لماذا نهتم ببناء القيم؟
أيها الآباء وأيتها الأمهات، إننا في زمن المتغيرات وزمن التقنيات والفضائيات وكثرة الثقافات والشُّبُهات حيث أصبح أولادُنا يعيشون في مفترق طرق وتحت تأثير هذه المتغيِّرات، ولا شَكَّ أنها تُسبِّب لهم كثيرًا من المشكلات التربوية والأخلاقية.
سؤال يتكرَّر كثيرًا عند الآباء والأمهات؛ لماذا نطالب بالاهتمام بأولادنا وتعليمهم القِيَم والأخلاق الحميدة والفاضلة؟ لماذا يحرص أهل التربية على القِيَم والأخلاق الحميدة؟ هل صحيح أن أولادنا بحاجة لبناء القِيَم؟
أيها الآباء وأيتها الأمهات، إننا نعيش في هذه الدنيا المتغيِّرة والمتلوِّنة بكثير من القِيَم الصالحة والفاسدة، ونواجه فيها تحديات وأخطار تعصف بكل ما غرس فينا وما غرسناه في أولادنا - بنينًا وبناتٍ - من قِيَم ومبادئ وأخلاق حميدة.
يقول ماجد: ابني يبلغ من العمر 11 سنة، لقد كان محبوبًا من جميع أفراد الأسرة، كان محافظًا على الصلاة وقراءة القرآن؛ لكنه تغيَّر كثيرًا عندما تعرف على صُحْبةٍ فاسدةٍ، بدأ يتعلَّم منهم ويتأثَّر بأخلاقهم، أصبح كسولًا، عنيدًا، كاذبًا، مهملًا لصلاته، لا يسمع الكلام، إنِّي خائف عليه، ماذا أصنع؟
أيها الآباء وأيتها الأمهات، إننا في زمن المتغيرات وزمن التقنيات والفضائيات وكثرة الثقافات والشُّبُهات حيث أصبح أولادُنا يعيشون في مفترق طرق وتحت تأثير هذه المتغيِّرات، ولا شَكَّ أنها تُسبِّب لهم كثيرًا من المشكلات التربوية والأخلاقية.
لقد جعلت وسائل الاتصال العالم ينساب بعضُه على بعض، فلا حدود ولا قيود تقف في وجه انتقال هذه المعلومات إلى أولادنا جميلها، وقبيحها، صحيحها وخطئها، ما وافق الدِّين وما عارَضَه، ما كان يبني القِيَم وما كان يهدمها؛ لذا أصبح علينا لزامًا كآباء وأمهات، مُعلِّمين ومعلمات، مُربِّين ومربيات، دعاة وداعيات، إعلاميين وإعلاميات، أن نتعاون لحماية عقول أولادنا من هذا السيل الجارف لتحطيم قِيَم وأخلاق أولادنا.
إن على الأسرة وهي المحضن الأول في بناء المجتمع أن تعي دورها في بناء شخصية أبنائهم وبناتهم، والحرص على التربية الصالحة، وبِناء القِيَم والأخلاق الحميدة؛ كالحرص على تعليمهم أمور دينهم ودُنْياهم من صلاةٍ وصيامٍ وصدقةٍ وبِرٍّ وصلة، وعليهم مراقبة أولادهم وتوجيههم في التعامل مع التقنيات الحديثة مع الإنترنت، ومع التطبيقات الجديدة؛ كالسناب والتويتر وتيك توك، وغيرها من التطبيقات، وعليهم أن يكونوا قدوةً حسنةً في التحلِّي بالقِيَم والأخلاق الحميدة، وتنبيههم من المشاهير الفاسدين الذين يهدمون الأخلاق والقِيَم.
وعلى الأسرة كذلك الحوار والجلوس معهم ومناقشة أبرز الأفكار الهدَّامة التي تأتي من الفضائيات والإنترنت سواء كان ما يتعارض مع الدِّين أو القِيَم الوطنية أو ما يهدم المجتمع من إرهاب فكري أو مُخدِّرات أو سلوكيَّات خطرة وأفكار منحرفة، وعلينا كذلك أن نُعزِّز فيهم حُبَّ الناس والمجتمع ومراعاة الأخلاق والصفات الحسنة عند التعامُل معهم، وأن يكونوا أُمناء صادقين بعيدين عن الحسد والضغينة والكره وسوء الظن والنفاق.
أيها الآباء وأيتها الأمهات، لا تنسوا أخيرًا تربيتهم على مراقبة الله في السِّرِّ والعَلَنِ؛ فهو سبحانه العليم الخبير السميع البصير، فهو سبحانه {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4].
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يُعيننا ويُعينكم على تعليم أولادنا القِيَم والأخلاق الفاضلة، والحميدة، هذا وصلَّى الله وسلَّم وبارك على سيِّدنا محمد.
- التصنيف: