واشنطن ودبغ جلد الأسد!

منذ 2023-05-20

أمريكا تعيد تأهيل الأسد عربيا تحت كنترول قانون منع التطبيع معه أمريكيا لاستكمال مشروعها في سوريا الذي نفذ الأسد الشق الأخطر منه وهو تفريغها من سكانها وتهجير ١٠ مليون سوري سني في أكبر عملية تغيير ديمغرافي

من يتوهم أن الدول العربية الوظيفية تتسابق في إعادة علاقتها مع نظام بشار بعيدا عن الترتيب الأمريكي لا يمكن له أن يفهم حقيقة مشروع القانون الأمريكي لمنع التطبيع مع النظام السوري الذي تحتل أمريكا بشكل عسكري مباشر أهم مناطقه النفطية في المحافظات الشرقية بينما تحتل روسيا مناطقه الساحلية!


‏فأمريكا تعيد تأهيل الأسد عربيا تحت كنترول قانون منع التطبيع معه أمريكيا لاستكمال مشروعها في سوريا الذي نفذ الأسد الشق الأخطر منه وهو تفريغها من سكانها وتهجير ١٠ مليون سوري سني في أكبر عملية تغيير ديمغرافي في الشام منذ قيام المحتل الصهيوني سنة ١٩٤٧م وتهجيره شعب فلسطين!

وهو الخطوة الأهم لتقسيم سوريا إلى دويلة علوية ساحلية على حدود إسرائيل وسنية داخلية تحت النفوذ الأمريكي كما اقترحه سنة ٢٠٠٦ الجنرال الأمريكي رالف بيترز لإعادة رسم  "خريطة حدود الدم في الشرق الأوسط" على أسس طائفية وعرقية وهو مشروع المستشرق الأمريكي اليهودي برنارد لويس لإعادة تقسيم العالم العربي طائفيا!


‏ولم تجد واشنطن طوال مدة سنوات الثورة السورية من هو أقدر على استكمال هذا المشروع غير الأسد إذ لم تستطع "قسد" الكردية تحقيق هذا المشروع كما لم تقبل به قوى الثورة السورية ولم يبق إلا استثمار جلد الأسد الذي يحتاج إلى التأهيل العربي ودبغه من جديد تحت الكنترول الأمريكي!


‏تماما كما أخضعت واشنطن إيران لكل ما تريده تحت كنترول الملف النووي لمدة ١٥ سنة دون أن تتوقف المفاوضات والتي بموجبها رفع أوباما الحجر عن ١٠٠ مليار دولار لإيران سنة ٢٠١٥ لتكون قادرة على تمويل ميليشياتها للقضاء على الثورتين السورية واليمنية!


‏ليتضح أن مفاوضات الملف النووي بين طهران وواشنطن هي في حقيقتها لجنة مراقبة دائمة تتحكم واشنطن من خلالها بالنظام الإيراني وتراقب سلوكه ومدى التزامه بتنفيذ السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط فهي تحاصره وفي الوقت نفسه تستثمره لتنفيذ مشروعها وتمنع من سقوطه في أي ثورة إيرانية شعبية كما فعلت مع نظام الأسد!

حاكم المطيري

أستاذا مساعد بقسم التفسير والحديث في كلية الشريعة بجامعة الكويت

  • 2
  • 0
  • 968

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً