دورُ المرأةِ في الثَّورة السُّوريَّة

منذ 2011-11-17

تخوضُ المرأةُ المسلمةُ في سوريَّة معركةَ العزةِ والإباء، وتسجنُ وتعذَّب وتُضربُ في الله وتُهان، ويُمزَّق حجابُها وتنتهكُ حرِّيتُها وكرامتُها، على مرأى من النَّاس ومَسْمَع، فما يزيدُها إلا إيمانًا وجهادًا، إنَّها حفيدةُ أسماء، ووريثةُ خولةَ والخنساء.

نعم إنَّها حفيدة أسماء، وأسماءُ قدوتُها في الصُّمود والثَّبات، وهي وارثة شجاعة خولة بنت الأزور، وصبر واحتساب تماضر الخنساء.
وإليك أخي المسلم نبذة عن هؤلاء الفضليات الثَّلاث، ثمَّ اعقد بنفسك مقارنة بينهنَّ وبين حرائر بانياس، وميدان دمشق، وباب سباع حمص، وخنساء قرية سرجة من ريف إدلب.
سمَّوها: خنساءُ الثَّورة السُّورية، لأنَّها: قدَّمت عدَّة شهداء وهي صابرة وصامدة، في وجه طاغوت الشَّام، الفشَّار الجزَّار، الذي ورث القتل كابرًا عن كابر، لعنه الله وأخزاه، ويمكنك رؤية خنساء الثَّورة السُّورية في اليوتيوب، تحت مسمَّى: (خنساء الثَّورة السُّورية) وستجد في نفس الصَّفحة خنساوات عدَّة، شابهن تماضر الخنساء رضي الله عنها، وأسماء، وخولة، وأمَّة الإسلام ولودة، لا تعدم من الشُّجعان والشُّجاعات وهم يولدون وسط النَّازلة والمدلهمة، كنَّا نقرأ أحاديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في فضل الشَّام وأهله، وننظر لواقع الشَّام وأهله قبل الثَّورة، فنشعر بالضِّيق والحرج من واقعه المؤلم، ولكن أَجْلَتْ الثَّورة عن معادن رجال الشَّام وحرائره، فزدنا يقينًا بأنَّ أهل الشَّام هم قادة الأمَّة، وهم الطَّائفة القائمة بأمر الله، وهم الطَّائفة المنصورة الظَّاهرة بالحقِّ إلى قيام السَّاعة..

مَنْ أسماءُ؟
إنَّها أسماء بنت عبد الله بن عثمَّان التَّيمية، أبوها: أبو بكر الصِّديق -رضي الله عنه- وأمها: قتيلة بنت عبد العزَّى، قرشيَّة من بني عامر بن لؤي، وزوجها: الزُّبير بن العوام -رضي الله عنه- وولدها: عبد الله بن الزُّبير -رضي الله عنه- توفيت سنة (73هـ) صحابيَّة من الفضليات والسَّابقات إلى الإسلام، أسلمت قديمًا بمكة بعد سبعة عشر نفسًا، وهاجرت وهي حامل، فوضعت بقباء، فكان عبد الله أول مولود يولد في المدينة المنورة بعد الهجرة، وعاشت إلى أن ولي ابنها الخلافة، ثمَّ إلى أن قتل، وماتت بعده بقليل، وكانت تُلقَّب بذات النِّطاقين، صَنَعتْ سفرة للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، في بيت أبي بكر، حين أراد أن يُهاجر إلى المدينة، فلم تجد لسفرته ولا لسقائه ما تربطهما به، فقالت لأبي بكر: "ما أجد إلا نطاقي" قال: "شقِّيه اثنين فاربطي بواحد منهما السِّقاء، وبالآخر السُّفرة" قال الحافظ في الإصابة: (سنده صحيح) وقال الزُّبير بن بكار في هذه القصَّة: "قال لها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنَّة» فقيل لها: ذات النِّطاقين".

شهدت اليرموك مع ابنها عبد الله وزوجها، وهي وابنها وأبوها، وجدُّها صحابيون والبيئة الحسنة -بعد توفيق الله- تساعد على إخراج الموفقين والنَّاجحين، كانت أكبر من أختها عائشة رضي الله عنها بعشر سنين، وعاشت مائة سنة ولم يسقط لها سن، ومن حفظ جوارحه في شبابه من الذُّنوب، حفظها الله عليه في الكبر من التَّلف، كانت أسماءُ سخيَّة النَّفْس وكانت تقول: "يا بناتي: تصدقْن ولا تنتظرْن الفضل، لا تنتظرْن ما يزيد عن حاجتكُن، فإنَّكن إن انتظرتُنَّ الفضل لن تجدنه، وإن تصدقتُنَّ لن تجدن فقده" وقال ابن الزبير: "ما رأيت امرأتين قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما يختلف، أمَّا عائشة فكانت تجمع الشَّيء إلى الشَّيء، حتَّى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه، وأمَّا أسماء فكانت لا تدَّخر شيئًا لغد" وقد فرض عمر ألفًا ألفًا للمهاجرات، منهن أم عبد الله (عائشة) وأسماء، كانت أسماء تمرض المرْضَة، فتعتق كلَّ مملوك لها، من باب داووا مرضاكم بالصَّدقة.

لما قَتل الحجاجُ ابن الزبير صلبه، وأرسل إلى أمِّه أن تأتيه، فأبت، فأرسل إليها لتأتيَنِّي أو لأبعثنَّ من يسحبك بقرونك، فأرسلت إليه: "والله لا آتيك حتَّى تبعث إليَّ من يسحبني بقروني" فلمَّا رأى ذلك أتى إليها فقال: "كيف رأيتني صنعت بعبد الله؟" قالت: "رأيتُك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، وقد بلغني أنَّك كنت تعيِّره بابن ذات النِّطاقين، فقد كان لي نطاق أغطِّي به طعام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من النَّمل، ونطاق لا بد للنِّساء منه، فانصرف ولم يراجعْها".

دخل الحجاج عليها فقال: "إنَّ ابنك أُلْحِدَ في هذا البيت، وإنَّ الله أذاقه من عذاب أليم" قالت: "كذبت، كان برًا بوالديه، صوَّامًا قوَّامًا، ولكن قد أخبرنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه: «سيخرج في ثقيف كذاب ومبير» فأمَّا الكذاب، فقد رأيناه -تعني المختار بن أبي عبيد- وأمَّا المبير فأنت".

وهذا درس في الصَّدع بقول الحقِّ أمام الجبابرة، لا يقدر عليه إلا من أوتي قوة، وشجاعة دين، وتوكُّل.
قيل لابن عمر: إنَّ أسماء في ناحية المسجد، وذلك حين قُتل ابن الزُّبير، وهو مصلوب، فمال إليها، فقال: "إنَّ هذه الجثث ليست بشيء، وإنَّما الأرواح عند الله، فاتقي الله، وعليك بالصَّبر". فقالت: "وما يمنعني، وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغيٍّ من بغايا بني إسرائيل".

وهذا من أعظم دروس الصَّبر للأمهات، إذ ترى ابنها معلقًا على خشبة، وتصبر على ذلك، لأنَّه كان في ذات الله، وما كان في رضاء الله لا يضر معه ألم، ولو كان الموت.
قدمت قتيلة بنت عبد العزَّى على ابنتها أسماء بنت أبي بكر، وكان أبو بكر قد طلَّقها في الجاهلية، ومعها هدايا، فأبت أن تقبل هديتها، وأرسلت إلى عائشة: "سلي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: «لتدخلَها، وتقبل هديتَها»" ونزل قول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]. وهذا درس عظيم في الردِّ على المتشددين، في محاربة وعداوة أهل الكتاب المسالمين، مع أنَّ التَّقارب بيننا وبينهم فيه فرصة لدعوتهم، وتعريفهم بدين الحقِّ.

مَنْ خولةُ؟
إنَّها خولة بنت الأزور الأسدي، شاعرة، كانت من أشجع النِّساء في عصرها، وتشبه خالد بن الوليد في حملاتها، وهي أخت ضرار، توفيت أواخر عهد عثمان -رضي الله عنه- (35هـ) إنَّها امرأة ليست ككلِّ النِّساء، تميَّزت عنهن بالكثير من الصِّفات والمواصفات، تربَّت في البادية العربيَّة مع أبناء قبيلتها بني أسد، ولازمت أخاها ضرارًا، فكانا دومًا معًا، ودخلت الإسلام مع من دخل من أبناء العروبة، في ذلك الزَّمن الأوَّل للإسلام، وشاء الله أن تكون وأخوها ضرار، مع الكتائب الطَّلائعيَّة المتقدِّمة للجهاد في سبيل الله، وإعلاء كلمة الحقِّ والدِّين، فشاركت بكلِّ قوة، وببسالة نادرة بين الرجال، وبين النساء، وعلى مرِّ العصور في الكرِّ والفرِّ، في حمل الرِّماح، ورمي السِّهام، وضربت بالحسام، خاصَّة عندما وقع أخوها ضرار في الأسر، بعد أن أبلى بلاءً منقطع النَّظير.

ففي موقعة أجنادين: وهي قرية تقع شرقي القدس في فلسطين، نظر خالد بن الوليد إلى فارس طويل، وهو لا يبين منه إلا الحدق والفروسيَّة تلوح من شمائله، وعليه ثياب سود، وقد تظاهر بها من فوق لامته، وقد حزم وسطه بعمامة خضراء وسحبها على صدره، وقد سبق أمام النَّاس كأنَّه نار، فقال خالد: "ليت شعري من هذا الفارس؟ وأيم الله إنَّه لفارس شجاع". ثُمَّ لحقه والنَّاس معه، وكان هذا الفارس أسبق إلى المشركين، فحمل على عساكر الروم، كأنَّه النَّار المحرقة، فزعزع كتائبهم، وحطَّم مواكبهم، ثُمَّ غاب في وسطهم، فما كانت إلا جولة الجائل، حتَّى خرج، وسنانه ملطخ بالدِّماء من الرُّوم، وقد قتل رجالاً، وجندل أبطالاً، وقد عرَّض نفسه للهلاك، ثُمَّ اخترق القوم غير مكترث بهم، ولا خائف، وعطف على كراديس الرُّوم.

فقلق عليه المسلمون، وقال رافع بن عميرة: "ليس هذا الفارس إلاّ خالد بن الوليد". ثُمَّ أشرف عليهم خالد، فقال رافع: "من الفارس الذي تقدم أمامك، فلقد بذل نفسه ومهجته؟" فقال خالد: "والله إنَّني أشدُّ إنكارًا منكم له، ولقد أعجبني ما ظهر منه ومن شمائله" فقال رافع: "أيها الأمير: إنَّه منغمس في عسكر الرُّوم يطعن يمينًا وشمالًا" فقال خالد: "معاشر المسلمين: احملوا بأجمعكم وساعدوا المحامي عن دين الله" فأطلقوا الأعنَّة، وقوَّموا الأسِنَّة، والتصق بعضهم ببعض، وخالد أمامهم، ونظر إلى الفارس، فوجده كأنَّه شعلة من نار، والخيل في إثْرِه، وكلَّما لحقت به الرُّوم، لوى عليهم وجندلهم، فحمل خالد ومن معه، ووصل الفارس المذكور إلى جيش المسلمين، فتأمَّلوه فرأوه وقد تخضب بالدِّماء، فصاح خالد والمسلمون: "لله درك من فارس! بذل مهجته في سبيل الله، وأظهر شجاعته على أعداء الله، اكشف لنا عن لثامك" فمال عنهم، ولم يخاطبْهم، وانغمس في الرُّوم، فتصايحت به الرُّوم من كل جانب، وكذلك المسلمون.

وقالوا: "أيها الرجل الكريم! أميرُك يخاطبُك، وأنت تعرض عنه، اكشف عن اسمك وحسبك لتزداد تعظيمًا، فلم يرد عليهم جوابًا" فلما بعد عن خالد سار إليه بنفسه، وقال له: "ويحك! لقد شغلت قلوب النَّاس وقلبي بفعلك، من أنت؟!" فلمَّا ألحَّ خالد، خاطبه الفارس من تحت لثامه بلسان التَّأنيث، وقال: إنَّني يا أمير، لم أُعرض عنك إلاّ حياءً منك، لأنَّك أميرٌ جليل، وأنا من ذوات الخدور، وبنات السُّتور" فقال لها: "من أنت؟" فقالت: "أنا خولة بنت الأزور، وإنِّي كنت مع بنات العرب، وقد أتاني السَّاعي بأنَّ ضرارًا أسير، فركبت وفعلت ما فعلت" قال خالد: "نحمل بأجمعنا، ونرجو من الله أن نصل إلى أخيك فنفكه". قال عامر بن الطُّفيل: "كنت عن يمين خالد بن الوليد حين حملوا، وحملت خولة أمامه، وحمل المسلمون، وعظم على الرُّوم ما نزل بهم من خولة بنت الأزور، وقالوا: إن كان القوم كلُّهم مثل هذا الفارس، فما لنا بهم طاقة!". وجعلت خولة تجول يمينًا وشمالًا، وهي لا تطلب إلاّ أخاها، وهي لا ترى له أثرًا، ولا وقفت له على خبر إلى وقت الظُّهر، وافترق القوم بعضهم عن بعض، وقد أظهر الله المسلمين على أعدائهم، وقتلوا منهم عددًا عظيمًا.

مَنْ الخنساءُ؟
إنَّها تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشَّريد السُّلميَّة، ولدت سنة (575م) لقبت بالخنساء، لقصر أنفها، وارتفاع أرنبتيه، عرفت بحريَّة الرأي، وقوَّة الشَّخصية، ونستدلُّ على ذلك، من خلال نشأتها، في بيت عـزٍّ وجاهٍ، مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوَّة شخصيَّتها برفضها الزَّواج من دريد بن الصُّمَّة أحد فرسان بني جشم، لأنَّها آثرت الزَّواج من أحد بني قومها، فتزوَّجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السُّلمي، وتعدُّ الخنساء من المخضرمين، لأنَّها عاشت في عصرين: (عصر الجاهلية وعصر الإسلام) وبعد ظهور الإسلام أسلمت، وحسن إسلامها. ويقال: إنَّها توفيت سنة (664م).

وفي معركة القادسيَّة، حرَّضت الخنساء أبناءها الأربعة على الجهاد، وقد رافقتهم مع الجيش زمن عمر بن الخطاب، وهي تقول لهم: "يا بني: إنَّكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله إلا هو، إنَّكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غيَّرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعدَّ الله للمسلمين من الثَّواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أنَّ الدَّار الباقية خير من الدَّار الفانية، يقول الله عزَّ وجلَّ: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} [آل عمران: 200]. فإذا أصبحتم غدًا -إن شاء الله- سالمين، فاعدوا على قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمَّرت عن ساقها، واضطرمت لظى على ساقها، وجللت نارًا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام حميسها، تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة" وأصغى أبناؤها إلى كلامها، فذهبوا إلى القتال، واستشهدوا جميعًا.

وعندما بلغ الخنساء خبر وفاة أبنائها، لم تجزع، ولم تبكِ، ولكنَّها صبرت، فقالت قولتها المشهورة: "الحمد لله الذي شرَّفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته" ولم تحزن عليهم كحزنها على أخيها صخر، وهذا من أثر الإسلام في النُّفوس المؤمنة، فاستشهاد في الجهاد، لا يعني انقطاعه وخسارته، بل يعني انتقاله إلى عالم آخر، هو خير له من عالم الدنيا، لما فيه من النَّعيم والتَّكريم والفرح، ففي الجنَّة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} [آل عمران: 169].

هؤلاء النِّساء الثَّلاث يُضرب بهنَّ المثل في الشَّجاعة والإقدام، والثَّبات والصَّبر والاحتساب، وهنَّ من أمجاد ومآثر تاريخ المسلمين قديمًا، ولكن: أصبح التَّاريخ القديم جديدًا في أرض الشَّام المباركة، وعادت الأمجاد كرَّة أخرى، بما نرى ونسمع ونقرأ، عن ثبات وتضحيات أخواتنا الشَّاميَّات في أرض الجهاد والرباط.
أسأل الله أن يحفظهنَّ، من بين أيديهنَّ ومن خلفهنَّ، وعن أيمانهنَّ وعن شمائلهنَّ، وأعوذ بعظمة الله وقدرته أن يُغْتَلنَّ من تحتهنَّ، إنَّه بكلَّ شيء محيط..
 

المصدر: سعد العثمان-موقع المسلم
  • 1
  • 0
  • 5,616

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً