تدبر - الذين يؤمنون بالغيب
أما الإيمان: فهو قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي, والإيمان ثمرته الخشية, فالخشية خلاصة الإيمان والعلم بالله والعلم بمراد الله.
يؤمنون بالغيب:
المؤمن التقي يستضيء بنور القرآن ويستظل بهداه, وينتفع بما أنزل الله انتفاعاً ينقله إلى أبعاد عالية ومقامات رفيعة في ظل رضوان الله وتوفيقه.
لما وصف الله تعالى المتقين الذين يهتدون بالقرآن ويستفيدون من نوره , ذكر الإيمان بالغيب كأول وصف لهؤلاء المهتدين.
أما الإيمان: فهو قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي, والإيمان ثمرته الخشية, فالخشية خلاصة الإيمان والعلم بالله والعلم بمراد الله.
وأما الغيب: فيشمل كل أركان الإيمان, كالإيمان بالله ومكلائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: إذا استعمل مطلقاً فالإيمان الشرعي المطلوب لا يكون إلا اعتقاداً وقولاً وعملاً , هكذا ذهب إليه أكثر الأئمة بل حكاه الشافعي وأحمد بن حنبل وأبو عبيد وغير واحد إجماعاً : أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص, وقد ورد فيه آثار كثيرة وأحاديث, منهم من فسره بالخشية كقوله " {إن الذين يخشون ربهم بالغيب} " [الملك 12] , وقوله : " {من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب} " [ق 33] , والخشية خلاصة الإيمان والعلم.
وأما الغيب المراد هاهنا فقد اختلفت عبارات السلف فيه, وكلها صحيحة ترجع إلى أن الجميع مراد, قال ألو العالية: "يؤمنون بالغيب" يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وجنته وناره ولقائه ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث, فهذا غيب كله, وكذا قال قتادة.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: