مرض الرشوة
إذا فشت الرشوة في أمة من الأمم وتساهل الناس في تعاطيها فاعلم أن الضمائر قد ماتت وأن نظام الأمة قد قوِّض، ومن أجل هذا فقد قص الله علينا في كتابه الكريم من أخبار اليهود أنهم سمّاعون للكذب أكّالون للسحت...
كلما تقادم عهد النبوة، واقترب الناس من القيامة؛ قلَّ الدين في الناس، وفسَدَت الأخلاق، وضُيعت الأمانات، ولا يأتي على الناس زمان إلا والذي بعده شرٌ منه، لكن لا يزال للحق رجال يحملونه ويدافعون عنه إلى قيام الساعة كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين» (أخرجه مسلم ح «156، 1920، 1923).
روى أبو هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ» (رواه البخاري). وقال ابن مسعود -رضي الله عنه- : « أول ما تفقدون من دينكم الأمانة».
وإذا فقدت الأمانة بين الناس ضاعت الحقوق، واضمحل العدل، وانتشر الظلم، وحينئذٍ يرفع الأمن، ويسود الخوف.
نعيش وإياكم عباد الله مع أشدّ الأمراض الاجتماعية فتكًا بالأمم، انه مرض خطير، يفتك بالمجتمع فتكًا ذريعًا، ويهدر أخلاق الأمة وكيانها ويعود عليها بالوبال والدمار في الأسر والمجتمعات والأفراد والمال والعيال والحال والمآل في الدنيا ويوم العرض على الكبير المتعال.
إنه مرض الرشوة، فإذا فشت الرشوة في أمة من الأمم وتساهل الناس في تعاطيها فاعلم أن الضمائر قد ماتت وأن نظام الأمة قد قوِّض، ومن أجل هذا فقد قص الله علينا في كتابه الكريم من أخبار اليهود أنهم سمّاعون للكذب أكّالون للسحت فقال تعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} [المائدة: 42]، أي: يسمعون الباطل ويأكلون الرشوة، فالكذب هو الباطل في كل صوره وأشكاله وأنواعه وألوانه وطرقه الملتوية، والسحت هو الرشوة كما فسر الآية عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وغير واحد من السلف، الرشوة فساد في الضمير وضرر في التعامل.
عباد الله:
إن من شر ما تصاب به الأمم في أهلها وبنيها أن تمتد أيدي فئات من عُمَّالها وأصحاب المسؤوليات فيها إلى تناول ما ليس بحق. فصاحب الحق عندهم لا ينال حقه إلا إذا قدم مالًا، والمظلوم فيهم لا تُرفع مظلمته إلا إذا دفع رشوة.
الرشوة خيانة عند جميع أهل الأرض وهي في دين الله أعظم إثمًا وأشد مقتًا: ومن أجل هذا كان الراشي والمرتشي ملعونين مطرودين من رحمة الله على لسان نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فعن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما-أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لعنة الله على الراشي والمرتشي» (صحيح، أخرجه أحمد (2/164)، وأبو داود: كتاب الأقضية - باب في كراهية الرشوة، حديث (3580)، والترمذي: كتاب الأحكام - باب ما جاء في الراشي والمرتشي في الحكم، حديث (1336، 1337) وقال: حسن صحيح، وابن ماجه: كتاب الأحكام - باب التغليظ في الحيف والرشوة، حديث (2313). والألباني في صحيح الترمذي (1073، 1074)].، أي: الآخذ والمعطي. فهذه ـ عباد الله -سبحانه وتعالى- عقوبة الراشي والمرتشي في الآخرة، إنها الطرد من رحمة الله تعالى، وأما في الدنيا فإنها تؤدّي إلى محق البركة في الرزق والأهل والمال والولد والعمر والحياة.
الرشوة تُخفي الجرائم، وتستر القبائح وتزيف الحقائق.
بالرشوة يفلت المجرم ويُقبض على البريء، الرشوة بها يفسد ميزان العدل الذي قامت به السموات والأرض، وقام عليه عُمران المجتمع، هي المعول الهدَّام للدين والفضيلة والخلق.
إخوة الإيمان، بالرشوة تُهدَر الحقوق، وتُعطَّل المصالح، وبها يُقدَّم السفيه الخامل، ويُبعد المجدُّ العامل، فكم ضيَّعت من حق، وأهدرت من كرامة، ورفعت من لئيم، وأهانت من كريم. فاحذروها عباد الله، وكونوا حربًا على أهلها، وانشروا الخير بينكم، وكونوا من أهل البر والإحسان والفضل.
الرشوة، أيها الناس، تُلبس عند أهلها ثيابًا مستعارة، فتأخذ صورًا متلونة، وأغراضًا متعددة. فهذه هدية وتلك إكرامية، وهذه محاباة في بيع أو شراء، والرشوة حرام بكلّ أشكالها وصورها وطرقها وأساليبها، سواءً كانت على صورة هدية أو مأدُبة طعام للمرتشي أو كانت نقدًا صريحًا،، كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه- : «من يشفع شفاعة ليردّ بها حقًّا أو يدفع بها ظلمًا فأُهدي إليه فقبِل فهو سُحت».
وتكون الطامة الكبرى إذا بلغ الأمر بالمرتشي ليساوم الراشي في مقدار الرشوة مجاهرًا بذلك دون حياء أو خجل أو خوف من الله جل وعلا، مما يؤدّي إلى أن تصير الرشوة تجارةً رابحة في نظر مروّجيها الفاسدين، ومن أقبح وأخسّ الأساليب الملتوية للحصول على الرشوة تعطيل معاملات الناس والتسويف في إنجازها إلى أن يتمّ أخذ الرشوة وحصول خيانة الأمانة التي يقول الله تعالى فيها: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ والرَّسُولَ وتَخُونُواْ أَمَـانَـاتِكُمْ وأَنتُمْ تَعْلَمُونَ واعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوالُكُمْ وأَوْلَـادُكُمْ فِتْنَةٌ وأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 27].
وهكذا، أيها الناس، تضيع الأمانات بسبب الرشوة، وتؤكل بسببها أموال الناس بالباطل، وتتحول الأعمال الشريفة إلى أعمال لصوصيّة كرشوة المسؤولين في مشاريع الدولة العمرانية من قِبَل أصحاب الأعمال، وكرشوة المشرفين على الأعمال من أجل التقصير بالعمَل وعدم تنفيذ الشروط المبرمة بالعقود وعدم الوفاء بما عليها من التزامات.
لماذا تُدفع الرشوة؟
لطمس لحق أو سكوت على باطل، وتقديم لمتأخر وتأخير لمتقدم، ورفع لخامل، ومنع لكفءٍ، وتغيير للشروط، وإخلال بالمواصفات، وعبث بالمناقصات، وتلاعب في المواعيد، في أغراض لا تتناهى. الرشوة ما يدخل فيها امرئٌ إلا ومُحِقت منه البركة في صحته ووقته ورزقه وعياله وعمره، وما تدنَّس بها أحد إلا وحُجبت دعوته، وذَهبت مروءته، وفسدت أخلاقه، ونُزع حياؤه، وساء منْبَته، في الحديث: «كل لحم نبت من سُحت فالنار أولى به» قيل: وما السحت؟ قال: «الرشوة في الحكم»؛ (رواه ابن جرير وغيره، صحيح الجامع (4519)).
الرشوة: أيها الناس، نقصٌ في الديانة، وضياعٌ للأمانة، وعلامةٌ على الخيانة.
كم من مظالم اُنتهكت، وكم من دماء ضُيّعت، وكم من حقوقٍ طُمست، ما أضاعها وما طمسها إلا الراشون والمرتشون فحسبهم الله الذي لا تنام عينه، وويلٌ لهم مما عملت أيديهم وويلٌ لهم مما يكسبون.
وما تقدمت بلاد الغرب على بلاد المسلمين بذكاء في عقول أبنائها، ولا بفساد أخلاقها وأعراضها، ولا بتحرر نسائها؛ كما يقول أهل الغش والتدليس والتغريب من دعاة الفساد والإفساد، ولكنها تقدمت بأنظمة صارمة تجاه الغش والرشوة وجميع أنواع الفساد الإداري والمالي، لا محاباة فيها لأحد، ويؤاخذ بها الكبير والصغير على حدٍ سواء.
ومن المقررات في شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- أن هدايا العمَّال غلول، والمراد بالعمَّال كل من تولى عملًا للمسلمين، وهذا يشمل السلطان ونوَّابه وموظفيه، أيًا كانت مسؤولياتهم، ومهما اختلفت مراتبهم وتنوعت درجاتهم، وأخرج البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن أبي حميد الساعدي -رضي الله عنه- قال: «استعمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلًا من بني أسد يقال له: ابن اللتبية على صدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي. فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول: هذا أهدي لي؟ فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته؛ إن كان بعيرًا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيْعَر. ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه. ألا هل بلغت ـ [ثلاثا] ـ» ».
ففي هذا الحديث: يا عباد الله -سبحانه وتعالى- وعيدٌ شديد لمن يستغلّ نفوذه ويستبيح لنفسه أن يأخذ ما لا يحل له أخذه، فهذا خيانة في الأمانة، وسحت لا يبارك الله له فيه ولا في نفسه ولا في أولاده ولا عائلته ولا إنفاقه ولا مأكله ولا مشربه، فكل جسم نبَت من حرام فالنار أولى به.
يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «من استأمنَّاه منكم على عمل، فرزقناه عليه رزقًا، فما أخذ بعد ذلك فهو غلول» (صحيح، سنن أبي داود ح(2943)) ].، والله يقول: {ومَا كَانَ لِنَبِي أَنْ يَغُلَّ ومَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَـامَةِ} [آل عمران: 161]. والنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يُصلّ على صاحب الغلول مع أنه ما غل إلا شيئا يسيرًا لا يكاد يُذكر؛ كما في حديث زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه- يحدث « أن رجلا من المسلمين توفي بخيبر وأنه ذكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: « «صلوا على صاحبكم» »قال فتغيّرت وجوه القوم لذلك، فلما رأى الذي بهم قال: «إن صاحبكم غل في سبيل الله ففتشنا متاعه فوجدنا فيه خرزا من خرز اليهود ما يساوي درهمين» (رواه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم).
وأعظم الغلول غلول الجار أو الشريك؛ لما فيه من خيانته وقد أمنه، روى الإمام أحمد من حديث أبي مالك الأشجعي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أعظم الغلول عند الله ذراع من الأرض، تجدون الرجلين جارين في الأرض أو في الدار فيقتطع أحدهما من حظ صاحبه ذراعا فإذا اقتطعه طوقه من سبع أرضين إلى يوم القيامة» وفي رواية: «أعظم الغلول عند الله يوم القيامة ذراع من أرض يكون بين الرجلين أو بين الشريكين للدار فيقتسمان فيسرق أحدهما من صاحبه ذراعا من أرض فيطوقه من سبع أرضين».
أما بعد..
جاء أن عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- اشتهى التفاح فلم يجده في بيته، ولا ما يشتري به، فخرج فتلقاه غلمان بأطباق التفاح، فتناول واحدة فشمَّها، ثم ردَّ الأطباق، فقيل له في ذلك، فقال: لا حاجة لي فيها، فقيل له: ألم يكن رسول الله وأبو بكر وعمر يقبلون الهدية؟! قال: إنها لأولئك هدية، وهي للعمال بعدهم رشوة بلى لقد بلغ -صلى الله عليه وسلم-. فوالله «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله؛ من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه» ».
بعث نبينا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- عبدَ الله بن رواحة -رضي الله عنه- إلى يهودِ خيبر ليخرِص لهم، فيُعطي النبيّ ما له ويعطيهم ما لهم، فكأنهم قالوا له: زدتَ علينا يا ابن رواحه، قال: «ما أخذتُ لنفسي فخذوه أنتم، وما دفعتُه لكم فادفعوه إليّ، إني لم آتِ إلا لأنصفكم»، فلمَّا رأوا ذلك منه أهدَوا له هدايا لأجل أن يتواضَع في الخرص، وهو واحدٌ ليس معه إنسان آخر، فقال: «ما جئتُكم لأنتقص أموالَكم، ولكن جئتُ لأعدل بيني وبينكم»، فقالوا: بهذا قامت السمواتُ والأرض.
أولئك القومُ الذين صدقوا اللهََ في إيمانهم، وصدقوا اللهَ في مسؤولياتهم، فحمَوا دينَهم، فصاروا أسعدَ الناس وأفضلَهم. قال بعضُ السلف: «والله، ما سبقَهم أبو بكر بكثرةِ صلاةٍ ولا صيام، ولكن بإيمانٍ صحيح وقرَ في قلبه»، يقول يوسف بن أسباط: « إن الرجل إذا تعبّد قال الشيطان لأعوانه: انظروا من أين مطعمه؟ فإن كان مطعم سوء قال: دعوه يتعب ويجتهد فقد كفاكم نفسه».
أيها المسلمون: إن المصائب التي تتوالى علينا بين حين وآخر وتفاقم المشكلات وتعاظم المنكرات وانعدام الأمن وشيوع الفساد وتتابع المحن والابتلاءات كلها بسبب ذنوبنا ومعاصينا ونحن نضج ونشكو وندعو الله ولا يُستجاب لنا، إذ كيف يُستجاب للإنسان وهو يأكل المال الحرام، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين» فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172]، ثم ذكر «الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك» (مسلم كتاب الزكاة (1015)) ].، أي كيف يُستجاب لمن هذه حاله.
لهذا قال بعض السلف: «لو قُمت قيام السارية ما نفَعَك حتى تعلم ما يدخل بطنك؛ أحلال أم حرام؟» فالمال الحرام لا يأتي بخير أبدًا وصاحبه لا يبارك الله له في أهله وماله، وعاقبة المال الحرام وخيمة.
عباد الله، شرع الله لعباده الشفاعةَ، وأن يشفع المسلم لأخيه بجاهه إن أمكنه ذلك: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مّنْهَا ومَن يَشْفَعْ شَفَـاعَةً سَيّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مَّنْهَا وكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلّ شيء مُّقِيتًا} [النساء: 85]، وفي الحديث: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا جاءه صاحبُ حاجة قال: «اشفعوا تؤجَروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما يشاء» (متفق عليه).
فالمسلم عندما يشفعُ لأخيه ليفرِّج همَّه ويزيل غمَّه ويرفعَ كربته ويحققَ له ما يريده من الخير، عندما يتصوَّر حاجة أخيه، وقد يكون هذا الأخ عاجزًا عن أن يدافع عن نفسه، قاصرًا أيضًا بالبيان، قليلَ الحيلة، فهو يقف معه موقفَ الأخ من أخيه المسلم، يقضي حاجتَه، يفرِّج همّه وغمَّه، ويحقّق له أملَه، لماذا؟ لأنه أخوه المسلم في ذات الله، والله يقول: {الْمُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71]، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يؤمن أحدُكم حتّى يحبَّ لأخيه ما يحبه لنفسه» [مسلم (45)]. ويقول -صلى الله عليه وسلم-: «يُصبح على كلِّ سُلامى من الناس كلَّ يوم صدقة»، إلى أن قال: «وتعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعَه صدقة» (أخرجه البخاري في الجهاد (2891، 2989)، ومسلم في الزكاة (1009)).
خاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- كعب بن عُجرة -رضي الله عنه- فقال له: «يا كعب ابن عجرة: إنه لا يدخل الجنة لحم أو دم نبت من سحت، النار أولى به. يا كعب: الناس غاديان؛ فغادٍ في فكاك نفسه فمعتقها، وغاد فموبقها»؛ (صححه الألباني، صحيح سنن الترمذي (501)، صحيح الترغيب (2242)).
فطوبى لمن أكل طيبًا وعمل في سنة، طوبى لمن حَسُنَ تعامله وعفَّ في طعمته، حفظ الأمانة وصدق في الحديث، وأمِنَ الناس بوائقهُ.
هذا وصلوا - عباد الله: - على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: {إِنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين.
__________________________________________________________
الكاتب: د. أمير بن محمد المدري
- التصنيف: