المراقبون العرب.."قشة" الأسد الأخيرة

منذ 2012-01-06


تفاءل الكثيرون عندما وافق نظام الأسد على السماح بدخول بعثة المراقبين العرب لتقصي الحقائق والوقوف على حقيقة القمع الذي يتعرض له المتظاهرون السلميون في سوريا منذ مارس الماضي، ولكن مع مرور الأيام وتضارب التصريحات التي صدرت عن المراقبين ظهر الغرض الحقيقي من وراء موافقة النظام السوري على البعثة فقد مارست السلطات السورية حملة ترهيب وإخفاء على البعثة منذ يومها الأول بينما استمر القتل والتعذيب بنفس المعدل ولعله ازداد؛ مما جعل رئيس البرلمان العربي يطالب بسحب البعثة من سوريا حتى لا تستخدم كغطاء لجرائم بشار وزبانيته..


ظل بشار لفترة يوهم نفسه بأنه بعيد عن الربيع العربي وإعصاره الذي أسقط عدة أنظمة عربية كانت تبدو قوية -على الأقل على الصعيد الأمني- وأقنع نفسه أو على الأصح أقنعه المنافقون المحيطون به أن الهجوم الإعلامي على "إسرائيل" وتبني "المقاومة" الكلامية ضدها يكفي لنجاته من توابع الإعصار، وخرج مُتباهيًا بما حققته الشعوب العربية مؤكدًا أن هذه الأنظمة خاصمت شعوبها وأدان الحجج التي تشدق بها هؤلاء الحكام للتشبث بكراسيهم وعندما اندلعت المظاهرات في سوريا تحول "المناضل المؤيد لحقوق الشعوب المضطهدة" إلى نفس الأسلوب والحجج الواهية التي كان يتشدق بها من سقطوا.. لقد استبشر الشعب السوري خيرًا بالمراقبين العرب ولكن بعد أن ظهرت نوايا نظام بشار بدأ الشعب يشعر بالكمين الذي نصبهُ له بشار الذي أصبح كالغريق بعد أن تخلى عنه أكثر حلفائه..


الجامعة العربية ستعقد اجتماعًا لبحث تقرير رئيس المراقبين الذي سيصل للقاهرة نهاية الأسبوع وإذا أرادت الجامعة نفض يدها من جرائم الأسد فعليها أن توضح للعالم التهديدات التي تعرضت لها والزيف الذي روجته أجهزة الأعلام السورية الرسمية عن طريقة عملها وإلا ستكون مشاركة في ذبح الشعب السوري وإطالة عمر نظام تهاوى ولن تنفعه تقارير الجامعة العربية ولا حتى الأمم المتحدة لتثبيته في مقعده..أمام الجامعة العربية فرصة تاريخية للوقوف مع شعب عربي يتعرض لأبشع أنواع الظلم والاضطهاد إذا قررت اتخاذ إجراءات عقابية رادعة ضد نظام الأسد الذي لن يتحمل المزيد من العزلة..


لقد أكد المراقبون أن المظاهرات التي تخرج منددة بنظام الأسد لا تملك سلاحًا سوى حناجر منظموها التي تدوي في الآفاق وهو ما يكذب دعاوى دمشق حول "الإرهابيين" الذين يقودون الاحتجاجات ويطلقون النار على قوات الأمن، متجاهلة أن الجنود المنشقين هم الذين يشتبكون مع حرس ماهر وبشار الأسد بعد رفضهم ذبح الأبرياء، كما أكد أمين جامعة الدول العربية أن القتل والقصف لم يتوقف طوال زيارة البعثة رغم محاولات الأسد إخفاء دباباته وقناصته والمعتقلين الذين تخلص منهم بإلقائهم في البحر -حسب مصادر مُعارضةـ وفي كل ما سبق أكبر إدانة للنظام السوري وبالتالي لا ينبغي التجاوز وإيجاد المبررات..


ما زال بعض الحكام العرب ينظر للنظام السوري بشفقة ويصدق دعايته بشأن المسلحين و"الإرهابيين"، كما أن البعض يخشى من صعود التيار الإسلامي وتأثير ذلك على بعض الأنظمة في المنطقة، وكلا الأمرين لا محل لهما من الأعراب في الوقت الحالي لأن نظام بشار من أكبر الداعمين لإيران التي تخطط للاضطرابات في عدة دول عربية وتتحين الفرص للانقضاض عليها وسقوط نظام بشار النصيري سيكون ضربة قاصمة لطموحات إيران في المنطقة كما أن وصول الإسلاميين إلى الحكم لم يعد فزاعة كما كان يروج له البعض سابقًا وقد اتضح ذلك جليًا في تونس والمغرب، وبدأت مُبشراته في مصر..فهل سيظل العرب يراهنون دائمًا على الفرس الخاسر؟!
 

المصدر: تقرير إخباري ـ خالد مصطفى
  • 1
  • 3
  • 2,056

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً