اليهود... وكيف يحكمون اقتصاديا
اليهود يتحكمون في تجارة الذهب والبورصات وتجارة السلاح ولهم القوة الكبيرة في البنوك والمصارف وأسواق المال ومن خلال هذه القوة ينفذون بروتوكولاتهم ومخططاتهم في التأثير على الدول والحكومات بل والشعوب.
عندما قال رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد: أن اليهود يحكمون العالم سياسياً واقتصادياً وان الجميع ينافقهم أثارت هذه التصريحات العديد من العواصم الأوروبية واحتجت عليها الإدارة الأمريكية ومورست الضغوط ضد ماليزيا ورئيس وزرائها مهاتير في ذلك الوقت، كي يسحب هذه التصريحات ويعتذر، ولكن فضل الرجل الإبقاء على كلامه وعدم سحبه، وترك منصبه طواعية لخليفته من بعده، وبقيت تصريحات مهاتير علامة فارقة سيتوقف عندها الكثيرون فالرجل لم يقل شيئاً جديداً ولم يدع على احد بلا أدلة، بل قال كلاماً معروفاً للجميع، ومن المسلمات التي تحكم العالم سياسياً واقتصادياً اليوم، ومن يرد قضاء مصلحة فليلجأ إلى تل أبيب، ومن يرد ممارسة ضغوط سياسية أو يرفع حظراً مضروباً على بلاده فمفتاح ذلك إسرائيل التي لديها من القوة التي تستطيع التأثير بها على واشنطن أو أي عاصمة أوروبية أخرى.
وكتاب "اليهود يحكمون العالم.. رؤية اقتصادية" للأكاديمي الاقتصادي د. زيد بن محمد الرماني عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، محاولة جادة من الباحث أن يضع القضية موضع النقاش ولديه من الأدلة والشواهد والمعلومات الموثقة ما يؤكد عنونة كتابه بهذه الكلمات، فاليهود في عصر العولمة هم الذين يحكمون العالم ويديرون اقتصادياته ويتحكمون في البورصات العالمية ويستطيعون في دقائق إحداث كوارث اقتصادية ولعل ما حدث لاقتصاديات النمور الأسيوية قبل سنوات قليلة لا يخفى على احد، والدور الذي لعبه الملياردير سورس اليهودي معروف.
والدكتور زيد الرماني يبدأ كتابه بالحديث عن النظام المرابي وكيف انه إنتاج يهودي ثم ينتقل للحديث عن الشركات المتعددة الجنسيات اليهودية والبغول اليهودية والاقتصاد الخفي الذي من خلاله يسيطرون على اقتصاديات العالم وظاهرة الشرق الأوسط الجديد التي حاولوا من خلالها الانقضاض على اقتصاديات المنطقة والسيطرة عليها برؤوس أموالهم، ثم يتحدث د. الرماني عن البروتوكولات اليهودية والمخططات اليهودية وخنجر اليهود ويختتم كتابه بالحديث عن التطبيع مع اليهود في عصر العولمة.
الربا إنتاج يهودي:
ويبدأ الكتاب بالحديث عن النظام المرابي وكيف أن اليهود هم الذين اخترعوا هذا النظام ليتحكموا به في المجتمعات، ويصيرون في موقع القادة النافذين، وكيف انتقلوا من السيطرة بالنظام الربوي على المجتمعات الصغيرة إلى العالم كله، الذي يحكمه الآن هذا النظام القائم على الفوائد البنكية وتقوده مؤسسات مرابية لها مصلحة في تعميق أزمات العالم كله.
فالسمة الربوية البارزة تبرز في هيمنة الشركات المتعددة الجنسيات على الحياة العالمية، فهي تسيطر على مجمل العلاقات النقدية والمالية الدولية من خلال المصارف عابرة القارات، وهذه الشركات المرابية لا تقوم بعمليات مالية نظيفة إنما هي تتلاعب بالاحتياجات النقدية العالمية وتتحكم باتجاهات توظيفها بأساليب احتيالية لفترات قصيرة فتسبب تأزيم الأوضاع المالية والنقدية للبلدان الفقيرة تأزيماً خطيراً يجعلها أكثر طواعية في قبضة المؤسسات العالمية الحاكمة.
فالشركات متعددة الجنسيات تسيطر سيطرة تامة على نصف تجارة العالم تقريباً اذ تقوم بتسويق 90% من أهم السلع الأساسية التي تصدرها بلدان الجنوب الفقيرة بينما تسيطر الحكومات الصناعية على معظم نصف التجارة الدولية الثاني، وتبين خلال عشر سنوات مضت ان الشركات المرابية استردت 2.5 دولار مقابل كل دولار واحد وظفته في البلدان الفقيرة وتعتبر الشركات عابرة القارات احد أرقى إشكال الاستثمارات المعاصرة للرأسمالية وقد بدأ نشاطها بعد الحرب العالمية الثانية والمعيار الذي يضبط اتساع نشاطتها أو تقلصه معيار حجم الإنتاج الدولي ويقول تقرير منظمة الاونكتاد أن 15 شركة فقط تتحكم في 90% من تجارة القطن العالمية وثلاث شركات تتحكم في 75% من تجارة الموز، وخمس شركات تتحكم بـ 75% من تجارة الكاكاو، وست شركات تتحكم بـ 90% من تجارة التبغ والدخان وان مجمل خسائر الدول النامية بسبب تحكم هذه الشركات يقدر بحوالي مائة مليار دولار سنوياً وتقوم الشركات المتعددة الجنسيات بالتحكم في 85% من تجارة المواد الغذائية المصدرة للعالم الثالث.
وهناك شركات أمثال "جنرال موتورز" و "شل" واسو واي بي أم للحاسبات، وفيليبس للمعدات والأجهزة الالكترونية بلغت في تأثيراتها وضغوطها إلى درجة أنها تستطيع تغيير سياسات أو إلغاء قرارات حكومية وهي على درجة من الضخامة كبيرة ولا تنتمي إلى بلد معين ومبيعات الواحد منها تزيد على الإنتاج الوطني لواحدة من الدول الأوروبية ومعدلات نمو هذه الشركات سريع جداً.
والشركات المتعددة الجنسيات تشكل اليوم قوة اقتصادية عظمى فإن إنتاجها يبلغ نحو ضعف معدل نمو الاقتصاد الداخلي للدول الصناعية وقدر باحثون في جامعة هارفارد القيمة المضافة التي حققتها الشركات المتعددة الجنسيات خلال عام واحد فقط بـ 500 مليار دولار أي خمس الإنتاج الوطني لكل دول العالم.
البغول اليهودية:
والبغول تعبير يطلق على كبار مهربي المخدرات الذين يستثمرون أموالهم في العقارات بصفة خاصة ويقومون بنقل الأموال إلى الخارج بواسطة شركات استثمارات أجنبية عرفت باسم شركات الدمى التي توجد في دول لا يمكن للسلطات الحكومية فيها الاطلاع على دفاترها، ثم تقوم هذه الشركات المستثمرة بعقد اتفاقيات قروض لإعادة الأموال مرة أخرى إلى المهربين أو البغول.
والبغول يطلق على كل من تحصل على دخل غير مشروع من مصادر أخرى كالرشوة أو الاختلاسات أو الدعارة أو عمولات السلاح أو لتهريب الأموال إلى الخارج، ويقوم باستثمار دخله في شراء السلع النفيسة والشيكات المصرفية ثم ينقلونها إلى الخارج خاصة في الدول التي لديها بنوك تفرض نظام السرية على حساباتها المصرفية وتبلغ هذه الدول 31 دولة أشهرها: جزر الباهاما وجزر المالديف وجزر الفوكلاند وأورجواي والنمسا وبنما وسنغافورة وهونج كونج ولكسمبرج وهولندا، حيث يجري تبييض الأموال.
وشركات الدمى هي شركات أجنبية مستثمرة يصعب على الحكومات الاطلاع على مستنداتها المالية وهي كيانات بدون هدف تجاري وكل ما تريده هو غسيل الأموال بصفة عامة أو أموال المخدرات خاصة وتضليل الحكومات.
الاقتصاد الخفي:
والمقصود بالاقتصاد الخفي هو مجموعة الأنشطة غير المسجلة ضمن إطار الحسابات الوطنية وتشمل الإنتاج القانوني غير المعلن في قطاعات الزراعة والصناعة والتشييد والبناء والتجارة الداخلية والسياحة والفنادق والنقل والمواصلات والتمويل والتأمين ويضم الاقتصاد الخفي انتاج السلع والخدمات المحظورة وإنتاج المخدرات وتوزيع الحشيش والسجائر المهربة ودخول المراهنات والمقامرة والدعارة وهناك مافيا السوق السوداء وتجارة العملة والذهب والخمور.
وقد حاول اليهود خلال الفترة الماضية اختراق السوق الشرق أوسطية مستغلين في ذلك هشاشة المقاطعة العربية، وعمليات التطبيع، وفتح المراكز التجارية وغيرها، ودخلت السلع الإسرائيلية الأسواق العربية بصورة معلنة أو بصورة مستردة ووجد بعض المسوقين والسماسرة العرب الذين لديهم استعداد لبيع أو شراء أي شيء واشتغل هؤلاء وكلاء للشركات الإسرائيلية في الأردن ومصر وموريتانيا ودول المغرب العربي وحتى في الخليج.
واليهود يتحكمون في تجارة الذهب والبورصات وتجارة السلاح ولهم القوة الكبيرة في البنوك والمصارف وأسواق المال ومن خلال هذه القوة ينفذون بروتوكولاتهم ومخططاتهم في التأثير على الدول والحكومات بل والشعوب.
________________________________________
الكاتب: د. زيد بن محمد الرماني
- التصنيف: