{سيجعل الله بعد عسر يسرا}

منذ 3 ساعات

الحمد لله الذي وعدنا باليسر، وجعله مقرونًا بالعسر، لا يأتي بعده بل معه!

حسن الظن بالله تعالى هو قوة اليقين بما وعد الله تعالى عباده من سعة كرمه ورحمته، ورجاء حصول ذلك.

 

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي»؛ (رواه البخاري (7405) ومسلم (2675)).

 

ثق بوعد الله، صدِّق قول الله، اعتمد على الله، توكَّل على الله، فهو حسبنا ونعم الوكيل.

 

{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5، 6]. الحمد لله الذي وعدنا باليسر، وجعله مقرونًا بالعسر، لا يأتي بعده بل معه! فلا تعلم مع أي باب يدخل اليُسْر الذي يُبهج قلبك ويقرُّ عينك، أحسِن الظن به، وسلِّم أمرك للرحيم القادر، ونَمْ آمِنًا مُطمئنًّا.

 

وأرى بشارات السماءِ قريبــــــةً   **   إنَّ الشدائِدَ بَعدهُنَّ رخَـــــــاءُ 

فغدًا سيرتحلُ الظلامُ وينجلــي   **   ويُشِعُّ مِن بينِ الضلوعِ ضِياءُ 

واللهِ لن أخشى الحياةَ وضِيقَها   **   ما دامَ لي فوقَ السماءِ رجـاءُ 

ما بين آمالي إلى تحقيقِهـــــــــا   **   صِدْقُ اليقينِ وسَجدةٌ ودعاءُ 

 

حسن الظن بإجابة الدعاء، يكون بقوة اليقين بأن الله تعالى يجيب الداعي؛ حيث قال عزَّ وجلَّ: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

 

لكن إن تأخَّر جوابه، فلا يقنط من رحمة الله تعالى وسعة كرمه؛ فإن في القنوط سوء ظن بالله تعالى، وهو أمر مُحرَّم.

 

قال الله تعالى: {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: 56].

 

وقال الله تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].

 

وسوء الظن هذا مانع من الإجابة؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي»؛ (رواه البخاري (6340)، ومسلم (2735)).

 

فإذا تأخَّر جواب دعوته بأمر من أمور الدنيا؛ فإحسان الظن بالله تعالى، هو أن يرجو أن الله تعالى قد خار له في ذلك، وقدَّر له ما هو خير.

_________________________________________________
الكاتب: الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري

  • 0
  • 0
  • 36

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً