الخسارة للكافرين والفوز للمؤمنين
قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ * إنَّ الْإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ * إنَّ الْإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر].
العصر: الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خير وشر.
وقال مالك عن زيد بن أسلم هو العصر، والمشهور الأول.
فأقسم تعالى بذلك على أن الإنسان لفي خسر أي في خسارة وهلاك.
{إلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا} فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم، وعملوا الصالحات بجوارحهم.
{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} وهو أداء الطاعات وترك المحرمات.
{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} أي على المصائب والأقدار وأذى من يؤذي ممن يأمرونه بالمعروف وينهون عن المنكر. [انظر تفسير ابن كثير ج 4/ 547].
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم.
وذلك لما فيها من المراتب العالية التي باستكمالها يحصل للمسلم غاية كماله:
الأولى: معرفة الحق، والثانية: عمله به، والثالثة: تعليمه من لا يحسنه، والرابعة: صبره على تعلمه والعمل به وتعليمه.
من فوائد السورة:
1- فضل سورة العصر لاشتمالها على طريق النجاة.
2- لله أن يقسم بما شاء لأنه الخالق له.
3- لا يجوز الحلف بغير الله للعباد لقوله صلى الله عليه وسلم:
أ- «من حلف بغير الله فقد أشرك»؛ (صحيح: رواه أحمد).
ب- «لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فلْيَصدق، ومن خلِف له فلْيرضَ، ومن لم يرض بالله فليس من الله»؛ (صحيح: رواه ابن ماجه).
ج- وقال عبد الله بن مسعود:
لأن أحلف بالله كاذبًا خير من أن أحلف بغيره صادقًا))؛ (أخرحه الطبراني وصححه الألباني في الإرواء جـ 8).
4- بيان مصير الإنسان الكافر، وأنه في خسران.
5- بيان فوز أهل الإيمان والعمل الصالح الموافق للشرع.
6- الإيمان: قول وعمل، يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي.
7- وجوب التواصي بالحق، والتواصي بالصبر بين المسلمين.
8- وجوب الصلاة مع الجماعة، ولا سيما صلاة العصر، لقول الله تعالى:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238].
[والصلاة الوسطى: هي صلاة العصر]..
9- الزمن له قيمة عند المسلم، فيقضيه بطاعة الله.
- التصنيف: