كن طيبا في أخلاقك، وإن لم يرض بك البعض

منذ 2024-10-28

ما أجمل أن يتخلَّقَ المسلم بالأخلاق النبوية، تصورًا وعملًا، تعبُّدًا لله عز وجل؛ هذا هو الأصل، ومع ذلك، فليعلم أن قَبولَ الناس الكليَّ له يكاد يكون مستحيلًا في الكل

ما أجمل أن يتخلَّقَ المسلم بالأخلاق النبوية، تصورًا وعملًا، تعبُّدًا لله عز وجل؛ هذا هو الأصل، ومع ذلك، فليعلم أن قَبولَ الناس الكليَّ له يكاد يكون مستحيلًا في الكل، وإن كان متحققًا في الغالبية؛ ولذا النبي صلى الله عليه وسلم، وهو صاحب الخلق العظيم؛ بل وصفه الله بكمال الخلق غير المتصنَّع: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، ومع ذلك لم يرضَ به بعض الناس؛ لأن منهجه يخالف منهجهم، وقِيَمَه تخالف قِيَمَهم، ومبادئه تعارض شهواتِهم ورغباتِهم؛ ولذا من حرَصَ على التحلِّي بالأخلاق النبوية، وهي معايير التحاكم والقبول لدى العقلاء والْمُنْصِفين، وإن لم يكونوا مسلمين، فكيف بالمسلم الصادق؟

 

لا شكَّ أن غالبية الناس سيكون لديهم قبول وتقبُّل له، وإن لم يتقبله ويرضَ به آحادهم أو بعضهم؛ فهذا هو الأصل والطبيعي، نسأل الله من فضله وكريم عطائه، أمَّا من يتصنع خلقًا ما، فسرعان ما ينكشف عورَ ذلك التصنع في أقرب موقف أو محكٍّ، أو الانتهاء من المصلحة القائمة للتصنع به.

 

ولذا هذه العبارة تحمل الصحة في بعضها، وليس كلها؛ لأن القبول الكلي من الناس لشخص ما، وإن بلغ ما بلغ، فلن يكون ذلك، ولو كان ذلك، لكان لخير الخلق أجمعين، محمدٍ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3].

  • 5
  • 0
  • 190
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    في زمن المجزرة • لا شيء يدفع المجزرة عن أمة الاسلام غير المجزرة، واقرأوا التاريخ أيها "الإسلاميون" لكي تعرفوا كيف كان المسلمون! اقرأوا سير الصحابة والفاتحين اقرأوا عن بأس الصدّيق يوم حروب الردة، اقرأوا عن مغازي خالد بن الوليد ونك⇂ايته بالكافرين، اقرأوا تاريخ الإسلام من مظانه فهو التطبيق العملي لما جاء في الوحيين، اقرأوا وامتثلوا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، وقوله سبحانه: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ} اقرأوا تاريخكم بوحييه لتعلموا أن المسلمين دفعوا المجزرة بالمجزرة، وفلّوا الحديد بالحديد وحقنوا دماء المسلمين بسفك دم الكافرين، فأدموا الروم والف.رس وقبلهم المشركين والمرتدين، نصروا الإسلام بالجهاد الذي لا يستحي من النكاية والبأس والغلظة والشدة على الكافرين حتى امتلأت الصحاري بنتن قتلاهم، وكان زهم الموت يملأ الأجواء، هكذا واجه سلفُنا السابقون المجزرة ودفعوها. وإن التأمل في حتمية نزول عيسى عليه السلام في نهاية الزمان رافعا الجزية مخيّرا أهل الكتاب بين الإسلام أو السيف؛ يدرك أن الغلبة في زمن الملحمة للسيف، وأنه سيُقدّم على سواه من الوسائل التي اتسع لها صدر الإسلام، وسيغدو السيف خير داع إلى الإسلام بشروط الكتاب والسنة، ولذلك جرّدوا أيها المسلمون توحيدكم ثم سيوفكم فلا شيء أنفى للمجزرة من المجزرة، لا شيء أنفى للقتل من القتل، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}. • مقتطف من افتتاحية النبأ العدد 456 الخميس 11 صفر 1446 هـ (في زمن المجزرة)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً