تدبر - أهل النفاق -1
أخسر الخلق من أظهر الإيمان خوفاً من المخلوق وطمعاً لنيل بعض ما في يده, وأبطن الكفر بالله والإعراض عن طريقه سبحانه والبغض لله ولشريعته وأهله من خلقه.
أخسر الخلق من أظهر الإيمان خوفاً من المخلوق وطمعاً لنيل بعض ما في يده, وأبطن الكفر بالله والإعراض عن طريقه سبحانه والبغض لله ولشريعته وأهله من خلقه.
ولو تأمل من هذا حاله لأدرك أنه يعيش العذاب بعينه, فلا شيء في حياته ينطوي على الصدق, ولا خطواته في طريق سيره تهتدي بنور, وبينما هو يتظاهر بالفرح بالنور ومقاومة الظلام , إذا به في الحقيقة يدرك تمام الإدراك أنه عاشق للظلمة عدو لنور الله.
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ } [ (8) البقرة]
قال السعدي رحمه الله:
النفاق هو: إظهار الخير وإبطان الشر، ويدخل في هذا التعريف النفاق الاعتقادي المخرج عن دائرة الإسلام, فهو الذي وصف الله به المنافقين في هذه السورة وغيرها، ولم يكن النفاق موجودا قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم [من مكة] إلى المدينة, وبعد أن هاجر, فلما كانت وقعة " بدر " وأظهر الله المؤمنين وأعزهم، ذل من في المدينة ممن لم يسلم, فأظهر بعضهم الإسلام خوفا ومخادعة, ولتحقن دماؤهم, وتسلم أموالهم, فكانوا بين أظهر المسلمين في الظاهر أنهم منهم, وفي الحقيقة ليسوا منهم. فمن لطف الله بالمؤمنين, أن جلا أحوالهم ووصفهم بأوصاف يتميزون بها, لئلا يغتر بهم المؤمنون, ولينقمعوا أيضا عن كثير من فجورهم [قال تعالى]: { {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ} } فوصفهم الله بأصل النفاق فقال: { { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ } } فإنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فأكذبهم الله بقوله: { {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ } } لأن الإيمان الحقيقي, ما تواطأ عليه القلب واللسان .(تفسير السعدي بتصرف يسير)
#أبو_الهيثم
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: