الشباب زهرة العمر
أما فترة القوة والاكتمال فهى فترة (الشباب) وهى الفترة التي يبلغ المرء فيها أشده، وهذه أعظم وأجمل وأخطر فترات العمر
أيها الإخوة الكرام: في سورة الروم ( آية) يقول فيها رب العالمين سبحانه وتعالى: ﴿ { ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ ۖ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ} ﴾
هذه الآية ورد الحديث فيها عن دلالة عظيمة من دلائل قدرة الله في خلق الإنسان ومرور حياة الإنسان بأحوال ثلاث ( طفولة وضعف، وشباب وقوة، وشيبة وضعف)
﴿ { ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ ۖ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ } ﴾
اما الطفولة فهى فترة الضعف الأولى وهى فترة معفو عنها، فالطفل مرفوع عنه القلم..
وقد أُتِيَ عُمَرُ بِامْرَأَةٍ قَدْ فَجَرَتْ ، فَأَمَرَ بِرَجْمِهَا، فَمَرَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخَذَهَا فَخَلَّى سَبِيلَهَا..
فَأُخْبِرَ عُمَرُ ، قَالَ : ادْعُوا لِي عَلِيًّا. فَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ ؛ عَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمَعْتُوهِ حَتَّى يَبْرَأَ ". وَإِنَّ هَذِهِ مَعْتُوهَةُ بَنِي فُلَانٍ، لَعَلَّ الَّذِي أَتَاهَا أَتَاهَا وَهِيَ فِي بَلَائِهَا.
فَقَالَ عُمَرُ : لَا أَدْرِي. فَقَالَ عَلِيٌِّ : وَأَنَا لَا أَدْرِي.
وأما فترة الضعف الثانية فهى الفترة التي يرق فيها العظم وينحني فيها الظهر ويشيب فيها الرأس وهذه أيضا فترة ضعف وقد يعفو الله عن صاحبها حياء منه ورحمة به..
قال الله تعالى ﴿ {وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّىٰكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَىْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْـًٔا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} ﴾
أما فترة القوة والاكتمال فهى فترة (الشباب) وهى الفترة التي يبلغ المرء فيها أشده، وهذه أعظم وأجمل وأخطر فترات العمر ..
زهرة العمر ( الشباب)، غنيمة الدهر ( الشباب)، فترة الشباب وسط بين طرفين ( بين الطفولة وبين الهرم) فترة الشباب قوة بين ضعفين ( بين ضعف الطفولة وبين ضعف الهرم) قال الله تعالى ﴿ {هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوٓا۟ أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا۟ شُيُوخًا ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوٓا۟ أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ﴾
زمن الشباب:
هو زمان القوة هو زمان العمل، وهي أحد أجل النعم التي يحاسب عليها العبد يوم القيامة، قال ﷺ «لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع) وذكر منها (وعن شبابه فيمَ أبلاه)»
زمان الشباب: فرصة لا تتكرر، وفي فراقها ألم لا يتصوَّر، قال الله تعالى ﴿ {وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ عَلَى ٱلنَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَٰتِكُمْ فِى حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا وَٱسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِى ٱلْأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ} ﴾
ورد عند تفسير هذه الآية أن من الطيبات التي أذهبوها وضيعوها :(الشباب والقوة)
وقال يوسف بن اسباط : يا معشر الشباب، بادروا بالصحة قبل المرض، فما بقي أحد أغبطه ( أحسده) إلا رجل يتم ركوعه وسجوده، وقد حيل بيني وبين ذلك..
- مدة الشباب قصيرة، كزهر الربيع وبهجته،( عمره قصير) فإذا يبُس وابيض؛ فقد آن ارتحاله وذهابه بلا عودة!!
- الشباب، هم أسرع الناس للحق، قال الله تعالى ﴿ {فَمَآ ءَامَنَ لِمُوسَىٰٓ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِۦ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَإِي۟هِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ ۚ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِى ٱلْأَرْضِ وَإِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلْمُسْرِفِينَ} ﴾
قال ابن عباس : ﴿ {فَمَآ ءَامَنَ لِمُوسَىٰٓ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِۦ} ﴾ يعني من قوم فرعون، منهم مؤمن آل فرعون وخازن فرعون وامرأته وماشطة ابنته . وقيل : هم أقوام آباؤهم من القبط ، وأمهاتهم من بني إسرائيل..
وقال ابن كثير: لم يؤمن بموسى إلا قليل من الذرية، وهم الشباب، ذلك ان الشباب أقبل للحق من الشيوخ، ولهذا كان أكثر المستجيبين لله تعالى وللرسل شبابًا..
وأصحاب نبينا محمدا صلى الله عليه وسلّم خير مثال فقد كان عامتهم من الشباب ( علي بن أبي طالب، مصعب بن عمير، سعد بن أبي وقاص، عبد الله بن مسعود، الزبير بن العوام وغيرهم ) وهؤلاء كانوا من المهاجرين وكان من الأنصار ( معاذ بن جبل، وسعد بن معاذ، وجابر بن عبد الله، وزيد بن ثابت، وغيرهم) وغيرهم من الشباب كثير ممن آمن وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم..
زيد بن أرقم: أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم من شباب الأنصار..
حينما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة، كان زيد فتى صغيرا لا يتجاوز عمره الرابعة عشرة
ورغم حداثة سنه إلا أنه آمن، وأبدى حماسة شديدة في الدفاع عن الدين الجديد و أظهر محبة شديدة وصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم..
ولما كان يوم بدر جاء زيد فعرض نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلّم يود أن يغزو معه إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم استصغره ورده..
ولما كان يوم أحد جاء زيد فجدد عرض نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلّم يود أن يغزو معه إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم استصغره أيضا ورده..
وفي فريدة من الفرائد:
سجل القرآن الكريم مكرمتين اثنتين لزيد بن أرقم في آيات تتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
أما المكرمة الأولى: فإن زيدا رغم ان الرسول رده عن الغزو مرة ومرتين إلا أنه بقى على حماسته وعلو همته ومحبته يود في كل لحظة أن يحمل البشارة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ليسعده..
وفي يوم من الأيام سمع زيد بن أرقم: ناسا من العرب يتكلمون عن النبي صلى الله عليه وسلم، يقول بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل فإن يكن نبياً، فنحن أسعد الناس به، وإن يكن ملكاً نعش في جناحه..
فتلقف زيد هذه الكلمات وانطلق مبشرا للنبي صلى الله عليه وسلّم أن ناسا من العرب سيأتونك رغبة في الإسلام..
قال: فأتيت النبي فبشرته بذلك، ثم إن الناس جاءوا فدخلوا المسجد وكانوا سبعين رجلا من بني تميم، قدموا وقت الظهيرة ورسول الله نائم فجعلوا ينادونه من وراء الحجرات يقولون: يا محمد، يا محمد، أخرج إلينا فإن مدحنا زين، وإن ذمنا شين، فخرج إليهم رسول الله وأنزل الله تعالى فيهم:( {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} )
قال زيد: فأخذ النبي بأذني فمدها وجعل يقول: « «قد صدّق الله قولك يا زيد، قد صدّق الله قولك يا زيد» ».
أما المكرمة الثانية:
فكانت في غزوة بني المصطلق
قال زيد بن أرقم : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معنا أناس من الأعراب فكنا نتسابق على الماء ، وكان الأعراب يسبقونا إليه فيسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض ويجعل حوله حجارة ، ويجعل النطع عليه ( بساط من جلد) حتى تجيء أصحابه . قال زيد : فأتى رجل من الأنصار أعرابيا فأرخى زمام ناقته لتشرب فأبى الأعرابي أن يدع الناقة تشرب ، فنزل الأنصاري فانتزع حجرا فغاض الماء ..
فرفع الأعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشجه ، فأتى الأنصاري عبد الله بن أبي رأس المنافقين فأخبره - وكان من أصحابه - فغضب عبد الله بن أبي ثم قال : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله - يعني الأعراب - وكان الأعراب يحضرون رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الطعام .
ثم إنه قال لأصحابه : لئن رجعتم إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، يقصد نفسه بالأعز، ويقصد بالأذل رسول الله صلى الله عليه وسلّم..
قال زيد : وأنا يومئذ رديف عمي فسمعت (عبد الله بن أبي) وهو يقول ما يقول فأخبرت عمي ، فانطلق عمي فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى (عبد الله بن أبي) فساله فحلف ابن أبي أنه ما قال وجحد كلامه وكذبني . قال زيد : فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبني . قال : فجاء عمي إلي فقال : ما أردت إلى أن مقتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبك وكذبك المنافقون .!!
قال زيد : فوقع علي من جرأتهم ما لم يقع على أحد . قال : فبينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قد خففت برأسي من الهم إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذني وضحك في وجهي ..
قال: فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا . ثم إن أبا بكر لحقني فقال : ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : ما قال شيئا إلا أنه عرك أذني وضحك في وجهي . فقال : أبشر !
قال ثم لحقني عمر فقال : ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : ما قال شيئا إلا أنه عرك أذني وضحك في وجهي . فقال : أبشر !
قال: فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقون..
{﴿ إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَٰفِقُونَ قَالُوا۟ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ ﴾ ﴿ ٱتَّخَذُوٓا۟ أَيْمَٰنَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا۟ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴾﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ ءَامَنُوا۟ ثُمَّ كَفَرُوا۟ فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴾﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا۟ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ ۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴾ ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا۟ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْا۟ رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ﴾ ﴿ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَٰسِقِينَ ﴾﴿ هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا۟ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا۟ ۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ ﴿ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلْأَعَزُّ مِنْهَا ٱلْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾} ...
قال زيد فلما نزلت هذه الآيات بعث إليّ النبي صلى الله عليه وسلّم فأتيته فقال: ««إن الله قد صدقك يا زيد»» .
هكذا كان الشباب أيام رسول الله صلى الله عليه وسلّم آيات في إيمانهم، وحماسهم، وعناوين في محبتهم لدينهم ونبيهم عليه الصلاة والسلام ..
نسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظ شبابنا، وان يصلح أحوالهم، وأن يرزقهم الصحبة الصالحة الناصحة إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير..
الخطبة الثانية
بقى لنا في ختام الحديث عن فترة الشباب ك(زهرة العمر) و ( غنيمة الدهر) وبعد الحديث عن نماذج مشرقة من حياة شباب الصحابة رضوان الله تعالى عليهم بقى لنا أن نقول:
وأين هم شبابنا من أولئك الأعلام؟
أين اهتمام شبابنا من اهتمام أولئك الأبطال؟
يعلم الله أننا نأسف أشد الأسف من مفردات كلامهم، نتألم أشد الألم من سلوكياتهم وتصرفاتهم..
إن العباد والبلاد لتعول كثيراً على سواعد الشباب، على طموح الشباب، على همة الشباب، على جهد الشباب، على شجاعة الشباب، فالشباب هم إخوتنا وهم أبناؤنا وأحفادنا، وهم عدة الأمة في شدتها وفي رخائها..
أول من جهر بالقرآن في مجالس قريش شاب يقال له ( عبدالله بن مسعود)
أول سفير في الإسلام خارج حدود مكة شاب يقال له ( مصعب بن عمير)
أول من عدا به فرسه في سبيل الله شاب يقال له (الزبير بن العوام)
أول من رمى بسهم في سبيل الله شاب يقال له ( سعد بن أبي وقاص)
أول من سل سيفه في سبيل الله (طلحة بن عبيد الله)
الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن صراحة شاب يقال له ( زيد بن حارثة)
وأشار بحفر الخندق حول المدينة لحماية المسلمين من قريش ومن الأحابيش شاب يقال له ( سلمان الفارسي)
أول من جمع القرآن في مصحف زمان أبي بكر شاب يقال له (زيد بن ثابت)
قال النبي عليه الصلاة والسلام في حق مجموعة من الشباب أرْأَف أمتي بأمتي أبو بكرٍ ، وأشدُّهم في دينِ اللهِ عمرَ ، وأصدقُهم حياءً عثمانُ ، وأقضاهم عليٌّ ، وأفرضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ ، وأقرؤهم أُبَيُّ ، وأعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ ، ألا وإنَّ لكلِّ أمةٍ أمينًا ، وأمينُ هذه الأمةِ أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ..
ببركة الشباب، وبقوة الشباب، وبهمة الشباب، وبحكمة الكبار، وبخبرة الكبار، وبصدق الجميع، تعرف الرفعة والنصرة طريقها إلى الإسلام، وتعرف البركة والوفرة طريقها إلى بلاد المسلمين.. وإلا فلا.
نسأل الله العظيم أن يعز الإسلام وان ينصر المسلمين، وأن يرفع بقدرته كلمة الحق والدين إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير.
- التصنيف: