زوال الطغاة والعودة إلى الله

منذ 2011-10-25

لاشك أن ما مرت وتمر به الأمة الإسلامية من مخاض يعد بمثابة الولادة الجديدة , حيث أمر جبار السماوات والأرض وملك الملوك بزوال جبابرة الأرض وأذن بالتغيير .

قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 26].
وقال: {يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: 16].
لاشك أن ما مرت وتمر به الأمة الإسلامية من مخاض يعد بمثابة الولادة الجديدة ، حيث أمر جبار السماوات والأرض وملك الملوك بزوال جبابرة الأرض وأذن بالتغيير.
وبما أن الابتلاء من سنن الله الكونية؛ فبعد إبعاد الدعاة والعلماء والإسلاميين من صدارة الأمة حان وقت العمل ليعود الأمر إلى نصابه؛ وليتصدر العلماء والدعاة مقام التوجيه والإرشاد، وقيادة الجماهير المتعطشة للإسلام.
وحان الوقت لتعود الجماهير لتطبيق شعائر دينها بلا خوف ولا وجل، وحانت الفرصة لتعليم الجماهير التوحيد الخالص، وأتى وقت الاختبار للثبات على دعوة التوحيد وثبات الشعوب على تطبيق الإسلام الصافي من شوائب الشرك والبدع.

إن زوال الديكتاتوريات في بلاد العرب ما هو إلا فجر جديد، وعلى الشعوب أن ترسم نهار يومها القادم معتمدة على ربها سبحانه، منقادة لشرعه المطهر، واضعة علماء الأمة كالتاج على رأس أمة موحدة كل أهلها ملوك بتوحيدهم، نجوم بتقواهم.
قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].
وقال: {وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ} [الحج: 67] وقال تعالى: {وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [القصص: 87] وقال: {قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ ۚ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ} [الرعد: 36].
فالأمر يستدعي الوجوب، ومن قال بفرض الكفاية.. فأي كفاية والأمة الإسلامية غارقة في كثير من طبقاتها في الجهل وضعف الاتباع والانحرافات والبدع؟ هذا واجب الدعوة.


أما واجب العمل، فقد قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّه} "أي ثوابه وجزاءه الصالح {فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} أي ما كان موافقًا لشرع الله {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له وهذان ركنا العمل المتقبل لا بد أن يكون خالصًا لله صوابًا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم". أ هـ من تفسير القرآن العظيم.

فالعمل حتى يكون متقبلاً لابد أن يتوفر فيه الإخلاص المبني على التوحيد الخالص، وكذا الإتباع المبني على العلم الصحيح، الذي لا يتلقى إلا من ربانيي هذه الأمة الأبرار.

فيا شعوب الأمة الكرام، يا من ثارت ثائرتكم من أجل التغيير، ها قد حان وقت العمل لرفعة الإسلام بتعلمه وتعليمه وتطبيقه ونشره في أرجاء المعمورة، وها هو الاختبار قد نصب فأينا مستعد للبلاء الحسن، والدرجات العلى؟

فهل من مشمر للجنة ؟!
اللهم ارزقنا وأهلنا وقومنا حسن البلاء فيك وحسن القول وحسن العمل وتقبل منا إنك أنت الكريم، وارزقنا الدرجات العلا من الجنة يا حنان يا منان يا رحمن يا رحيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 12
  • 0
  • 4,547
  • على حلمى

      منذ
    جزاك الله خيرا اخانا الكريم وجعل ذلك فى ميزان حسناتك ونفعنا واياكم بما فيه خير لامتنا وصالح لاخوانا - والهم شبابنا حسن فهم امور دينهم ودنياهم ورزقنا الفهم الصحيح - حتى ترفع راية الاسلام عالية خفاقة مهما كره ذلك من الغرب الحاقد - ومهما تربص الى ذلك المتربصون

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً