التعليم المختلط وتبعاته

منذ 2024-08-17

وتعليم المرأة أمر مهم جداً للأمة الإسلامية ونعمة كبيرة. لأن جهلها يجر فساداً وخسارة كبيرا عليها.

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:

          لقد حثنا الإسلام على طلب العلم في نصوص كثيرة، منها قوله تعالى: { (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)} [1]. وقوله صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)[2]. وكرم الله تعالى العلماء ورفع مقامهم. ولا شك أن المتعلم أكثر إيمانا وخشية لله من الجاهل؛ لأن العلم يورث معرفة الله والخوف منه. ودليل ذلك قوله تعالى: {(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)} [3]. فالجاهل بالدين كيف سيقوي إيمانه ويتعلم كيف يعبد الله ويتعلم الفروض والواجبات الدينية ليفعلها، ويتعلم المنهيات والمنكرات الدينية ليجتنبها؟! وقد بين صلى الله عليه وسلم علو فضل العالم على العابد في قوله: ( «فضل العالم على العابد، كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب» )[4]. والعلم نور ونماء وقوة. والتعليم حق لكل إنسان. فلا ينبغي أن يُحرَم منه أحد. وعلى الوالدين الحرص على تعليم أبنائهم ما استطاعوا. والتعليم ليس للبنين دون البنات؛ فهن أيضا لهن حق فيه. وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل بتعليم أهل بيته بما فيهم النساء. قال تعالى: {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)} [5]. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيعه؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)[6]. وكان في الماضي التعليم مقتصر على الأولاد دون البنات اللاتي حُرِمن منه لفترة طويلة. وكان في هذا ظلم كبير لهن؛ حيث يحرمن من هداية العلم الذي تُستنار به الحياة وسراديبها المظلمة.

وتعليم المرأة أمر مهم جداً للأمة الإسلامية ونعمة كبيرة. لأن جهلها يجر فساداً وخسارة كبيرا عليها. فهي تشكل نصف المجتمع، وهذه نسبة كبيرة منه. كما أنها مربية الاجيال التي يقضي معها الأبناء جل وقتهم مرورا بالطفولة ثم المراهقة إلى الشباب. وهي التي تربيهم وتغرس الأُساسيات في أخلاقهم ومعارفهم. فهي بمثابة المربي والمعلم الأول الذي هو الأهم في حياة أي تلميذ. لأنه من يوقد الشرارة الأولى في شعلة التعليم. ولو فسد كبريتها لخبت الشعلة ولم تتقد. ولذا كان لابد لأي أمة تريد التقدم أن تهتم بتعليم المرأة. وقد أصاب الشاعر حين قال:

الأم مدرسة إذا أعددتها ***** أعددت شعبا طيب الأعراق[7]

وتعليم المرأة أمر حساس ويتطلب تهيئ الجو المناسب والآمن لها لتتمكن من حضور المدرسة دون أن تتعرض للأذى. ولذا يُفضَّل أن تنشأ مدارس ودور خاصة بالطالبات؛ حتى تسير عملية التعليم بسلام دون أن يتعرضن للمضايقة أو الفتنة أو تثار حولهن البلبلة. ووجود هذه مدارس نعمة كبيرة لهن وللمجتمع. ففيها تجد الطالبة المناخ المناسب لتعليمها ورقيها فكريا، وتجد زميلات ورفيقات لها كما تجد المتنفس الأمن الذي لا تتأذى فيه. وفيها تستنير بنور العلم وتتفتح بصيرتها وتصبح فردا منتج وأكثر إفادة للمجتمع، وذلك دون أن تتضرر أو تتأذي من البيئة خارج البيت.

ومن المؤسف ظهور وانتشار المدارس المختلطة في الوطن العربي. وهي ظاهرة دخيلة على المسلمين. فقد كان في الماضي المدارس منفصلة في العادة ولا يوجد مجال لاختلاط الطلبة والطالبات. ولذا كان التعليم أكثر جدية وأمانا. وكان مستوى التحصيل الأكاديمي أفضل وأقوى؛ لأن التلاميذ كانوا يذهبون للمدارس لأجل تحصيل العلم لا غير. وأما بعد دخول المدارس المختلطة أصبح الطلبة والطالبات يتقابلون ويتبادلون الأحاديث. فنتج من ذلك التقليل من تركيز الطلبة على الدراسة، وتغليب جيل من اللاعبين من المراهقين والمراهقات. وأزيح التعليم جانبا وأصبح يتنافس مع أمور أخرى تشغل أذهان الطلبة. وانتشر الاختلاط ونتج منه كثير من العلاقات غير الشرعية بين الجنسين؛ وعمت بذلك الفوضى والضياع كما هبط المستوى الأكاديمي والاخلاقي للطلبة. وقد سُئِل مواطن أمريكي عن رأيه في فصل المدارس فأجاب بعفوية: (less unwanted pregnancies). أي "تقليل للحمل غير المرغوب به". وهذه قصة حقيقة وليست فكاهة. فهل هناك بعد ذلك قول؟! إن كلماته البسيطة تلك عبرت بكل وضوح عن ماهية المشكلة الأكبر في التعليم المختلط، ألا وهي العلاقات غير الشرعية بين الطلبة وما ينتج عنها من زنا وحمل سفاح وما يتبعه من دمار للمجتمع المسلم وتفكك الروابط الأسرية؛ حيث يتفرق هؤلاء التلاميذ عادة بمجرد حدوث الحمل دون زواج ولا رباط أسري. وذلك لأنهم ليسوا على قدر كاف من المسئولية، وليس لهم دخل مالي ليعيشهم، ولا إدراك أو خبرة توجههم لعواقب الأمور. بل علاقتهم تلك ليست إلا نزوات مراهقة عابرة للترفيه والتسلية فحسب. فصار على ابن الزنا العيش دون أب أو أم بسبب تلك المدارس المختلطة. وأثَّر ذلك سلبا على المجتمع المسلم وعلى أمنه وسلامته وعلى مسيرة التعليم. فأي خير سيجنيه المجتمع من ذلك؟! إن هذا كله شر وهتك لأعراض تلك الفتيات الصغيرات البريئات وتدنيس لشرف أسرهن اللاتي هي في الأصل أسر مسلمة محافظة. وهذا بالإضافة إلى المنكرات الأخرى التي تصحب التعليم المختلط عادة مثل انتشار إدمان المخدرات بين الطلبة وانحراف وتبذل الاخلاقيات وضياع الأدب بين ذلك.

وكثير من المؤسسات التعليمية تلجأ إلى التعليم المختلط لتقليل التكلفة المادية وذلك بأنشاء مدرسة واحدة للبنين والبنات معا بدلا من إنشاء مدرستين. ورغم ذلك نجده لا يوفر شيء يُذكَر. حيث عدد الطلبة الذين يمكن استيعابهم يظل كما هو. بل ربما تتمكن المدرسة المنفصلة من استيعاب عدد أكبر من الطلبة. فمثلا يمكن اجلاس أربع طالبات على التخت الواحد بدلا من ثلاث لكونهم من جنس واحد. بعكس لو كان الطلبة من جنسين مختلفين فيصعب التوفير في المساحة المطلوبة للجلوس. إذ كل طالب لابد له من مساحة معينة وتكون أكبر من المساحة المطلوبة لنفس العدد من الطلبة من نفس الجنس.

وأما بالنسبة للأداء الأكاديمي فقد أثبت الواقع أن المدارس المنفصلة أعلى مستوى وتحصيل من المدارس المختلطة. ودليل ذلك ما نراه في تفوق مدارس البنات المسيحية الخاصة في أمريكا وارتفاع مستواها. وذلك لعدم وجود ما يشغل الطالبات عن التحصيل الدراسي. حتى أن الأسر الأمريكية المحافظة تدفع رسومها العالية لأجل التحصيل الأكاديمي وحفظ بناتهم. والاختلاط تنتج عنه تلك العلاقات الضارة في وقت حرج من حياة الطلبة؛ وهي فترة المراهقة. فتشغل أذهانهم وتلهيهم عن واجباتهم ودروسهم المدرسية مما يضير بمستواهم الأكاديمي ويجعلهم يتعلقون بأوهام بدلا من الحقائق. فتجد الطالب من هؤلاء أصبح لا يكترث بشيء سوى بمحبوبه من الجنس الآخر. وهؤلاء النشء حديثي السن وليسوا في مرحلة نضج كاف يمكنهم من معرفة ما يصلح لهم. كما أن معظمهم مراهقين لم يكتمل تكوين شخصياتهم ويستقر على حال بعد. وتبعا لذلك فإن مشاعرهم أيضا لم تنضج وتتمكن. فحب المراهق عادة ليس بثابت وسرعان ما يزول عندما ينتقل لمرحلة الشباب. وذلك لحداثة سنه وعدم إدراكه لعواقب الأمور ووجوهها المختلفة. فهو انسان غير مكتمل النضج بعد. ولذا كثيرا ما يندم الإنسان على قرارات أخذها في مرحلة المراهقة. تلك المرحلة التي تعتريها كثير من العواصف النفسية التي يمكن أن تؤثر سلبا على الإنسان إن لم يتعامل معها بحكمة وصبر. ولذا يحتاج هؤلاء المراهقين الدعم من والديهم والوقوف معهم في هذه الأوقات والاستماع إليهم وتفهم مشاعرهم واحتياجاتهم النفسية والعاطفية. فهم في مرحلة صعبة ومملوءة بالتقلبات النفسية والتغييرات الجسدية والفكرية التي تنقلهم من الطفولة إلى الشباب. ويلجأ المراهقون عادة لهذه للعلاقات العاطفية عندما لا يجدون في بيوتهم من يملأ هذا الفراغ العاطفي لديهم ويستمع لهم ويعاملهم بدفء وحنان. ولذا تحدث عادة عند عمل الوالدين وانشغالهم عن أبنائهم.

وفصل المدارس قد يساعد على تنظيم عملية وضع وتدريس المناهج التعليمية وتطبيقاتها. فهناك بعض المواد تناسب البنين دون البنات وكذلك العكس. وهذا قد يكون مفيد في المدارس الخاصة التي لديها شيء من المرونة والحرية في أنواع المناهج. ففي بعض البلدان مثل أمريكا تفرض الوزارة المادة العامة بينما تعطي المدارس حرية اختيار الكتاب. فيكون هناك نوع من المرونة في اختيار المناهج.

كما أن فصل التعليم يوفر جو مريح لكل من الطلبة والطالبات. فلا شك أن طباع الأولاد تختلف عن طباع البنات. وكل من الفريقين له عادات وسلوكيات تختلف عن الآخر. فمثلا تجد أصوات الطلبة عالية ويميلون للألعاب التي تناسبهم أكثر مثل كرة القدم في ونحوها. بينما مدارس البنات تكون عادة أكثر هدوء. كما أن الطالبات يملن للألعاب التي تناسبهم مثل الكرة الطائرة ونحوها.

وهذه الراحة والخصوصية لا تختص بالطلبة والطالبات فقط؛ بل تمتد للمعلمين والمعلمات أيضا. حيث يكون هناك جو من الاسترخاء وعدم التكلف في المدرسة عند فصل الجنسين. وفي مدارس البنات يفضل تعيين معلمات فقط، وفي مدارس البنين يفضل تعيين معلمين فقط. فذلك أريح للطلبة والمعلمين في نفس الوقت.

وفصل التعليم كذلك قد يساعد على تصميم المدارس والدور التعليمية بطرق معينة. فمثلا مدرسة البنات تكون مناسبة لاحتياجاتهن، بتوفير استراحة الطالبات التي توجد في بعض المؤسسات التعليمية. وكذلك عمل تصميم يساعد على حفظ خصوصيات الطالبات مثل توفير ستائر أو مظلات وفصول أقل انفتاحا ونحوها. بينما مدارس البنين تكون أقل خصوصية وبها بها ملاعب كرة القدم ونحوها.

          وهذه ملاحظات بسيطة عن التعليم المختلط والذي أفسد على الناس حياتهم. ولا شك أن هناك المزيد منها. وليت المسؤولين ينتبهوا لخطورة هذه المدارس ويعملوا على تصحيح هذا الوضع. وليت ولاة الأمر يحذروا من شرور هذه المدارس وما جرته من بلاء ومشاكل، ليس في مجتمعات المسلمين فحسب؛ بل حتى أصحاب الملل الأخرى يعانون منها.

وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يوقظ الأمة لتعير اهتمامها لحل هذه المشكلة والإسراع بفصل التعليم في المدارس. وذلك حفاظا على مجتمعاتنا من الرذيلة وحماية لأبنائنا وبناتنا من الفتن. وسيدر ذلك البركة في الإمكانيات ويتكفل الله بما هو خير بإذن الله. قال صلى الله عليه وسلم: ( «من تركَ شيئًا للهِ، عوَّضهُ اللهُ خيرًا منه» )[8]. والتغيير الجذري يحتاج دعم من رؤساء الدول وحكوماتها وشعبها يد بيد. ولذا على الآباء الأمهات مناشدتهم بفصل التعليم وطلب دعمهم في تحقيق ذلك. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

المصادر والمراجع:

 

 

[1] آل عمرا 18.

[2] صححه السيوطي في الجامع الصغير (5246). وأخرجه ابن ماجه (224) مطولا، والطبراني في (المعجم الأوسط) (9)، والبيهقي في (شعب الإيمان) (1665).

[3] فاطر 28.

[4] صححه الألباني في صحيح الجامع (4212).

[5] التحريم 6.

[6] حسنه الألباني في صحيح الجامع (1774).

[7] من شعر حافظ إبراهيم.

[8] أورده الألباني في حجاب المرأة (49)، وقال: إسناده صحيح.

منال محمد أبو العزائم

أستاذ مساعد بقسم القرآن الكريم وعلومه بالجامعة الاسلامية بمينيسوتا.

  • 2
  • 0
  • 469
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    أمير المؤمنين (تقبله الله) لليهود والصليبيين والمرتدين (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون) وجه خليفة المسلمين الشيخ أبو بكر البغدادي -تقبله الله- كلمة خاطب بها الأمة الإسلامية والمجاهدين حراس العقيدة.. وتضمنت الكلمة كذلك رسائل عدة وجهها أمير المؤمنين إلى أعداء الدولة الإسلامية من يهود وصليبيين ونصيرية ورافضة ومرتدين.. وتنشر (النبأ) النص الكامل لكلمة خليفة المسلمين الشيخ المجاهد أبي بكر البغدادي: إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- عبده ورسوله، أما بعد: قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ). أيها المسلمون، إننا نقاتل طاعة لله وقربة له، نقاتل لأنه -سبحانه- أمرنا بالقتال ورغبنا فيه، وجعله أفضل وسيلة إليه، ونحمد الله -سبحانه- أن أمرنا بالقتال ووعدنا إحدى الحسنيين، فلم يكلفنا بالنصر، قال تعالى: (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، فإنما علينا القتال والصبر، وعلى الله النصر، فلذا لا يهولنّنا اجتماع أمم الكفر علينا أو يخيفنا أو يفت من عزمنا، لأننا الفائزون على كل حال، بحول الله وقوته، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، وقال سبحانه: (وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا * وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) فإن صمدنا في وجه العالم وقارعنا جيوشه جميعا بقدراتها وانتصرنا، فلا عجب وهو وعد الله لنا، (وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ). وإن أصابنا القتل وكثرت الجراح وعصفت بنا النوائب وعظمت المصائب فلا عجب أيضا، وهو وعد الله لنا، بل إن الابتلاء قدر محتوم، قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)، وعن خباب -رضي الله عنه- قال: شكونا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو متوسدٌ بردةً في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا، فقال: (قد كان مَن قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيُجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه، والله ليَتمنّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون). أيها المسلمون، لا تتعجبوا من اجتماع أمم الكفر ودوله وملله على الدولة الإسلامية، فهذا حال الطائفة المنصورة في كل زمان، وسيستمر هذا الاجتماع وتشتد الفتن والمحن حتى يكتمل الفسطاطان، فلا يبقى في هذا منافق، ولا يبقى في ذاك مؤمن، ثم كونوا على يقين أن الله سينصر عباده المؤمنين، وأبشروا واطمئنوا فإن دولتكم لا زالت بخير، وكلما ازداد تكالب الأمم عليها كلما ازدادت يقينا بنصر الله، وأنها على الصراط المستقيم، وكلما اشتدت بها المحن كلما لفظت الأدعياء والمنافقين، وازداد صفها نقاء وازدادت صلابة وثباتا. أيها المسلمون، إن المعركة اليوم لم تعد مجرد حملة صليبية، وإنما هي حرب أمم الكفر جميعا ضد أمة الإسلام، ولم يسبق في تاريخ أمتنا أن اجتمع عليها العالم بأسره في معركة واحدة كما هو حاصل اليوم، إنها معركة الكفار جميعا ضد المسلمين جميعا، وإن كل مسلم معني بهذه الحرب، معني بامتثال أمر الله له، بتأدية فريضة الجهاد في سبيل الله، فإن امتثل فله الحسنى، والنجاة والفوز والقرب من الله ونيل رضاه، وإن عصى فله السوء والهلاك والخسران، والبوء بغضب الله وسخطه، وإن كل مسلم معني بهذه الحرب، بالدفاع عن دين الله وشرعه، ونصرة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، فهذه الحرب حرب كل مسلم، وعليه خوضها للدفاع عن دينه ونفسه وماله وعرضه وكرامته، فشمروا لحربكم أيها المسلمون في كل مكان، شمروا وأنتم واثقون من نصر الله، شمروا ولا تهنوا ولا تحزنوا، ولقد قال لكم ربكم -عز وجل- عن الكفار: (لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ * لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ)، وصدق الله عز وجل، وها هم النصارى الصليبيون وأمم الكفر وملله معهم ومن ورائهم اليهود، لا يجرؤون على المجيء برا لقتال ثلة قليلة من المجاهدين، وكل يدفع صاحبه ليورطه، لا يجرؤون على المجيء لامتلاء قلوبهم رعبا من المجاهدين، ولأنهم بفضل الله تأدبوا في أفغانستان والعراق، وعلموا أنه لا طاقة لهم بالمجاهدين، لا يجرؤون على المجيء لأنهم يعلمون يقينا ما ينتظرهم من الأهوال والويلات، في الشام والعراق وليبيا وأفغانستان وسيناء وأفريقيا واليمن والصومال، يعلمون ما ينتظرهم في دابق والغوطة من الهزيمة والهلاك والدمار، يعلمون أنها الحرب الأخيرة، وبعدها-بإذن الله- نغزوهم ولا يغزوننا، ويسود الإسلام العالم من جديد، وإلى قيام الساعة، ولذا يؤخرون المجيء ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ويعملون جاهدين لحشد المزيد من أذنابهم وعملائهم، من الصحوات والمرتدين وملحدي الأكراد، وقطعان الروافض البهائم، وما زالت أمريكا وحلفاؤها يحلمون بالقضاء على الخلافة عبر وكلائهم وأذنابهم. وكلما فشل لهم حلف أو قُطع ذنب، سارعوا لإنشاء آخر، حتى أعلنوا مؤخرا عن التحالف السلولي المسمى زورا بالإسلامي، وقد أعلن أن هدفه محاربة الخلافة، ولو كان تحالفا إسلاميا لأعلن نصرته ونجدته لأهل الشام المستضعفين المنكوبين، وأعلن حربه على النصيرية وأسيادهم الروس، ولو كان إسلاميا لأعلن العداوة والحرب على الروافض المشركين والأكراد الملحدين في العراق، الذين استباحوا أهل السنة قتلا وتشريدا وعاثوا في ديارهم فسادا، ولو كان تحالفا إسلاميا لما أيدته الصين الملحدة وطالبت الدخول فيه، ولو كان تحالفا إسلاميا لأعلن براءته من أسياده اليهود والصليبيين، ولجعل هدفه قتل اليهود وتحرير فلسطين، نعم فلسطين، التي ظن اليهود أننا نسيناها وظنوا أنهم أشغلونا عنها، كلا يا يهود، ما نسينا فلسطين لحظة، وبإذن الله لن ننساها وقريبا قريبا بإذن الله تسمعون دبيب المجاهدين، وتحاصركم طلائعهم، في يوم ترونه بعيدا ونراه قريبا، وها نحن نقترب منكم يوما بعد يوم، وإن حسابكم لعسير عسير، لن تهنؤوا في فلسطين أبدا يا يهود، ولن تكون داركم وأرضكم، لن تكون فلسطين إلا مقبرة لكم، وما جمعكم الله فيها إلا ليقتلكم المسلمون، حتى تختبئوا خلف الشجر والحجر، ولقد علمتم ذلك جيدا، فتربصوا إنا معكم متربصون. أيها المسلمون، ارجعوا إلى كتاب ربكم -عز وجل- وسنة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- لتعلموا حقيقة هذه الحرب، وحقيقة هذا التحالف اليهودي الصليبي الصفوي، بقيادة أمريكا وتخطيط اليهود، ولتعلموا حقيقة من يقف في صفه وخندقه وفسطاطه، فلقد قال لكم ربكم عز وجل: (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)، وقال تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)، وقال سبحانه: (إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)، وقال تعالى: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ)، وقال سبحانه: (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ)، وقال سبحانه: (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)، وقال سبحانه: (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ)، ثم بعد كل هذا، ما زال من المسلمين من يشك أنها ليست حربا على الإسلام والمسلمين، ما زال من المسلمين من يظن أن اجتماع دول الكفار وملله على حرب الدولة الإسلامية، ليس حربا على شرع الله وأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فأي ضلال بلغ من يعتقد هذا؟ وعلى أي دين أصبح من يقف في خندق هذا التحالف ضد الدولة الإسلامية؟ وعلى أي دين بات من يحرض على الدولة الإسلامية ليل نهار ويدعو لقتالها، بل لأولوية قتالها، وهي تقف هذا الموقف تقارع وحدها جيوش الكفر قاطبة؟ أيها المسلمون، عليكم أن تدركوا أن الدولة الإسلامية منذ نشأتها قبل عشر سنين وإلى اليوم هي رأس الحربة في الصراع بين فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر، بل هي عمود هذا الفسطاط وأركانُه وأساسُه، ولأن أعداء الله يدركون هذا جيدا، اجتمعت جميع قوى الكفار والمرتدين في العالم بأسره، واتفقت قاطبة على حرب الدولة الإسلامية، والسعي ليل نهار لإضعافها والقضاء عليها بكافة الوسائل وشتى السبل، وإن اجتماعهم هذا دليل على أن الدولة الإسلامية عمود فسطاط الإيمان ورأس حربة خندقه، دليل أوضح من الشمس في رابعة النهار، لم يعد يخفى حتى على العجائز والصبيان، ولا ينكره إلا مشاقق للحق معاند. أيها المسلمون، إن خوض هذه الحرب واجب على كل مسلم، ولا يعذر فيها أحد، وإنا نستنفركم جميعا في كل مكان، ونخص أبناء بلاد الحرمين، فانفروا خفافا وثقالا، شيبا وشبابا، قوموا يا أحفاد المهاجرين والأنصار، قوموا على آل سلول الطغاة المرتدين، وانصروا أهلكم وإخوانكم في الشام والعراق واليمن، وأفغانستان والقوقاز ومصر وليبيا والصومال والفلبين وإفريقيا وإندونيسيا وتركستان وبنغلادش وكل مكان، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وقال سبحانه: (انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ). ويا جنود الدولة الإسلامية اصبروا إنكم على الحق، اصبروا إن الله معكم، هو مولاكم وهو ناصركم فنعم المولى ونعم النصير، اصبروا فإنما هي معركة أحزاب جديدة، وعما قريب -بإذن الله- تقلع خيامهم وتنكفئ قدورهم ويهزمهم الله -سبحانه-، وبعدها نغزوهم -بإذن الله- ولا يغزوننا، فاثبتوا وكونوا على يقين من نصر الله، وإن هذا الاجتماع عليكم وهذه الزلزلة لهو وعد الله للمؤمنين، فقد وعد الله عباده المتقين بالنصر بعد البأساء والضراء والزلزلة، قال تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)، فقد استبشر المؤمنون يوم الأحزاب بقرب النصر، لما رأوا مَثَل الذين خلوا من قبلهم من الشدة والابتلاء، فلا بد أن يشتد البلاء وتعظم المحن، حتى ينجم النفاق ويرسخ الإيمان، لينزل النصر، ولقد نصرنا الله -تبارك وتعالى- منذ عشر سنين، يوم أعلنا قيام دولة الإسلام، ثم نزلت بنا المحن، وماجت الفتن، وعظم الابتلاء، حتى انحسرت الدولة الإسلامية عن كثير من المناطق التي فتحتها وسيطرت عليها، وضاقت علينا الأرض بما رحبت، حتى ظن أعداء الدولة الإسلامية أنهم قضوا عليها، وحتى قال المنافقون والذين في قلوبهم مرض: (مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا)، وحتى قال المجاهدون الصابرون المؤمنون: (مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ)، فلما ثبتوا وصبروا وعلم الله المنافقين وعلم المؤمنين نزل نصر الله، أقرب وأسرع مما ظن المؤمنون، وعادت الدولة -بفضل الله- أقوى مما كانت بأضعاف، فاثبتوا أيها المجاهدون، وما أمامكم إلا إحدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة، ولا خير في عيشنا إن لم نعش تحت حكم الله وفي ظل شرعه، وما أعذب الموت في نصرة دين الله والذود عن شرعه وحكمه، فاثبتوا فإما حياة عزيزة كريمة وإما قتلة سعيدة وشهادة مشرِّفة، فازهدوا في الدنيا وأقبلوا على الله، فالدنيا فانية، وما عند الله خير وأبقى، وأقلعوا عن المعاصي، واجتنبوا الظلم، وأطيعوا أمراءكم، فلا تنازعوا، وأكثروا من قراءة القرآن، وأكثروا من التوبة والاستغفار، (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، وإذا لقيتم أعداء الله فاستعينوا بالله واثبتوا ورددوا قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، واصبروا ينصركم الله ويثبت أقدامكم، ويفتح عليكم من حيث لم تحتسبوا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ). وإن وصيتي لكم إخراج أسرى المسلمين في كل مكان وخصوصا طلبة العلم في غياهب سجون الطواغيت، فاصبروا يا أسرانا ولا تظنوا أن يطيب لنا عيش ولمّا نخرجكم جميعا بحول الله وقوته ونقول لليهود والصليبيين وأذنابهم وأحزابهم، لأمريكا وأوروبا وروسيا وحلفائهم وعملائهم، للروافض والمرتدين بأصنافهم وأجناسهم: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ)، وإن ربنا -عز وجل- العليم الحكيم قال لنا: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ)، وإن ربنا -عز وجل- العزيز العليم قال لنا: (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)، فتربصوا أيها الكفار والمرتدون، إنا معكم متربصون، وإن ربنا -عز وجل- الجبار القهار قال لنا: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ)، وإن ربنا العظيم القدير-سبحانه- قال لنا: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)، فقد وعدنا ربنا -سبحانه- إحدى الحسنيين ووعدنا بالنصر والغلبة ووعدكم أيها الكفار بالخزي والعذاب من عنده أو بأيدينا، ووعدكم بالخذلان والهزيمة، ولا يخلف الله الميعاد سبحانه، وإنا نعدكم -بإذن الله- أن كل من يشارك في الحرب على الدولة الإسلامية، ليدفعن الثمن غاليا بإذن الله، وليندمن، فتربصي أمريكا، تربصي أوروبا، تربصي روسيا، تربصوا أيها الروافض، تربصوا أيها المرتدون، تربصوا يا يهود، إنا معكم متربصون. اللهم منزل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب، اهزمهم وزلزلهم، اهزمهم وانصرنا عليهم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. -الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي -تقبله الله- بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
  • مها علي

      منذ
    هذا المقال ("التعليم المختلط وتبعاته" بقلم د. منال محمد أبو العزائم)، وتم نشره في الالوكة اولا يوم 15 أغسطس في الرابط أدناه ثم أعيد نشره هنا يوم 18 ولكن دون ذكر الكاتب. ارجو منكم تفضلا عند إعادة نشر مقال كتابة اسم الكاتب حفظا لحقوق الفكرية ... جزاكم الله خيرا. https://www.alukah.net/social/0/171069/التعليم-المختلط-وتبعاته/

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً