تدبر - وبالآخرة هم يوقنون
الإيمان اليقيني باليوم الآخر , من أهم صفات المهتدين الباعثة لهم على العمل والزاجرة لهم عن الإقدام على المحرمات.
الإيمان اليقيني باليوم الآخر , من أهم صفات المهتدين الباعثة لهم على العمل والزاجرة لهم عن الإقدام على المحرمات.
ولو نظر الإنسان لنفسه وقت المعصية أو الفتور عن الطاعة لوجد أن الإيمان بالجنة والنار ضعيف في قلبه وهو في هذه الحال.
ولو نظر الطائع المبتعد عن المحرمات إلى قلبه نظرة تأمل لوجد الإيمان بالجنة والنار والحساب حاضر مشرق في قلبه.
ومن هنا كان استحضار اليوم الآخر وتذكر الحساب والجنة والنار,من أهم بواعث العمل ومن أهم الحواجز المانعة عن الوقوع في المعصية.
قال الإمام السعدي في تفسيره:
{ {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } } و " الآخرة " اسم لما يكون بعد الموت، وخصه [بالذكر] بعد العموم, لأن الإيمان باليوم الآخر, أحد أركان الإيمان؛ ولأنه أعظم باعث على الرغبة والرهبة والعمل، و " اليقين " هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك, الموجب للعمل.
وقال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره :
القول في تأويل قوله جل ثناؤه: { وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)}
قال أبو جعفر: أما الآخرةُ فإنها صفة للدار, كما قال جل ثناؤه {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [سورة العنكبوت: 64]. وإنما وصفت بذلك لمصيرها آخِرةً لأولى كانت قبلها، كما تقول للرجل: " أنعمتُ عليك مرَّة بعد أخرى، فلم تشكر لي الأولى ولا الآخرة "، وإنما صارت آخرة للأولى, لتقدُّم الأولى أمامها. فكذلك الدارُ الآخرة، سُمِّيت آخرةً لتقدُّم الدار الأولى أمامها, فصارت التاليةُ لها آخرةً. وقد يجوز أن تكون سُمِّيت آخرةً لتأخُّرها عن الخلق, كما سميت الدنيا " دنيا " لِدُنُوِّها من الخلق.
وأما الذي وصف الله جل ثناؤه به المؤمنين - بما أنـزل إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وما أنـزل إلى من قبله من المرسلين - من إيقانهم به من أمر الآخرة, فهو إيقانهم بما كان المشركون به جاحدين: من البعث والنشور والثواب والعقاب والحساب والميزان, وغير ذلك مما أعد الله لخلقه يوم القيامة.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: