فوائد مختصرة من تفسير سورة المائدة للعلامة ابن عثيمين (1)

منذ 2022-12-06

بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " المائدة " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد:فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " المائدة " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • رضا الله عز وجل:

& الرضا من صفات الله عز وجل التي يثبتها أهل السنة والجماعة على وجه الحقيقة, يقولون: إن الله يرضى ويكره ويغضب, ورضاه من صفات كماله عزّ وجل.

& رضا الله عز وجل من أكبر غايات المؤمنين, بل هو أكبر غايتهم.

& الرضا: صفة فعليه من صفات الله عز وجل, تتعلق بمشيئته ولها سبب, وسببها عمل العبد بتوفيق الله...والرضا...سبب للثواب, إذا رضي الله عن العبد أثابه.

  • محبة الله جل جلاله:

& المحبة لله...يجد الإنسان فيها لذة وراحة, لا يعرفها إلا من فقدها والعياذ بالله, فهي محبة عظيمة لا تشبه تعلق الإنسان بغير الله عز وجل.

& الإنسان إذا شعر بأن الله يحبه يفرح ويزداد في محبة الطاعات, وكراهة المعاصي.

& الأشاعرة, الذين هم أقرب أهل التعطيل لأهل السنة ينكرون محبة الله...نسأل الله لهم العفو وأن يهدي أحياءهم...حرموا لذة محبة الله, لأنهم أنكروها.  

  • الصلاة:

& نجد الإنسان إذا غفل في صلاته خرج منها بقلب كما دخل فيها بقلب, يعني نفس القلب, لا يزداد نوراً ولا إيماناً ولا كراهة للفحشاء والمنكر.

& لماذا لا يجد الإنسان إذا خرج من الصلاة كراهة للفحشاء والمنكر ؟ لأنه إنما صلى صلاة جسد فقط لا صلاة قلب.

& حاول حضور القلب في الصلاة من أولها إلى آخرها, عوّد نفسك على هذا, أجبر نفسك على هذا, حتى تجد لذة العبادة.  

& أنبه طالب العلم أنه يجب عليه أن يعتني بالتفسير....قليل من يعتني بالتفسير.

& التفسير له أربعة مراتب: الأولى: تفسير القرآن بالقرآن, الثانية: تفسير القرآن بالسنة, الثالثة: تفسير القرآن بأقوال السلف, الرابعة: التفسير بمقتضى اللغة العربية

& التفاسير الأثرية, أي: التي تفسير القرآن بالآثار عن الصحابة, وعن كبار التابعين, هي أولى ما يلتفت إليه, وعلى رأسها تفسير ابن جرير

& من خير ما نرى من التفاسير: تفسير ابن كثير رحمه الله, لكنه أحياناً يتغاضى عن الكلام عن بعض الإسرائيليات أو بعض القصص.

& من التفاسير التي تعني بتفسير القرآن بالقرآن تفسير الشنقيطي رحمه الله حسب الاسم والعنوان, لأنه معنون بأضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن.

& القرطبي رحمه الله,....تجد في تفسيره مسائل كثيرة من مسائل الفقه, وهذا ولا شك أنه طيب ويفيد طالب العلم.

& الكشاف للزمخشري, لا شك أنه تفسير جيد في تحرير المعنى, وفيما يرمى إلى البلاغة...لكنه في مسألة العقيدة سيء يجب الحذر منه.

& تفاسير المتأخرين بعضها تجد الكلام الطويل العريض على الآية, ثم إذا أردت أن تحصل منه شيئاً لا تجد شيئاً, فهو هش فائدته قليلة, اللهم إلا النادر.

& المدار في الإيمان على القلب, لقوله: ﴿من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم﴾ فإيمان باللسان ليس إيماناً حتى يكون مبنياً على إيمان القلب.

& الإيمان يزيد وينقص وإذا كان يزيد وينقص فيجب علينا أن نلاحظ إيماننا هل زاد هل نقص ؟ فمن وجد خيراً فليحمد الله, ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه.

& الإيمان الحقيقي مستلزم للتقوى, فمن قال: أنه مؤمن ولكن لم يتقِ الله, فهو إما فاقد الإيمان بالكلية, وإما ناقص الإيمان.

& الإيمان كلما قوي صار المؤمن كأنما يشاهد الشيء بعينه, فيزداد إيماناً وخشوعاً وبكاءً.

& مما ينافي كمال الإيمان أن يسأل الإنسان عن شيء لم يكلف به, لقوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا ﴾  

& كلما كان الإنسان أشد إيماناً بالله عز وجل دفع عنه, وتسليط بعض الناس عليه بالإيذاء ما هو إلا  كتسليط المرض على الرسل والأنبياء من باب رفعة الدرجات.  

  • الاهتمام بأعمال لقلب:

& المدار في الصلاح والفساد على القلب, لقوله تعالى: ﴿أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم 

& ينبغي للإنسان أن يسأل الله دائماً أن يطهر قلبه.

& عمل الجسد يقع من كل إنسان, من مؤمن ومنافق, لكن عمل القلب هو المهم

& احذر أن تضمر في قلبك ما يخالف ما تنطق به بلسانك أو تفعله بجوارحك, يجب أن تصفى القلب أولاً, وتطهر القلب, ثم تبني أعمالك على حسب هذه التصفية.

  • الشرك:

& كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله أن يشرك بالله وهو يعلم, ويستغفره لما لا يعلم.

& يجب على الإنسان دائماً أن يغسل قلبه من أدران الشرك, ويتفقده حتى لا يقع فيه وهو لا يعلم.

  • العلم:

&نقول لكل طالب علم أتريد أن يهديك الله ويرزقك علماً سيقول بلى نقول عليك باتباع رضوان الله كلما رأيت شيئاً يرضى الله فافعله وكلما رأيت شيئاً يغضبه فاجتنبه

& لو شعرنا أن نطلب العلم ونحن مجاهدون في سبيل الله, لصارت صدرونا أشد انشراحاً.

& طالب العلم يجب أن يقصد بطلب العلم نصرة هذا الدين.

& من رزقه الله علماً فقد أنعم الله عليه نعمةً عظيمة, تحتاج إلى التذكر.

& الإنسان كلما ازداد علماً ازداد نوراً وبصيرة في دين الله عز وجل.

& أقرب وسيلة إلى حصول العلم أن يربى الطالب بصغار العلم قبل كباره.

& الله تعالى فرق بين صيد ما ليس بمعلم وما كان معلماً, فأحلّ الثاني ولم يحل الأول, وهذا يدلّ على فضل التعليم حتى في الحيوانات.

& العلماء ثلاثة أصناف: عالم ملة, وعالم أمة, وعالم دولة.

& عالم الملة: هو الذي يحرص على حفظ الملة ونشرها بين الناس والدعوة إليها وهذا هو العالم حقيقة.

& عالم الأمة: هو الذي يرى ما يريده الناس فيفتيهم به ولو خالف الشرع, لأنه يريد أن يساير ويقبل رأيه ولا يبالى.

& عالم دولة: وهو الذي يرى ما تريده الدولة فيدعو إليه ويحكم به, ويحاول أن يلوى أعناق النصوص إلى ما تريده الدولة.

& لو أنك تأملت أسباب...انحراف العلماء, لوجدته يدور على شيئين: إما الخوف من الناس, وإما طلب الدنيا والرئاسة والمال وما أشبه ذلك.

& يجب على العلماء أن يبينوا الحق بقطع النظر عن مكانتهم الشخصية, حتى لو فرض أنهم أهينوا أو أذلوا بسبب ذلك فالعاقبة لهم.

  • دين الإسلام:

& دين الإسلام هو دين السلام لكنه مع ذلك هو دين العزم والقوة والحذر من الأعداء, وكيدهم, ومكرهم, وخيانتهم.

& الإسلام التام...هو اسلام القلب وإسلام اللسان وإسلام الجوارح, يعني: الاستسلام لله ظاهراً وباطناً.

& التمسك بالإسلام له بركات عظيمة, قد لا يشعر بها الإنسان إلا بعد مدة.

  • الغلو في الدين:

& الغالب أن الغالي ينحرف _ نسأل الله العافية _ لأن الغلو خلاف الفطرة, فيكون غلوه ظاهرياً فقط, ويكون قلبه خالياً من حقيقة الإيمان.

& الغالب أن الغالي تجد قلبه يجول مع الناس وأفعال الناس وينتقدهم ويعترض عليهم, لكنه خال من معرفة الله حق المعرفة, ومن الرجوع إليه والإنابة إليه.

& احذر هذا يا طالب العلم, كن مستقيماً بين الغلو والتفريط.

طريق السلف الصالح:

& مخالفة طريق السلف الصالح هو التأخر, لأنه يسمى في القرآن ردة أو ارتداد على الدبر.

& موافقة السلف الصالح هي التقدم حقيقة, ولكنه يحتاج إلى عزيمة وقوة وتطبيق.

& كان بعض السلف إذا قيل له: اتقِ الله, ارتعد وربما سقط مخافة الله عز وجل, وأدركنا من الناس من هذه حاله...إذا قلت له: اتق الله, اضطرب واحمر وجه وخشع

& الآن...إذا قلت له: اتقِ الله, قال: ماذا فعلت ؟ مع أنه منتهك لحرمات الله عز وجل, فالواجب على العبد تقوى الله عز وجل امتثالاً لأمره تعالى.

& إذا اتقى الإنسان ربه تقوى حقيقية فإنه سيحصل له النصر والتأييد لأن الله يدافع عن الذين آمنوا. & من كان أتقى لله كان أقرب لإجابة دعائه.

& من تقوى الله ألا يعجب الإنسان بالخبيث ولو كثر, لأنه ذكر الأمر بالتقوى بعد قوله: ﴿ولو أعجبك كثرة الخبيث ﴾    

& التقوى...سبب لقبول الأعمال, لقوله تعالى: ﴿إنما يتقبل الله من المتقين ﴾ وهل المراد هو تقبل الأعمال فقط أو تقبل الأعمال والدعاء ؟ الظاهر العموم.

& الناس إذا قاموا بطاعة الله واتفقوا عليها فإن الله يلقي بينهم المودة والمحبة والولاية

& كل من تمسك بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ازداد نوراً في قلبه وفراسة واستنباطاً للأحكام الشرعية وغير ذلك, وهو أيضاً نوراً في الوجه.

& لو أن طالب العلم جمع الآيات التي فيها التقوى أمراً وثناءً وجزاءً في القرآن الكريم من أوله إلى آخره, لوجد خيراً كثيراً.

  • الهداية والطاعة:

& لا نسأل الهداية إلا من الله وأن نلح على ربنا عز وجل بالهداية: اللهم اهدني, اللهم اهدني دائماً.

& كلما تمسك الإنسان بشريعة الله هداه الله تعالى.

& من وجد في نفسه إعراضاً عن طاعات كان يفعلها فليكثر من الاستغفار.

& أهل الطاعة عندهم استقرار وعندهم طمأنينة, ولو كان الواحد منهم فقيراً فإن الله يعطيه سعة بال وقناعة.

& من أعظم الهداية وأتم الهداية أن يأمر الإنسان بالمعروف وينهى عن المنكر.

  • المعاصي:

& المعاصي سبب لقلة القهم, أعنى: فهم كلام الله عز وجل أو للعدوان على فهمه.

& كلما عصى الإنسان ربه قسا قلبه.

& المعاصي سبب للزيغ....والمعاصي تُفسد.

& الذنوب لها آثار سيئة, من أعظمها التولي عن دين الله وعما أنزل الله, فالإنسان كلما عصى الله ابتعد عن قبول الوحي والشريعة.

& قال أهل العلم: الفساد في الأرض بعد إصلاحها يعني المعاصي.

& المعاصي سبب لنسيان ما ذُكر به الإنسان...والنسيان نسيان علم ونسيان عمل.

& إضاعة حق الله من أسباب إلقاء العداوة والبغضاء بين الناس, بمعنى أنك متى ما وجدت عداوة وبغضاء بين الناس, فهذا بسبب إعراضهم عن دين الله.

& فاعل المعصية إذا لم يتب فإنه يجازي بالخسران والندم وضيق النفس...صاحب المعصية لو أن ماله كثير فإنه في قلق وحيرة.

ــــــــــــــــ

& الإنسان إذا ابتلي بتيسير المعصية له وتركها لله عوضه الله تعالى خيراً منها.

& الإنسان قد يُحرم الطيبات تحريماً قدرياً لمعصيته, مثل: أن يكون رجل إذا أكل اللحم, تأثر ومرض.

  • الإفتاء:

& الفتوى أمرها عظيم وخطرها عظيم, وما أشد زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب, نسأل الله العافية.

& كان السلف رحمهم الله إذا استفتي أحدهم يقول: لا أفتي حتى أنظر الصراط بين يدي فهل أنجو منه أو لا أنجو ؟       

& كل إنسان يقدم على الفتوى بالتحليل أو التحريم أو الإيجاب بدون علم فهو غير عاقل...وسيفضحه الله عز وجل إما في الدنيا وإما في الآخرة.

& التحري في الإفتاء من العقل, ولقد كان السلف الصالح يتدافعون الإفتاء ويؤجلون المستفتي.

  • المنافقون:

& المنافقون يقسمون بالله ويظهرون تعظيم الله, كما أنهم يذكرون الله ويصلون, ويتصدقون, لكن كل هذا لا ينفهم لعدم الإيمان في قلوبهم أجارنا الله من ذلك.

& المنافق لا بد أن يفضحه الله...وهذا مشاهد...فلا بد أن يظهر نفاق المنافق, إلا أن يتوب إلى الله.

& ينبغي للداعية أن يُذكِّر من يوجه إليهم الخطاب بنعم الله عليهم, لأن تذكيرهم بالنعم يوجب لهم محبة الله.

ــــــــــــــ

& يجوز ترغيب النفوس البشرية في فعل الطاعات بما يذكر من ثواب الدنيا.

& الواعظ...كالطبيب إن أعطى جرعة زائدة هلك المريض وإن نقص لم يبرأ المريض لا بد أن يراعي الأحوال, لا يقتصر على الترغيب دائماً, ولا على الترهيب دائماً.  

& ينبغي لمن نهى عن شيء قبيح أن يبين قبحه, وأن ينقل الناس إلى ما هو خير منه.

& من تعلم اللغة غير العربية من أجل الدعوة إلى الله كان مثاباً على ذلك, لأنها وسيلة لتبيين الشريعة ونشرها.

& متى احتيج إلى التوكيد فلا عيب في التكرار, ولهذا كان من آداب الخطبة أن الإنسان يكرر في المواضع الهامة, وأن هذا لا يُعدُّ عيّاً ولا يُعدُّ زيادة.

& كل إنسان يدعو إلى الله ويأتي بالبراهين والأدلة, لا بد أن يسلط عليه من يسلط, ولكن الله تعالى بقوته وقدرته يصرف عنه.

& ينبغي للإنسان الداعية إلى الله أن يذكر عواقب السيئات من أجل تنفير النفوس.

& الدعوة إلى الله تعالى تحصل بأن تقول: هذا حرام, وهذا حلال, وهذا واجب, لكن  إذا ذكر الترغيب والترهيب كان في ذلك حفز للنفس على الامتثال.

& الإنسان...إذا بذل جهده فيما يجب من الدعوة, فإن هداية الخلق ليست إليه بل إلى الله, فلا يحزن, ولهذا قال الله:  {فلا تأس على القوم الفاسقين 

& هل يحوز للإنسان أن يقول: اليهود والنصارى إخوان القردة والخنازير؟ الجواب: لا بأس أن يقول هذا, لكن أنا عندي أنه غير مناسب, خصوصاً في مقام الدعوة.

& ينبغي للإنسان إذا جاءه أحد من دعاة الخير أو من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر يشكو إليه, أن يوسع له ويفسح له ويقول: لا تأسَ على هؤلاء.

الكفار والمشركين:

& المشرك يبغض الموحد, ويكرهه, ويراه أشدّ الناس عداوة له.

& الواجب أن نقاتل اليهود وغير اليهود ممن كفر بالله, لا على أساس الأرض, ولكن على أساس العقيدة.

& الذين في قلوبهم مرض وهم المنافقون يسارعون في موادة الكافرين

& من أشار على ولاة الأمور بالمسارعة في موادة الكفار وفي مناصرتهم, فإن فيه شبهاً من هؤلاء المنافقين.

& كل من سارع في موادة الكافرين وفي مناصرتهم ففي قلبه مرض.

& كل كافر...ليس له عقل يرشده, عنده ذكاء...ويعرف من الواقع ما لا يعرفه كثير من المسلمين لكنه ليس عاقل, لكفره بالله عز وجل, والعقل يهدي إلى الحق.

& العجيب أن بعض المغرورين بأخلاق الأمم الكافرة يقول لصاحبه إذا واعده إنه وعد إنجليزي مع أن الكفار من أبعد الناس عن الوفاء بالعهد

                        كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 1
  • 0
  • 1,493

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً