الزبير بن العوام رضي الله عنه

منذ 2024-08-31

ثبت أن النبي ﷺ قال: «لكل نبي حواري، وحواريَّ الزبير بن العوام».

اسمه ونسبه:

هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، القرشي، الأسدي، رضي الله عنه، من قبيلة بني أسد.

 

كنيته:

يكنى بأبي عبد الله.

 

إسلامه:

أسلم قديماً بدعوة من أبي بكر الصديق، ويعرف من بين الصحابة بحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وهو أحد الستة أصحاب الشورى، له من العمر حين أسلم اثنتا عشرة سنة، وقيل: ثماني سنين، وقد هاجر الهجرتين، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راضٍ.

 

أوصافه الخلقية:

ورد أنه كان طويلاً، إذا ركب خطت رجلاً في الأرض، وكان خفيف اللحية والعارضين.

 

ذكر شيء من فضائل الزبير بن العوام:

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للزبير بن العوام: «فداك أبي وأمي». قال ذلك في حق الزبير مراراً، من ذلك يوم الأحزاب حينما أرسله إلى بني قريظة.

وروى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة بن الزبير: ((أبوك من الذين استجابوا لله ولرسوله من بعد ما أصابهم القرح)).

وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لكل نبي حواري، وحواريَّ الزبير بن العوام».

وروي أن عمر رضي الله عنه قال: ((الزبير عمود من عمد الدين، وركن من أركان الإسلام)).

وروي أن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع رجلاً يقول: ((أنا ابن الحواري. فقال عبد الله: إن كنت من ولد الزبير، وإلا؛ فلا)).

وروي: ((أن للزبير ألف مملوك يؤدون له الخراج، وكان لا يدخل بيته منه شيئاً، يتصدق به كله)).

وروي: ((أن عثمان بن عفان رضي الله عنه حينما أصابه رعاف شديد؛ قيل له: يا أمير المؤمنين! استخلف قال: ومن؟ فقيل له: الزبير بن العوام. قال: نعم، أما والذي نفسي بيده؛ إنه لخيرهم، وإنه لأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم)). (رواه البخاري في صحيحه) .

 

وقد أوذي الزبير في ذات الله، حينما أسلم كان عمه يعلقه في حصير ويدخن عليه حتى يرجع عن دينه إلى الكفر، فيقول: ((لا والله؛ لا أرجع عن ديني أبداً)).

وروي: ((أن الزبير رضي الله عنه باع داراً له بست مئة ألف، فقيل له: يا أبا عبد الله! لقد غبنت في دارك. قال: كلا، هي في سبيل الله)).

وروي عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ((انصرف الزبير يوم الجمل عن قتال علي، فلقيه ابنه عبد الله، فقال: جبناً؟ جبناً؟ قال: قد علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذكّرني علي شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنسيته؛ فحلفت أن لا أقاتله. ثم قال:

ترك الأمور التي أخشى عواقبها ♦♦♦ في الله أحسن في الدنيا وفي الدين

 

وروي عن شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن: سمعت الشعبي يقول: ((أدركت خمس مئة أو أكثر من الصحابة يقولون: علي وعثمان وطلحة والزبير في الجنة)).

وقد تواردت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم في الجنة، وهؤلاء الأربعة كلهم قُتلوا شهداء رضي الله عنهم.

قال ابن المديني: ((سمعت سفيان يقول: جاء ابن جرموز قاتل الزبير إلى مصعب بن الزبير حينما كان والياً على العراق لأخيه عبد الله بن الزبير، فقال له: أقدني بالزبير فكتب مصعب لأخيه يشاوره في الأمر؛ فكتب إليه عبد الله قائلاً: أنا أقتل ابن جرموز بالزبير؟! ولا بشسع نعله)).

 

ذكر ما روي للزبير من الفروسية والشجاعة والإقدام:

روي أن الزبير رضي الله عنه هو أول من سلَّ سيفه في الإسلام في سبيل الله.

وروي بإسناد صحيح عن هشام، عن أبيه، قال: ((كان على الزبير يوم بدر عمامة صفراء معتجر بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الملائكة نزلت على سيما الزبير».

وعن عروة بن الزبير قال: ((كان في أبي ثلاث ضربات بالسيف، كنت أدخل أصابعي فيها: اثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك)).

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب: «من يأتيني بخبر بني قريظة».

قالها ثلاث مرات، كل مرة يقوم الزبير، فيقول: أنا آتيك بخبرهم يا رسول الله! فعند ذلك، قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم: «فداك أبي وأمي».

 

وروي: أن ابن جرموز قاتل الزبير جاء إلى علي بن أبي طالب ومعه سيف الزبير، فقال علي: ((طالما ذب هذا السيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)).

وروي: ((أن الزبير رضي الله عنه قاتل رجلاً بمكة قبل الهجرة وهو غلام)).

وذكر ابن إسحاق في تاريخه: ((أن أخا مرحب اليهودي يوم خيبر - واسمه ياسر - خرج بعد مقتل أخيه مرحب يريد المبارزة، فخرج إليه الزبير بن العوام يبارزه، فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب: يا رسول الله! يقتل ابني. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بل ابنك يقتله إن شاء الله». فلما التقيا؛ قتله الزبير رضي الله عنه)).

وروي: ((أن الزبير يوم اليرموك اخترق صفوف المشركين مرتين يدخل من جانب ويخرج من الجانب الآخر سالماً؛ إلا أنه ضرب من قفاه بضربتين )). (رواه البخاري في صحيحه) .

 

وكان الزبير رضي الله عنه في ميمنة الجيش يوم بدر، وكانت له اليد البيضاء، فقد جندل صنديداً من صناديد فراعنة كفار قريش، وهو عبيدة بن سعيد بن العاص.

وروي عن الثوري قال: ((هؤلاء الثلاثة نجدة الصحابة من المهاجرين: حمزة، وعلي، والزبير)).

وعن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد قال: ((أخبرني من رأى الزبير وفي صدره أمثال العيون من الطعن والرمي)).

كان الزبير إذا قيل له: إن سيفك لصارم، قال: ((والله ليس بصارم، ولكني أكرهته)).

 

قال حسان بن ثابت في الزبير:

هو الفارس المشهور والبطل الذي ♦♦♦ يصول إذا ما كان يوم محجل

 

ومما روي عن الزبير بن العوام رضي الله عنه، أنه قال لابنه عبد الله يوم الجمل: ((إنني يا بني لا أراه يُقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإنني لا أراني أقتل إلا مظلوماً، وإن من أكبر همي ديني الذي علي، فإن عجزت عن شيء منه؛ فاستعن عليه بمولاي. قلت: يا أبتي! من مولاك؟ قال: الله تعالى.

فلما انصرف الزبير راجعاً نادماً من وقعة الجمل؛ لقيه عمرو بن جرموز فقتله اغتيالاً بوادي السباع، على بُعد أربعة فراسخ من البصرة، فلما بلغ علياً قَتْلُه؛ قال: بشر قاتل الزبير بالنار)).

وكان قتله سنة ست وثلاثين من الهجرة رضي الله عنه.

قال الواقدي: ((قُتل الزبير رضي الله عنه وله من العمر أربع وستون سنة)).

_________________________________________________________
الكاتب: الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الشثري

  • 0
  • 0
  • 251
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    توكلوا على الله لا على فصل الشتاء قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، والشرك بالله تعالى يدبّ إلى هذه القلوب كدبيب النمل، لذا كان على العبد المسلم وخصوصا المجاهد في سبيل الله أن يكثر من الاستعاذة بالله من الوقوع في شرك يعلمه والاستغفار مما لا يعلمه، كما أنّ على المجاهد في سبيل الله أن يعلم أن كل ما في هذا الكون هو جند من جنود الله تعالى التي قد يسخرها الله تعالى لنصرة المجاهد، فتسخيرها بأمر الله إنْ عمل هذا المجاهد بأسباب النصر التي أمر الله تعالى عباده المجاهدين بالأخذ بها، وأهمها التوكل على الله تعالى وحده والبعد عن الذنوب والمعاصي والحذر من ظلم الناس دونما تجاهل لإعداد العدة التي أمر الله تعالى بها في قوله: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)) [الأنفال]. فقدوم الشتاء لا يأتي بالنصر وإن كان الشتاء جنديا من جنود الله تعالى، فلا تعتمد على هذا الجندي بل اعتمد وتوكل على ربّه، فهذا إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار قال: "حسبي الله ونعم الوكيل"، كما روى البخاريّ عن ابن عبّاس، وذكر بعض السّلف أنّه عرض له جبريل وهو في الهواء، فقال: ألك حاجة؟ فقال: أمّا إليك فلا، هذا مع أن جبريل عليه السلام جندي من جنود الله وقد أرسله الله تعالى لنصرة إبراهيم، لكن إبراهيم عليه السلام معلم الناس التوحيد أبى بث شكواه إلى جبريل وأبى الاعتماد عليه وتوكل على الله تعالى، ويوم الأحزاب لم تكن الريح سبب هزيمة المشركين بل كانت جنديا سخره الله تعالى لنصرة المؤمنين بعد أن كان منهم ذلك الموقف العظيم قال تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22))، فيا جنود دولة الإسلام الحذر الحذر من الركون إلى هذه الظواهر أو الاعتماد عليها، وتوكلوا على الله حقّ التوكل. ففي رمضان الماضي -على سبيل المثال- حدّثني عدد من الإخوة عن ترقّبهم وانتظارهم لنصر عظيم يحلّ عليهم إذا ما جاء شهر رمضان، وكأن النصر لجند الله متعلق بحلول هذا الشهر مع العلم أن الفتح العظيم لمدينة الموصل كان في شهر شعبان من سنة 1435 هـ، والفتح الثاني لسهل نينوى وما بعده كان في شهر شوال من السنة ذاتها، ولم يكونا في رمضان، فلا تنتظر النصر والفتح إلا إذا أخذت بأسبابه، فقد نُصر المسلمون يوم بدر مع قلة عددهم بفضل الله تعالى، وهُزموا أول الأمر يوم حنين مع كثرة عددهم بسبب اغترارهم بهذه الكثرة وهُزموا يوم أحد، لا لكثرة أعدائهم بل لمعصيتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أمرهم بلزوم الجبل، فالنصر من عند الله وحده، فإذا نصرت الله نصرك الله في حر الصيف أو في برد الشتاء بعدد قليل أو كثير، سواء كان من يعاديك فصيلا مرتدا واحدا أو العالم كله. فيا جند دولة الإسلام توكلوا على الله لا على فصل الشتاء، والحذر الحذر من الظلم، فالظلم جرم قد يؤخر النصر. فهذه رسالة لولاة أمر المسلمين أن ينظروا في مظالم الرعية بأنفسهم ولا يكتفوا بإيكال هذا الأمر إلى هيئة أو قاض، فهذا القبطي قد جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاصدا إياه من أرض مصر فقضى أمير المؤمنين له أمره وأنصفه ولم يقل له ارجع إلى قاضي بلدك أو ارجع إلى واليك، وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضاً يعزل الصحابي المبشّر بالجنة سعد بن أبي وقاص لشكوى رجل من أرض الكوفة عليه. المصدر: صحيفة النبأ العدد (2) السنة السابعة - السبت 10 محرم 1437 هـ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً