همسة

منذ 10 ساعات

قليل ينتفع به الإنسان، ويتعمق فيه، ويتمثله في نفسه وسلوكه؛ خير من كثير يربكه ويشوش عليه ويجعل أمره فُرُطًا.

قد تتكاثر عليك المعلومات والفنون والمواعظ وقواعد النجاح في مجالات شتّى، لكنّ الذي يجب عليك معرفته هو أن تعلم أن حاجتك تكمن في شيء محدد واضح تتمسك به وتتشبث به وتطبقه حتى تفلح وتحقق ما تريد. وهذا في أغلب أمور الحياة.

ومما هو مشاهد في الواقع أن من أكثر الأمور التي تربك الشخص وتجعله يضعف في ميدان العمل والتطبيق؛ هو الإكثار من القراءة والنظر في الخطط والبرامج والمنهجيات، والإغراق في الوسائل والأدوات على حساب العمل والتطبيق، حتى أضحى هذا الأمر حيلة نفسية يخدّر الإنسان بها نفسه، ويمضي عليه الوقت وهو يبري القلم ولم يكتب به.

واعتبر هذا فيمن يكثرون من القراءة في إدارة الذات وتنظيم الوقت والمناهج العلمية التي غدت أكثر من سالكيها،

فهؤلاء عليهم إن أرادوا تحقيق ما يصبون إليه أن يركزوا على شيء محدد يسيرون عليه، وطرق معينة يلتزمون بها ويطبقونها ويحزمون أمرهم في ذلك؛ وإلا كانت تلك القراءات الكثيرة وهذا الاطلاع سببًا لمزيد من الإرباك والتشتت في حياتهم.

وقليل ينتفع به الإنسان، ويتعمق فيه، ويتمثله في نفسه وسلوكه؛ خير من كثير يربكه ويشوش عليه ويجعل أمره فُرُطًا.

وأختم بحكمة لطيفة قرأتها تختصر ما سبق وهي: "السر الذي يعرفه الجميع ولا يعمل به إلا القليل (تركيزك هو نقطة قوتك الكبرى في ظل هذا الكم الهائل من المشتتات).

__________________________________________
الكاتب: طلال بن فواز الحسان

  • 0
  • 0
  • 64

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً