معنى محذوفا تقديره: والذين اتقوا فوقهم فوقية عظيمة لا يحيط بها الوصف، لأنها فوقية منحوها من فضل الله، وفضل الله لا نهاية له، ولأن سخرية الذين كفروا بالذين آمنوا أنهم سخروا بفقراء المؤمنين لإقلالهم.
وبيَّن أن ما يفعله من ذلك ويرزقه إياه إنما هو راجع لمشيئته السابقة، وأنه لا يحاسبه أحد، ولا يحاسب نفسه على ما يعطي، لأن ذلك لا يكون إلاَّ لمن يخاف نفاذ ما عنده.
وفي الصحيح عن أبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا [لا ينقصها] نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ [سح المطر: سال وتدفق] اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْقَبْضُ، يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ».
وفي الآية إثبات المشيئة لله؛ وكل ما في الكون واقع بمشيئة الله؛ والمشيئة تختلف عن الإرادة بأنها لا تنقسم إلى كونية، وشرعية؛ بل هي كونية محضة؛ فما شاء الله كان؛ وما لم يشأ لم يكن سواء كان مما يحبه، أو مما لا يحبه؛ قوله تعالى: {مَن يَشَأِ اللّهُ يُضْلِلْهُ} [الأنعام:39]؛ فهذا لا يحبه؛ وقوله تعالى: {وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الأنعام:39] فهذا يحبه
وكل فعل علقه الله بالمشيئة فإنه مقرون بالحكمة؛ ودليل ذلك سمعي، وعقلي؛ فمن السمع: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الإنسان:3]؛ فدل هذا على أن مشيئته مقرونة بالحكمة؛ وأما العقل فلأن الله سبحانه وتعالى سمى نفسه بأنه «حكيم»؛ والحكيم لا يصدر منه شيء إلا وهو موافق للحكمة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
- التصنيف: