فوائد مختصرة من شرح كشف الشبهات للعلامة العثيمين
فوائد مختصرة من شرح كشف الشبهات, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه فوائد مختصرة من شرح كشف الشبهات, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
كتاب " كشف الشبهات " للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:
& أورد فيه المؤلف بضع عشرة شبهة لأهل الشرك وأجاب عنها بأحسن إجابة مدعمة بالدليل, مع سهولة المعنى, ووضوح العبارة, أسأل الله تعالى أن يثيبه على ذلك, وأن ينفع بذلك العباد, إنه على كل شيء قدير.
الرحمن الرحيم:
& الرحمن, اسم من الأسماء المختصة بالله لا يطلق على غيره, ومعناه: المتصف بالرحمة الواسعة. الرحيم: اسم يطلق على الله عز وجل, وعلى غيره, ومعناه: ذو الرحمة الواصلة, فالرحمن ذو الرحمة الواسعة, والرحيم ذو الرحمة الواصلة.
& العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا.
& العلم ينقسم إلى قسمين: ضروري ونظري.
& الضروري ما يكون إدراك المعلوم فيه ضروريًا بحيث يضطر إليه من غير نظر ولا استدلال, كالعلم بأن النار حارة مثلًا. والنظري ما يحتاج إلى نظر واستدلال كالعلم بوجوب النية في الوضوء.
& التوحيد لغة: مصدر وحّد يوحّد, أي جعل الشيء واحدًا. وفي الاصطلاح عرف المؤلف رحمه الله التوحيد بقوله " التوحيد هو إفراد الله عز وجل بالعبادة ", أي أن تعبد الله وحده ولا تشرك به شيئًا بل تفرده وحده بالعبادة محبة وتعظيمًا ورغبة ورهبة.
& هناك تعريف أعمّ للتوحيد وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به وأنواعه ثلاثة الأول: توحيد الربوبية....الثاني: توحيد الألوهية. الثالث: توحيد الأسماء والصفات.
& توحيد الربوبية: وهو: أفراد الله تعالى بالخلق والملك والتدبير.
& توحيد الألوهية وهو: إفراد الله تعالى بالعبادة بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحدًا يعبده كما يعبد الله أو يتقرب إليه كما يتقرب إلى الله تعالى.
& توحيد الأسماء والصفات وهو: إفراد الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته الواردة في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وذلك بإثبات ما أثبته, ونفي ما نفاه من غير تحريف, ولا تعطيل, ومن عير تكيف, ولا تمثيل.
& توحيد الألوهية...دين الرسل كلهم, فكلهم أرسلوا بهذا الأصل الذي هو التوحيد, كما قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ ﴾ [النحل:36]
& توحيد الألوهية...من أخلّ بهذا التوحيد فهو مشرك كافر, وإن أقرّ بتوحيد الربوبية, والأسماء والصفات.
& الإقرار بالربوبية يستلزم الإقرار بالألوهية....لأنه إذا كان الله وحده هو الخالق, وهو المدبر للأمور, وهو الذي يده ملكوت كل شيء فالواجب أن تكون العبادة له وحده لا لغيره.
الغلو:
& الغلو في العقيدة كغلو أهل الكلام في الصفات حتى أدى بهم إما إلى التمثيل أو التعطيل.
& الغلو في العبادات كغلو الخوارج الذين يرون كفر فاعل الكبيرة, وغلو المعتزلة حيث قالوا: إن فاعل الكبيرة بمنزلة بين المنزلتين وهذا التشدد قابله تساهل المرجئة حيث قالوا لا يضر من الإيمان ذنب.
& الغلو في المعاملات وهو التشديد بتحريم كل شيء, وقابل هذا التشدد تساهل من قال بحلّ كل شيء ينمى المال والاقتصاد حتى الربا والغش وغير ذلك.
& الغلو في العادات وهو التشدد في التمسك بالعادات القديمة وعدم التحول إلى ما هو خير منها. أما إن كانت العادات متساوية في المصالح فإن كون الإنسان يبقى على ما هو عليه خير من تلقى العادات الوافدة.
دعاء غير الله عز وجل:
& دعاء العبادة أن يتعبد للمدعو طلبًا لثوابه وخوفًا من عقابه, وهذا لا يصحّ لغير الله, وصرفه لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة.
& من دعا غير الله عز وجل بشيء لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر سواءً كان المدعو حيًا أو ميتًا.
& دعاء الحي بما يقدر عليه مثل يا فلان اسقني, فلا شيء فيه.
& دعاء الميت أو الغائب بمثل هذا فإنه شرك, لأن الميت أو الغائب لا يمكن أن يقوم بمثل هذا, فدعاؤه إياه يدل على أنه يعتقد أن له تصرفاً في الكون, فيكون بذلك مشركًا.
الاستغاثة:
& الاستغاثة: طلب الغوث والإنقاذ من الشدة والهلاك.
& الاستغاثة بالله عز وجل...من أفضل الأعمال, وأكملها, وهو دأب الرسل عليهم الصلاة والسلام, وأتبعهم, ودليله قوله تعالى: ﴿ إذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلۡف مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ ﴾ [الأنفال:9]
& الاستغاثة بالأموات أو الأحياء غير الحاضرين القادرين على الإغاثة فهذا شرك, لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفًا خفيًا في الكون فيجعل لهم حظًا من الربوبية.
& الاستغاثة بالأحياء العالمين القادرين على الإغاثة فهذا جائز كالاستعانة بهم, قال الله تعالى في قصة موسى عليه السلام: : ﴿ أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰه مَّعَ ٱللَّهِۚ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل:62]
المجادلة والمناظرة:
& المجادل يحتاج إلى أمرين: الأول: إثبات دليل قوله. الثاني: إبطال دليل خصمه. ولا سبيل إلى ذلك إلا بمعرفة ما هو عليه من الحق, وما عليه خصمه من الباطل, ليتمكن من دحض حجته.
& ينبغي لأهل العلم في باب المناظرة والمجادلة أن يأتوا بجواب مجمل حتى يشمل ما يحتمل أن يورده الملبسون المشبهون ويأتي بجواب مفصل لكل مسألة بعينها قال تعالى
﴿ الٓرۚ كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِير ﴾ [هود:1]
الذبح:
& الذبح, ويقع على وجوه: أن يقصد به تعظيم المذبوح له, والتذلل له, والتقرب إليه فهذا عبادة لا يكون إلا لله تعالى على الوجه الذي شرعه الله تعالى, وصرفه لغير الله شرك أكبر.
أعداء الرسل وأتباعهم:
& نبه المؤلف رحمه الله...على فائدة عظيمة حيث بين أن من حكمة الله عز وجل أنه لم يبعث نبيًا إلا جعل له أعداءً من الإنس والجن, وذلك أن وجود العدو يمحص الحق ويبينه فإنه كلما وجد المعارض قويت حجة الآخر.
& كل اتباع الأنبياء يحصل لهم مثل ما يحصل للأنبياء...فإن هؤلاء المجرمين يعتدون على الرسل واتباعهم وعلى ما جاءوا به بأمرين: الأول: التشكيك. الثاني: العدوان.
& الله تعالى يهدى الرسل وأتباعهم وينصرهم على أعدائهم ولو كانوا من أقوى الأعداء, فعلينا أن لا نيأس لكثرة الأعداء...فإن الحق كما قال ابن القيم رحمه الله:
الحق منصور وممتحن فـــــــلا تعجب فهذي سنة الرحمن
طلب الإنسان من رجل صالح أن يدعو له:
& لا بأس أن تأتي لرجل صالح تعرفه وتعرف صلاحه فتسأله أن يدعو الله لك...إلا أنه لا ينبغي للإنسان أن يتخذ ذلك ديدنًا له, كلما رأى رحلًا صالحًا قال: ادع الله لي, فإن هذا ليس من عادة السلف رضي الله عنهم, وفيه اتكال على دعاء الغير.
& الإنسان إذا دعا ربه بنفسه فإنه ينال أجر العبادة ثم يعتمد على الله عز وجل في حصول المنفعة ودفع المضرة, بخلاف ما إذا طلب من غيره أن يدعو الله لله فإنه يعتمد على ذلك الغير وربما يكون تعلقه بهذا الغير أكثر من تعلقه بالله عز وجل.
متفرقات:
& الإخلاص لله معناه: أن يقصد المرء بعبادته التقرب إلى الله سبحانه وتعالى, والوصول إلى دار كرامته.
& فرح العبد بما أنعم الله عليه من العلم والعبادة من الأمور المحمودة, كما جاء في الحديث: (( للصائم فرحتان: فرحة عند فطره, وفرحة عند لقاء ربه.))
& الإنسان وإن كان عالمًا قد يخفى عليه بعض أنواع الشرك, وهذا يوجب على الإنسان أن يتعلم ويعرف حتى لا يقع في الشرك وهو لا يدري
& الواجب على المرء أن يلتمس رضا الله عز وجل ولو سخط الناس, وأن لا يتبع رضا الناس بسخط الله عز وجل
& الصالح هو الذي قام بحق الله, وبحق عباد الله.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: