فوائد مختصرة من تفسير سورة "البقرة" للعلامة ابن عثيمين (4)
المواعظ الكونية أشد تأثيراً لأصحاب القلوب القاسية, أما المواعظ الشرعية فهي أعظم تأثيراً في قلوب العارفين بالله اللينة قلوبهم.
{بسم الله الرحمن الرحيم }
المواعظ:
& قرن المواعظ بالتخويف, لقول الله تعالى: ﴿ {واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون } ﴾
& الإنسان إذا كان لا يشعر بالخوف عند الموعظة, ولا بالإقبال على الله تعالى فإن فيه شبهاً من الكفار الذين لا ينتفعون بالمواعظ, ولا يؤمنون عند الدعوة إلى الله.
& المواعظ الكونية أشد تأثيراً لأصحاب القلوب القاسية, أما المواعظ الشرعية فهي أعظم تأثيراً في قلوب العارفين بالله اللينة قلوبهم.
& الذين ينتفعون بالمواعظ هم المتقون, وأما غير المتقي فإنه لا ينتفع لا بالمواعظ الكونية ولا بالمواعظ الشرعية, قد ينتفع بالمواعظ الكونية اضطراراً...وقد لا ينتفع.
- صدّ الناس عن الخير:
& أعظم الذنوب أن يصد الإنسان عن الحق.
& كل من صدّ عن الخير فهو صاد عن سبيل الله, ولكن هذا الصد يختلف باختلاف ما صدّ عنه, من صدّ عن الإيمان فهو أعظم شيء.
& قد يكون الصد بإلهائهم وإشغالهم عن فعل العبادات وقد يكون بتحقير العبادات في أنفسهم وقد يكون بإلقاء الشبهات في قلوب الناس حتى يشكو في دينهم ويدعوه
- أهل الباطل:
& أهل الباطل يدعون إلى ضلالهم ويدّعون فيه الخير, لقوله تعالى: ﴿ {كونوا هوداً أو نصارى} ﴾ هذه دعوة إلى ضلال. قوله تعالى: ﴿ {تهتدوا} ﴾ ادعاء أن ذلك خير.
& مبالغة أهل الباطل في ترويج باطلهم, لأنهم جعلوا المقيس هو المقيس عليه, لقولهم: ﴿ {إنما البيعُ مثلُ الربا } ﴾ وكان مقتضى الحال أن يقولوا: إنما الربا مثل البيع.
& أعداء الله يصفون أولياءه بما يوجب التنفير عنهم لقولهم: ﴿ أنؤمن كما آمن السفهاءُ ﴾
& عادة أهل الباطل يموّهون, ويقلبون الحق باطلاً, لأنهم يريدون غرضاً سيئاً.
& أهل الباطل يجادلون بالباطل...وأقوال أهل الباطل تتشابه.
- اتباع الحق:
& ينبغي للمرء أن يفتخر بما هو عليه من الحق, لقوله تعالى: ﴿ {ولنا أعمالنا } ﴾ أي فنحن مفتخرون بها.
& الإنسان يجب عليه أن يتبع الحق أينما كان, ولا ينظر إلى كثرة المخالف, ولا يقل: الناس على كذا فكيف أشذ عنهم! بل يجب عليه أن يتبع الحق.
& ﴿ { إذا دعان} ِ ﴾ أي إذا صدق في دعائه إياي بأن شُعر أنه في حاجة إلى الله, وأن الله قادر على إجابته, وأخلص في دعائه لله بحيث لا يتعلق قلبه بغيره.
& ينبغي للإنسان أن يلجأ إلى الله عز وجل أن يمتعه بسمعه وبصره...وفي الدعاء المأثور: " متعنا بأسماعنا, وأبصارنا, وقوتنا ما أحييتنا "
& من صَدَق اللجوء إلى الله, وأحسن الظن به أجاب الله دعاءه.
& الله تعالى...قد يؤخر إجابة المسألة ليزداد الداعي تضرعاً إلى الله, وإلحاحاً في الدعاء, فيقوى بذلك إيمانه, ويزداد ثوابه.
& الفتنة هي صدّ الناس عن دينهم.
& صدّ الناس عن دينهم فتنة أشد من قتلهم, لأن قتلهم غاية ما فيه أن نقطعهم عن من ملذات الدنيا, لكن الفتنة تقطعهم من الدنيا, والآخرة.
& استعمار الأفكار أعظم من استعمار الديار, لأن استعمار الأفكار فتنة, واستعمار الديار أقصى ما فيها إما القتل أو سلب الخيرات أو الاقتصاد, أو ما أشبه ذلك.
& يجب على الإنسان أن يبتعد عن مواطن الفتن, لا ينظر إلى المرأة الأجنبية, ولا يكلمها كلاماً يتمتع به معها, لأنه يؤدي إلى الفتنة, ويكون ذريعة إلى الفاحشة.
- السؤال والإجابة:
& بعض السؤال يكون نكبة على السائل, كما قال تعالى: ﴿ {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم } ﴾ [المائدة:101]
& من حسن الإجابة أن يزيد المسؤول على ما يقتضيه السؤال إذا دعت الحاجة إليه
- المساواة:
& العجيب أنه لم يأت في الكتاب ولا في السنة لفظة " المساواة " مثبتاً,...ولكن جاء دين الإسلام بكلمة هي خير من كلمة " المساواة "...وهي العدل.
& كلمة " العدل ", تعني أن يسوى بين المتماثلين, ويفرق بين المفترقين, لأن العدل إعطاء كل شيء ما يستحقه.
& إذا قلت بالمساواة استوى الفاسق, والعدل, والكافر, والمؤمن, والذكر, والأنثى, وهذا ما يريده أعداء الإسلام من المسلمين.
& تجد الواحد يظن هذه الكلمة كلمة نور تحمل على الرؤوس الإسلام دين المساواة ونقول: لو قلتم: الإسلام دين العدل, لكان أولى, وأشد مطابقة لواقع الإسلام
- الكفار:
& ما عليه اليهود والنصارى ليس ديناً, بل هو هوى, لقوله تعالى ﴿أهواءهم﴾...إذا لو كانوا على هدى لوجب...عليهم جميعاً أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم
& الكفار لا يزالون يسلطون أنفسهم على المؤمنين, لقوله تعالى: ﴿ {ويسخرون} ﴾ بالفعل المضارع, لأن الفعل المصارع يدل على الاستمرار, والحال, والاستقبال
& كل كافر فالله عدو له, لقوله تعالى: ﴿ فإن الله عدو للكافرين ﴾
& حرص الكافرين على ارتداد المؤمنين بكل وسيلة ولو أدى ذلك إلى القتال لقوله تعالى: ﴿ {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يرُدُّوكم عن دينكم} ﴾
& يجب علينا أن نحذر من كل تصرف يصدر عن اليهود والنصارى والمشركين ونتخذهم أعداء.
& إذا كثر الكفار في أرض كان ذلك سبباً للشر والبلاء, لأن الكفار نجس, فكثرتهم كثرة خبث.
& الكفار...يجب علينا الحذر من مخططاتهم وأن نكون دائماً على سوء ظن بهم, لأن إحسان الظن بهم في غير محله وإنما يحمل عليه الذل وضعف الشخصية والخور والجبن
& كثير من هؤلاء اليهود والنصارى يسعون بكل ما يستطيعون من قوة مادية, أو أخلاقية, أو غيرهما ليردوا المسلمين بعد الإيمان كفاراً.
& اليهود لن يرضوا عنك حتى تكون يهودياً, والنصارى لن ترضى عنك حتى تكون نصرانياً.
& نسأل الله أن يعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم, حتى يعرفوا حقيقية عداوة النصارى, وغيرهم من أهل الكفر, فيعدوا لهم العدة.
- بنو إسرائيل :
& سفاهة بني إسرائيل, وما أكثر ما يدل على سفاهتهم, فهم يؤمنون بموسى, ومع ذلك قالوا: ﴿ { لن نُؤمن لك حتى نرى الله جهرةً } ﴾
& ما وضع الله تعالى على بني إسرائيل من الأغلال, والآصار, حيث كانت توبتهم من عبادتهم العجل أن يقتل بعضهم بعضاً لقوله: ﴿ {فاقتلوا أنفسكم} ﴾
& غطرسة بني إسرائيل, وجفاؤهم, لقولهم: ﴿ {فادعُ لنا ربك} ﴾ ولم يقولوا: " ادع لنا ربنا ", أو " ادع لنا الله " كأن عندهم _ والعياذ بالله _ أنفة.
& بنى إسرائيل لا شك أفضل العالمين حينما كانوا عباد الله الصالحين, أما حين ضربت عليهم الذلة, واللعنة, والصغار فإنهم ليسوا أفضل العالمين.
& بني إسرائيل...من أشدّ الناس طغياناً, وتكذيباً للرسل, واستكباراً عن عبادة الله عز وجل.
& سفاهة بني إسرائيل. حيث عبدوا ما صنعوا وهم يعلمون أنه لا يرجع إليهم قولاً, ولا يملك لهم ضراً, ولا نفعاً.
& بقوا في التيه بين مصر والشام أربعين سنة يتيهون في الأرض, وما كان عندهم ماء, ولا مأوى, ولكن الله تعالى رحمهم, فظلل عليهم الغمام.
& اليهود لا يوثق منهم بعهد, لأنهم كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم.
& شدة كراهية اليهود للقرآن, واستهانتهم به, حيث نبذوه وراء ظهورهم.
& سليمان عليه السلام كان ملكاً نبياً رسولاً...وعند اليهود قاتلهم الله أن سليمان ملك فقط.
& لن نقضى على اليهود باسم العروبة أبداً, لن نقضي عليهم إلا باسم الإسلام.
- أعمال من فعلها فقد شابه اليهود والنصارى:
& يوجد أناس نسمع عنهم أنهم إذا نُصِحوا, ودُعوا إلى الحق, قالوا: ما هدانا الله, وهؤلاء مشابهون لليهود الذين قالوا: ﴿ {قلوبنا غلف} ﴾
& من رد الحق من هذه الأمة لأن فلاناً الذي يرى أقلً منه هو الذي جاء به, فقد شابه اليهود.
& من دُعي إلى الحق من هذه الأمة, وقال: " المذهب كذا, وكذا " يعني ولا أرجع عنه ففيه شبه من اليهود.
& من نبذ العهد من هذه الأمة فقد ارتكب محظورين: أحدهما: النفاق...والمحظور الثاني: مشابهة اليهود.
& الإنسان الذي لا يود الخير للمسلمين فيه شبه باليهود, والنصارى, لأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
& من...طمع في المنازل العالية بدون عمل لها ففيه شبه من اليهود والنصارى
& كل داع إلى ضلال ففيه شبه من اليهود, والنصارى, دعاة السفور الآن يقولون: اتركوا المرأة تتحرر...لا تقيدوها بالغطاء, وترك التبرج ..أعطوها الحرية.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: