وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا
فرحم الله عبدا استقبل تلك الآيات باعتبار وتفكر وخوف من ربه ، وفزع إلى التوبة والصلاة والاستغفار ، وكان ممن إذا خوفه الله خاف واتقى .
{وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا }
من أسوأ ما ابتلي به إنسان العصر الحديث تبلد حسه تجاه ما يحدث من ظواهر كونية : مثل الرياح العاصفة والأمطار الشديدة والكسوف والخسوف والزلازل وما أشبه ذلك ، حيث تحولت إلى أخبار معتادة تمر دون كثير اعتبار أو تفكر ، ولعل التنبؤ المسبق بها مع كثرة المشوشات وقلة النظر في السماوات والأرض والتأمل فيهما ، وقسوة القلوب بسبب التعرض المستمر للشهوات والشبهات ، وطبيعة الحياة المعاصرة اللاهثة ، كل ذلك أسهم في هذا التبلد !
أما إذا تأملت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو المعصوم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فسوف تجد عجبا .
- فهبوب الريح العاصفة او الغيم او المطر الشديد كان يظهر أثره على وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، ويخيفه أن يكون نوعا من العذاب المعجل ، فعن أنس بن مالك، قال : ««كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم»»
و في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم، عرف ذلك في وجهه، وأقبل وأدبر، فإذا مطرت سر به، وذهب عنه ذلك، قالت عائشة: فسألته، فقال: «إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي»»
- اما الكسوف والخسوف وهما آيتان أعظم وأجل ، فكان للنبي صلى الله عليه وسلم معهما شأن وأي شأن ، وقد سن صلى الله عليه وسلم في هذا الباب سننا خاصة بهما.
وفي الصحيح عن أبي موسى، قال: «خسفت الشمس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فقام فزعا يخشى أن تكون الساعة حتى أتى المسجد، فقام يصلي بأطول قيام وركوع وسجود، ما رأيته يفعله في صلاة قط، ثم قال: «إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد، ولا لحياته، ولكن الله يرسلها، يخوف بها عباده، فإذا رأيتم منها شيئا، فافزعوا إلى ذكره، ودعائه، واستغفاره»»
فرحم الله عبدا استقبل تلك الآيات باعتبار وتفكر وخوف من ربه ، وفزع إلى التوبة والصلاة والاستغفار ، وكان ممن إذا خوفه الله خاف واتقى .
{( ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَاعِبَادِ فَاتَّقُونِ )}
- التصنيف: