التحذير من قطيعة الرحم
قطيعة الرحم ذنبٌ عظيم، وجُرمٌ كبير، يَفصِم الروابط الأسرية، ويشيع العداوة بين أفرادها، وهي سببٌ في مَحق البركة وخراب الديار...
تتمةً للفائدة وإكمالًا للموضوع، أذكر بشؤم عاقبة قطيعة الرحم، وهذا أيضًا من باب التأكيد على أهمية وفضل صلة الأرحام ومكانتها، وقدرها عند رب العالمين.
فقطيعة الرحم ذنبٌ عظيم، وجُرمٌ كبير، يَفصِم الروابط الأسرية، ويشيع العداوة بين أفرادها، وهي سببٌ في مَحق البركة وخراب الديار، مؤذنة باللعنة وتعجيل العقوبة، وسوء الحساب، موجبة للذل والصغار، مَجلبة للهمِّ والغم والحزن، مانعة من قَبول العمل، ونزول الرحمة، والصلة بالله، ودخول الجنة، وكفى بهذا مذمة للقطيعة.
وقد ظهرت قطيعة الرحم في الآونة الأخيرة بشكل جلي، وتزداد القطيعة بمرور الزمان، وهذه علامة من علامات الساعة؛ فقد أخرج الإمام أحمد والحاكم في المستدرك من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش، وقطيعة الرحم، وسوء المجاورة»، وتكمُن خطورة القطيعة أن البلاء إذا أتاك ممن تنتظر منه البر والخير والصلة، كان أشد وقعًا؛ يقول طرفة بن العبد في معلقته المشهورة:
وظلم ذوي القربى أشدُّ مضاضة ** على المرء من وقع الحسام المهند
ومن هنا كانت خطورة قطيعة الأرحام، فهي تزيل المودة والألفة والمحبة بين الأقارب، وتزرَع الشقاق والنزاع والتخاصم والتدابر، لذلك كان خطرها عظيم؛ لأنها توهن المجتمع وتجعل أفراده في شتات ونفور، ولا يتصور لمجتمع هذا حاله أن يسود ويقود، ولهذا توعد الله تعالى قاطع الرحم بوعيد شديد.
فمن الناس من لا يصل قرابته، فتمضي الشهور وربما الأعوام ولا يزورهم أو يتودَّد إليهم بصلة أو هدية، وتراه لا يشارك أقاربه في أفراحهم ولا يواسيهم في أتراحهم، ولا يتعهَّد فقيرهم، فقطيعة الرحم ظهرت في أجْلَى صورها في هذا الزمان، فالأقارب لا يعرف بعضهم بعضًا، بل قد لا يعرف أحدُهم قريبَه، هل هو من الأموات أم من الأحياء؟ بل وصلت القطيعة بين الأبناء والآباء.
___________________________________________________
الكاتب: الشيخ ندا أبو أحمد
- التصنيف: