(وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
من طلب إمامة الهدى فلا يطلبها بكثرة أتباع وعدِّ أرقام وشهرة، بل يطلبها بالعلم والإخلاص والصدق والتقوى والصبر والدعوة إلى الله.
اجعلنا رِضًا يُقبَل عنّا ويُقتدى بنا في الخير، فننفعَ الناس ونُثاب.
يجد فينا المُتقي أسوةً وقدوة.
يعني أنّ من يطلبُ التقوى تعلّمها وحُثَّ عليها من قولنا وخُلقنا.
وكلُّ من أراد أن يكون للمتقين إماما فلابد أن:
- يصبر على تعلُّم الإسلام وسُنن رسول اللهﷺ ليكون على نورٍ وهدى من الله، وبصيرة وبيّنة
- ويعتصم بسُنّة رسول الله ما استطاع في كل موقف من حياته
- ويجتهد في الاستقامة عليها في السِّر والعلانية.
- وأن يُحب الخير للمسلمين ويريد بهم الخير.
- ويفرحُ بالدعاة إلى الله ويتعاون معهم على البر.
- ويجتهد في بيان الحق والخير، وينصحُ، ويُعلّم، ويأمرُ بالمعروف وينهى عن المنكر
- ويدعو إلى الله مُخلصًا لا إلى نفسه.
فمن كان كذلك فهو واللهِ للمتقين إمامٌ، وإنْ لم يكُن مشهورا، وإن لم يكن له أتباع.
وكم ممن هم على شهرة وكثرة أتباع وهم ضالون مُضِلون يُضلون الناس باسم الدين، لا يزيدُهم كثرةُ أتباعهم غير تخسير.
وكم من إمام هدى عند الله، وهو تقي غنيٌ خفيٌّ.
ويأتي النبيُّ يوم القيامة ومعه الرجلُ والرجلان، ويأتي وليس معه أحد..
وهو إمامُ هُدى عالمٌ بالله معتصمٌ به داع إليه
ولا يضرّه أن لم يتبعه أحد!
فمن طلب إمامة الهدى فلا يطلبها بكثرة أتباع وعدِّ أرقام وشهرة، بل يطلبها بالعلم والإخلاص والصدق والتقوى والصبر والدعوة إلى الله.
ولن يُحاسب العبدُ عند الله بصورته عند الناس، بل بما يعلمه الله منه
فنعوذ بالله أن نكون في أنفسنا وعند الناس عظماء، وعند الله صغارًا.
- التصنيف: